زوعا اورغ/ وكالات
على الرغم من الهدوء الظاهر في الناصرية، جنوبي العراق، إلا أن الأوضاع في المحافظة تتجه إلى جولة جديدة من التصعيد، بحسب ناشطين ومتظاهرين من ساحة الحبوبي في المحافظة التي أصبحت وجها للاحتجاجات في العراق.
وقالت الحكومة العراقية إنها أرسلت “خلية أزمة” لاحتواء الأوضاع في المحافظة عقب هجوم أنصار الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، على ساحة التظاهر في الناصرية، ومقتل متظاهرين خلال الهجوم.
القائد العام للقوات المسلحة @MAKadhimi يؤكد أن هناك مشاكل وتحديات في مدينة الناصرية، وقد تم إحتواؤها، بعد أن جرى إرسال لجنة وتشكيل خلية أزمة بشأن أحداث محافظة ذي قار، والتي كان على رأسها السيد مستشار الأمن الوطني @qassimalaraji ، والسيد رئيس جهاز الأمن الوطني …
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) December 2, 2020
ويتهم المتظاهرون أنصار الصدر بالمسؤولية عن مقتل زملائهم، لكنهم يوجهون أيضا اللوم لخلية الأزمة التي أرسلها الكاظمي، والتي يقولون إنها غير محايدة، وجاءت “للانتقام من المتظاهرين”.
وتداول الناشطون مقطع فيديو يظهر فيه القائد السابق في جهاز مكافحة الإرهاب، ورئيس جهاز الأمن الوطني الحالي، عبد الغني الأسدي، وهو يتوعد بأخذ “الثأر” ردا على كلام رجل اتهم المتظاهرين بأنهم “يقتلون أولادنا ويرقصون في ساحة الحبوبي”.
الأسدي الذي كان جالسا في منزل أحد الصدريين في المحافظة قال إن “الدولة لم تأت لحمايتهم” في إشارة إلى المتظاهرين، وإنما “جاءت لأخذ ثأر الشهيد” الذي يقول الصدريون إنه قتل في التظاهرات.
ويقول المتظاهرون إن عدد القتلى منهم هو أكثر من خمس أشخاص، ونشروا صورا لزملائهم القتلى، وقالوا إن مناصرين للصدر مسلحين دخلوا إلى ساحة الحبوبي وأطلقوا النار، فيما يقول الصدريون أنهم جاؤوا استجابة لدعوة الصدر إلى “فض التظاهرات في ذي قار” وأن زملاء لهم قتلوا على يد المتظاهرين.
ونشرت حسابات صدرية صورا لمن قيل إنهم من قتلى التيار، لكن بعضهم قتل في وقت سابق، كما تبين بعد التحقق. كما أن أحد من نشر الصدريون صورهم هو متظاهر كان قد طالب الصدر أكثر من مرة بعدم التدخل في الاحتجاجات.
وقال الناشط والمتظاهر، عامر حسين الفاران، إنه تعرض لمحاولة اعتقال بعد اجتماعه برئيس خلية الأزمة، مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي.
وبحسب الفاران فإنه التقى الأعرجي في منزل الناشط المختطف، سجاد العراقي، حيث طلب منه الأعرجي رفع خيم الاعتصام من ساحة الحبوبي.
ولم يتمكن موقع “الحرة” من الحصول على تعليق من الأعرجي أو من الأسدي أو من السلطات الأمنية العراقية بشأن الموضوع.
ويقول الفاران إنه طالب الأعرجي بالعمل على تحرير سجاد العراقي، المختطف من قبل ميليشيات غير معروفة قبل أسابيع، قبل النقاش بموضوع رفع خيم الاعتصام وإنهاءه.
ويقول الفاران “أتت نحو 20 عربة شرطة إلى منزلي وحاولوا اعتقالي لكنني هربت”.
وأصيب الفاران بجروح خلال هروبه، وقال إن ذراعه انكسرت وتضررت بشكل كبير، كما أن الشرطة أطلقوا النار في الهواء في محاولة لإيقافه.
ويختفي الفاران في مكان غير معروف، بعد تفعيل مذكرة إلقاء قبض بتهم تتعلق بالتظاهرات، يقول إنها “كيدية”.
وحتى الآن، يقول الناشطون إن هناك خمسة ناشطين معتقلين، آخرهم الناشط والمتظاهر سلام غافل.
كما لاحقت الشرطة متظاهرين آخرين منهم، حسن ماهر، وهو لاعب سابق في فريق كرة السلة للاحتياجات الخاصة في المحافظة.
ويقول الناشط والمتظاهر، حسين الغرابي، إن الحكومة وخلية الأزمة لم تتدخل بأي شكل “في الجريمة التي نفذها التيار الصدري في الناصرية”، مستدركا “لكن الموقف تغير بعد أن طالب مقتدى الصدر بنفسه بتشكيل لجنة”.
وهاجم الغرابي اللجنة الحكومية مؤكدا أنها “تتصرف بمنطق الميليشيا”، مضيفا “رئيس اللجنة قاسم الأعرجي قال للمتظاهرين إنه قدم المحافظة بأوامر من “الحنانة”.
والحنانة هي مقر إقامة مقتدى الصدر في محافظة النجف.
وحاول موقع “الحرة” الوصول إلى رئيس خلية الأزمة للتعليق على الموضوع أو تأكيد التصريح من مصدر مستقل.
لكن في مقطع الفيديو الذي يظهر فيه عبد الغني الأسدي، رئيس جهاز الأمن الوطني، يقول لمخاطبيه الصدريين إن “مقتدى الصدر رجل آخرة وليس رجل دنيا”.
ويعتقد الناشط، هشام العائدي، وهو من متظاهري المحافظة إن “هذا يدل بوضوح على أن اللجنة التي شكلت بطلب من مقتدى الصدر، لا يمكن أن تحاسب مقتدى الصدر”.
ويقول العائدي لموقع “الحرة” إن “الأوضاع قد تتأزم مجددا في الناصرية، الدولة تخلت عنا لصالح الصدر، ولم يبق لدينا سوى أنفسنا والدعم من باقي متظاهري المحافظات”.
وتعرض منزل أحد ناشطي محافظة الناصرية جنوبي العراق، الأحد، إلى اعتداء “بالقنابل اليدوية”، بحسب ناشطين في تظاهرات ساحة الحبوبي في المحافظة.
وقال الناشطون إن الاعتداء لم يسفر عن سقوط ضحايا، فيما ، انفجرت عبوة ناسفة، السبت، أمام منزل الناشط الإعلامي كرار أمين، مخلفة أضرارا في المنزل ومحيطه.
وتأتي عمليات استهداف الناشطين في وقت يسعى فيه المحتجون إلى استعادة زخم تظاهراتهم وترتيب صفوفهم، عقب أسبوع دام تعرضوا له إثر مهاجمة أنصار التيار الصدري ساحة اعتصام في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية، أسفر عن سقوط ثمانية قتلى وعشرات المصابين في صفوف المحتجين.