شوكت توسا
أن تتضامن الكنيسة مع أبنائها في محنتهم, لافضل ولا منية في ذلك, بل هي اول من يجب ان يتشرف بذلك في ظرف و ثلاثية تاريخنا الوطني والقومي والديني تتعرض لأخطر الممارسات اللاديمقراطيه واللاقانونيه واللاانسانيه بحق بلدة آيل قوشتي الموصوفة بأم القرى و بروميه الثانيه, مما يتطلب وقفة تضامنيه حقيقيه مع ارادة ساكني أحد القلاع الرابضه في نينوى ومهد المسيحية لقرون طويله.
التضامن ذاته هو الذي دعانا الى ابداء رأينا بعيدا عن قصد التشويش او اي موقف مسبق تجاه مؤسسة نحترمها باعتبارها جزءً حيويا من وجودنا, نعم مثلما اشدنا بالأمس البعيد والقريب بمواقف رموز كنيستنا من قبيل اشادتنا بطروحات الخطاب التوحيدي ابان تسنم غبطته منصبه وهكذا موقفه تجاه مؤتمر بروكسيل , الضرورة ذاتها تحتم قول كلمة نقد وعتاب اعتقادا منا باننا كبشر لسنا معصومون نصيب ونخطئ خاصة واذرع كنيستنا تمتد باتجاه العمل في السياسه مما دفعها الى منع المقربين منها من المشاركه في التظاهر .
من خلال خبرمنشور في موقع أعلام البطريركيه نقلاعن حديث غبطته في ندوة إتضح انها كانت سياسيه اكثر منها دينيه,أقتطف مقتبسا من الخبر نصه : “الكنيسه الكلدانيه تضامنت مع اهالي البلده للحفاظ على حقوقهم ومشاركتهم في القرار ,والمهم في النهايه ان مدير الناحيه الجديد من القوش ..كما شجّع ابناء البلدة على الانخراط بالفعاليات السياسيه حتى يكون للمسيحيين صوت ووجود ” انتهى الاقتباس.
المقتبس اعلاه وهو غيض من فيض تصريحات أدلى بها غبطته في ندوة القوش 27/ تموز2017 بحضور نيافة المطران مقدسي وممثلين عن احزابنا ومنظمات المجتمع المدني , وأشخاص اخرين مستقلين, لستُ بقارئ فنجان كي أتكهن غيبيا دون سند, انما بربط الاحداث مع سياقات الأحاديث ومصادرها ,تسنى لنا التوصل الى ان ألتقاء صنفا من المصالح المستهجنه دفع الكنيسة باتجاه تمرير انتهاك واضح بحق الاهالي عبر رساله وجهت في الندوه في ظاهرها تضامنا مع المتظاهرين لكن باطنها اقناع الحاضرين بالقبول بالبديله الجديده كونها ألقوشيه بعد التخلص من السيد فائز( الكربلائي) , ولمن يمتلك تفسير آخر ,فهو حر لكن عليه ان لا ينسى الأخذ بنظر الاعتبار إرادة المتظاهرين واحترام مطاليبهم ,والا سيكون الكلام تسويقا استهلاكيا ليس من غطاء يشفعه. ولكي تلقى الرسالة صداها المطلوب, حاول غبطته تلطيف الجو بالقول بانه سوف يجد لفائزمنصبا في مكان آخر!لا يا سيدنا مشكلة القوش ليس في نكران كون لارا القوشيه وليس الخوف على مستقبل معيشة فائز ,كلام من هذا القبيل لا يحتسب تضامنا مع اهلي البلدة ,أنما تدخلا مؤداه تسويف ارادة ورفعة اهالي القوش ومحاولة اقناعنا بخلو هذه القلعه من بديل مستقل كفوء .
يجدر بنا هنا أن نذكّر القراء بالبعض مما يدور من احاديث في اروقة القوش المنشغله بأزمتها, من قبيل قصة رفض السيد فائز في ايار الماضي لتدخل نيافة مطران ألقوش من اجل تسهيل معاملة تمليك قطعة ارض حكوميه لاحد الاشخاص , وبحسب تفاصيل كلام متبادل جرى بين الطرفين تم صب البنزين على ورقة مدير الناحيه تحضيرا لحرقها, هذا جانب, ومن جانب أخر العديد من الاهالي يؤكد بان موضوع المولدات الكهربائيه التي تتولى الكنيسه الاشراف عليه كان له تأثيره الواضح على عدم ارتياح الكنيسة من مواقف ادارة الناحيه بخصوص التسعيره ومتابعة لجنة الناحيه في تدقيق السجلات المتعلقه بالمولدات وحصة الكازويل , مما اضطر الكنيسه ومعها احد اعضاء مجلس الناحيه الى المطالبه من مدير الناحيه بسحب تدخله والغاء اي دور للجنة المتابعه في الناحيه ولجنة التدقيق من دهوك لكن اصرار مدير الناحيه على موقفه زاد من عملية صب الزيت .
اما ما يخص موقف الرابطه الكلدانيه في القوش, فهو من الاثارة والغرابه التي تؤكد ما نحن بصدده , فبعد ان اصدرت الرابطه بتاريخ 12 / 7 بيانا أعلنت فيه تضامنها مع اهالي القوش ضد إقالة مدير ناحيتهم وطالبت الجهات المعنيه بتلبية مطاليبهم.عادت فجأة و رشحت مسؤولة فرعها لمنصب مدير الناحيه.
في 19 /7 وبحسب خبر منشور على صفحة عشتار تي في, إجتمع السيد عصمت رجب مسؤول الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك) بالبرلمانيه وحيده ياقو والسيد غزوان رزقالله ,وبالرغم من تأكيد الكثيرين حضور نيافة المطران مقدسي هذا اللقاء, إلا أني لست متأكدا من ذلك بسبب عدم نشر اسمه وصورته ضمن الحاضرين ,المهم تبين لاحقا عدم رضا غبطة البطريرك من فكرة ترشيح السيد غزوان في هذا اللقاء ,علما ان محافظ دهوك والسيد رجب وافقا على ترشيحه لكن الذي تحقق في اللحظات الاخيره هو رغبة غبطته فنتج عن ذلك سيناريو انتخاب المجلس البلدي لتفوز السيده لارا مسؤولة الرابطه الكلدانيه في القوش والعضوه في حدك وفشل منافسها.
مما ذكرناه اعلاه وهو ندر قليل من تفاصيل اكثر لاسباب اقالة السيد فائز و فوز المرشحه لارا , يتضح بأن ما سعى اليه نيافة مقدسي قد تحقق نصفه في عملية الاقاله وهذاما اراده حدك ,أما النصف الآخر وهو الأهم , فقد اقتنصه غبطته كمكسب سياسي لرابطته بعد ان أتيحت له فرصة الإمساك براس الخيط , لذا اصبح لزاما عليه تهدئة المتظاهرين بتصريحه في ندوة القوش بانه مع مظلومية فائز وضد اقالته, لكنه في نفس الوقت طلب من الحضور القبول بلارا لانها القوشيه بعد التخلص من فائز, كلام كهذا لا يحتاج تفسيره الى فتاح فال ,حدث العاقل بما لا يعقل, فإن صدّق لا عقل له .
بلا شك,السيده لارا القوشيه,وانتمائها الحزبي المزدوج ليس بخاف على احد ,إذن في طيات القصه رغبه سياسيه سعى غبطته الى تحقيقها مستخدما ذراع الرابطه الكلدانيه المتمثل بعضوية مسؤولتها في حدك , فأضحت أصوات المتظاهرين( المسيحيين) وارادتهم في مهب الريح نتيجة تضامن كنسي ولكن مع من بعد ان تبين انه تضامنا من النوع الذي لن يتحقق الا تحت سقف توافق مصالح حزبيه فتحت للرابطه شارعا سياسيا يتطلب تبليطه ايجاد بديل مناسب لادارة الناحيه دون اعارة اية اهميه لميول السيده لارا السياسيه القوميه الموزعه( بين الكرديه والكلدانيه)لا بل اعتبرها النموذج الألقوشي الأصلح سياسيا واداريا, وهذا يجافي حقيقة مواقف القوش ماضيا وحاضرا ويتعارض مع مطالب اهلها ,نعم بجريرة هذا التنظير المستهجن تحقق الخيار المشروط : بانتماء البديل لحدك وانتسابه للرابطه الكلدانيه, اذن اين تجسيد تضامن الكنيسه مع اهالي البلده ومدير ناحيتها المقال ؟ .
إهتداءً باسفار الذين وضعوا رفعة القوش وهويتها تيجانا فوق طاسات جماجمهم , نتمنى من السيده لارا قبول النصيحه الأبويه المسداة لها بالتخلي عن هذا المنصب , لان الدهر ليس سويعات قليله تـُختزل في نشوتها كل القيم والفضائل, انما هو سفر مواقف مشرّفه تسجَل بحق كل من يحترم رغبة اهله ويحرّم على نفسه الانتشاء بعذابات جراحهم جهارا نهارا, تبقى الأمنيه الأهم هي صدور قرار من محكمة القضاء الاداري باعتبار الاقاله غير قانويه احقاقا للعداله واحتراما لارادة الاهالي .
أخيرا, ليس بوسعي وصف حالتنا الا بالمؤلمه ,ومن دون قصد النيل من مقام وشخص اي احد, حاشاي من ذلك, إخترت مقطعا من قصيدة ثورة الشك للامير عبدالله الفيصل التي غنتها ام كلثوم :
اكاد أشكُّ في نفسي لأني أكادُ أشكُّ فيكَ وأنتَ منّـــــي
يقولُ الناسُ إنّك خنتَ عهدي ولم تحفظْ هوايَ ولم تصنّي
وما أنا بالمُصدِّق فيك قولاً ولكنّي شقيتُ بحُسنِ ظنّـــي
أجبني ان سألتك هل صحيح حديث الناس خنت ام لم تخنيّ ؟
تحية إجلال وتقديـــــر لكل من يدعم ارادة ابناء القوش في بلدتي
الوطن والشعب من وراء القصد
المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه