د. بشير الطوري
إننا اليوم نعيش في بلاد ألأغتراب والكثير من العوائل تفرقت في أربعة أقطار المعمورة فترى ألأب في قارة وألأبن في أخرى وألأخ في ثالثة وألأخت في رابعة وهكذا دواليك هذا بالنسبة للجيل ألأول أما إذا أخذنا ألأعمام وألأخوال والعمات والخالات فستصبح المعادلة أكثر تعقيداً وَكُلُّ يتكلم بلغة البلد الذي يعيش فيه فبعد عقدٍ من الزمن سوف يصعب على هولاء ألأهل وألأقارب التواصل والتفاهم لذا أرى من واجبنا نحن المثقفون أن نعمل جاهدين للحفاظ على لغتنا ألأم ألأصلية من خلال المدارس ووسائل ألأعلام المرئية والمسموعة ومن خلال الشبكة العنكبوتية وبذلك ننقذ هويتنا من الضياع وإلا فبعد جيلٍ أو جيلين سنفقد تراثنا وثقافتنا وننصهر بل نذوب في المجتمعات الجديدة التي نعيش فيها شئنا ذلك أمْ أبيناهُ فأطلق ندائي هذا الى كل مَنْ يهمه أمر الحفاظ على شعبنا وتراثه وحضارته ووجوده العمل على تدريس اللغة السريانية خصوصاً وأن هنالك في بلدان الأغتراب قرارات لتدريس اللغة ألأمِّ لأبناء الجاليات من ضمن برامج التدريس الرسمي فلنسرع إذن لإستغلال هذه الفرصة ولنتوحد جميعاً لنشر وتحبيب لغتنا السريانية لدى الناشئة من أبنائنا والرب يبارك كل جهدٍ مخلص للحفاظ على هويتنا وتراثنا وثقافتنا .
هنالك أليوم لهجتان فصيحتان للغة ألسريانية ألغربية وألشرقية أما ألغربية سُميت بألغربية نسبة إلى غرب ألفرات وألشرقية نسبة إلى شرق ألفرات ألغربية تستعملها ألكنيسة ألسريانية ألأرثوذكسية والكنيسة ألسريانية ألكاثوليكية وألكنيسة ألسريانية ألمارونية أما ألشرقية فتستعملها ألكنيسة ألشرقية القديمة وألكنيسة ألآشورية وألكنيسة ألكلدانية ، وتختلف أللهجة ألغربية عن أللهجة ألشرقية فقط في لفظ ألزقاف حيثُ يلفظ لدى ألكنائس ذوات أللفظ ألغربي كالضم ألممال إلى ألفتح مثل حرف O بأللغة ألإنكليزية وأما لدى ألكنائس ذوات أللفظ ألشرقي فيلفظ ألزقاف كمد للفتح وهو ألأقدم كما تختلف أللهجة ألغربية عن ألشرقية بإهمالها للتشديد إلا في بضع كلمات بينما لم تزل ألشرقية محتفظة بألتشديد حسب ألأصل لأنَّ ألتشديد من خصائص أللغات ألسامية كما هو موجود في ألعبرية وألعربية ، كذلك في تركيخ ألباء حيث فُقِدَ لدى مستعملي أللهجة ألغربية ، بينما أفرط مستعملو أللهجة ألشرقية في تخفيفها بحيث تلفظ واواً ، أما حرف P ܦ݁ فقط رُكِّخ في جميع ألألفاظ لدي ألغربيين ويلفظ مقسىً لدى ألشرقيين ما خلا بضع ألفاظٍ أفرطوا في ترقيقها بحيث تُلفظ واوا وبذلك أصبح لدى ألشرقيين ثلاث واوات وهذا حياد عن ألقواعد ألأصلية.