زوعا اورغ/ عنكاوا كوم
صدر للاكاديمي الاثاري حكمت بشير الاسود كتاب جديد حمل عنوان الحب والغزل والجنس في حضارة بلاد الرافدين وذلك عن دار قناديل للنشر والتوزيع في بغداد، وقال مؤلف الكتاب في سياق كتابه إن الشواهد الأثرية التي جاءت من بلاد الرافدين لتماثيل النساء العاريات التي عُثر عليها في مواقع القرى الزراعية الأولى في جرمو وحسونة وتل الصوان وحلف (الألف الخامس – الألف الرابع ق.م)، التي أطلق عليها علماء الآثار (تماثيل الآلهة الأم)؛ هي صور شبحية لامرأة يميز جسمها الثديان بشكل بارز، والبطن المضخمة والعضو التناسلي (Parot,1960,p.48). وإن معظم الاكتشافات التصويرية أظهرت الأنثى حبلى منفوخة البطن مليئة النهدين، إشارة إلى الإرضاع والإطعام، أو تجلس القرفصاء على عجزين كبيرين دلالة على الاستعداد للوضع. والنماذج المتوافرة من هذه الآثار لا يُمكن وصفها بالجمالية؛ مِمَّا يدلُّ على أن الجاذبية الجنسية لم تكن العنصر المهم في عبادة المرأة، بل انصبَّ الاهتمام على الخلق والوفرة. أما التحول نحو الأسس الجمالية في جاذبية الأنثى والذكر؛ فقد تأجل حتى قبل فعل الأنثى الخارق، واستبدل بعهد جديد من سيادة الذكر في الحياة الاجتماعية بما في ذلك الاستئثار بالأنثى وتملكها واختيارها، ووَجَب على الأنثى في هذه الحالة أن تجذب الذكر بوسيلة أو أخرى من وسائل الإغراء، بقيمتها بوصفها أنثى جنسية أو ربة بيت أو معينا، وقد نشأ من حصيلة ذلك التفاعل بين الرجل والأنثى؛ لتلبية هذه الحاجات من طريق تعيين ما يجذب الأنثى للذكر والذكر الأنثى، وما يعتقد الذكر أنه جاذب فيه للأنثى، وما تعتقد الأنثى أنه جاذب للذكر فيها.