بقلم: كرم الماس *
يا لِـهذا اليومِ الذي لا يمرُّ إلّا والدمعةُ مستعدّةٌ للسقوط،
في مثلِه رحل شاب شهيدًا في ساحةِ الشرف.
أمير…
ابنُ العشرينَ عامًا،
الذي لم تُنهكْه التجاربُ، بل أنضجتْهُ الفكرة القومية،
ولم تُغره الحياةُ، بل أغوتهُ قضيّة شعبه.
دخلَ صفوف النضالِ لا طلبًا للظهور،
بل لأنّه عرفَ مبكرًا:
أنّ من لا يدافعُ عن حقِّه،
سيعيشُ متسوّلًا فوق أرضه،
أو ميتًا وهو يمشي.
لكنّ الغدرَ أسرع من الضوء،
جاءهُ بعد فوزِ القائمة البنفسجية،
كأنّ الرصاصةَ خافتْ من صوته قبل أن تخاف من فوز الإرادة الحرة.
لم يمهلوهُ ليحتفل،
اغتالوه، ظانّين أن الصوتَ يُدفن بالرصاص،
ونسوا أن الشهيدَ إذا ماتَ، تكاثر.
دمك يا أمير لم ينشف،
ما زال يسقي جذورَ الحلمِ في صدورِ رفاقك،
وما زالت عنكاوا تحفظه في شوارعها،
وفي نوافذ البيوت،
وفي وجوهِ الشرفاءِ الذين لا يُشترَون.
لم ننسَك،
ولن نفعل.
كنتَ دليلًا على أن الشهادةَ موقف،
وعلى أن الغدرَ جبانٌ لا يواجه الرجال إلا من الخلف.
رحلتَ،
لكنّك تركتَ في كلّ واحدٍ منّا قطعةً منكَ،
تكبرُ كلّما كبُرَ الوجع،
وتشتعل كلّما خذلنا أحد،
وتصير سيفًا كلّما تجرّأ أحدهم على قضيتنا.
سلامٌ لروحك يا أمير،
وسلامٌ لكلّ من سار معك وسقط واقفًا.
الخزي للغادرين،
والعهدُ لك، أن دمك لن يُنسى،
ولا القضية ستُباع.