زوعا اورغ/ متابعات
حذر بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو، من أن يأتي يوماً تخلو فيه البلاد من الوجود المسيحي مع استمرار الهجرة الى الخارج.
وقال ساكو في تصريح صحفي، إن :”السبب الرئيسي في استمرار نزوح آلاف الأسر المسيحية من سهل نينوى ومناطق أخرى شمالي العراق، يعود إلى هيمنة جماعات مسلحة وغياب الإعمار في مناطقهم” مؤكداً أنه لا بيئة آمنة لهم في العراق للأسف”.
وأوضح، أنه “يتمنى ألا يصل اليوم الذي يكون العراق فيه خالياً من المسيحيين، لكن للأسف، هذا احتمال وارد في ظل التمييز ضد المسيحيين المستمر من قبل جهات متعددة، منها غياب الخدمات وفرص العمل ورؤية واضحة للمستقبل”.
وأشار ساكو إلى أن عدم عودة أكثر المسيحيين العراقيين إلى مناطق سكنهم، وتحديداً في الموصل، يعود إلى “أسباب واضحة بالنسبة إلينا وكذلك للعراقيين المطلعين على الوضع العام”.
وأكد أن “هناك تراجعاً مستمراً في أعداد المسيحيين في بلاد الرافدين، وهو أمر مؤسف جداً لنا” لافتا إلى أن “حتى الذين عادوا إلى منازلهم، لم تتكفل الحكومة بهم، ولم تساعدهم، بل إن معظم المنازل التي رُمّمت خلال السنوات الماضية بعدما تضررت بسبب الحرب، كانت الكنيسة هي الجهة التي تقوم بأعمال الترميم”.
وأوضح أن “أعداد المسيحيين تراجعت في بغداد، بعدما كانت هناك أحياء كاملة تضم المسيحيين في العاصمة قبل عام 2003، لكن التمييز ضدهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ومحاصرتهم في رزقهم دفعهم إلى الهجرة، وقد هاجر معظم مثقفي ونخب المسيحيين في بغداد، وبقيت العائلات الفقيرة غير القادرة على الهجرة”.
وقال ساكو: “أنا أعرف المسيحيين الذي يعيشون في الخارج، إنهم يريدون الأمان والاستقرار والحياة الكريمة، حالهم كحال أي عراقي مغترب، وهذه المتطلبات غير متوفرة في العراق، بالتالي فإن المهاجرين لن يعودوا إلى بلادهم الأصلية”.
وأشار بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم إلى أنه “من المفترض على الحكومة، حين تقوم بدعوة المسيحيين إلى العراق، أن تقوم بخلق بيئة آمنة لهم، وليس التحدث عبر الإعلام ومحاولة الكسب السياسي”.
وأضاف أن “المسيحيين لم يحصلوا على أي من متطلباتهم البسيطة، كما أن ممثلي المسيحيين من السياسيين لم يلتزموا بوعودهم من جهة، واتحدوا مع الأحزاب الكبيرة من جهة ثانية، إضافة إلى أن غالبيتهم غير منتخبين أصلاً من المسيحيين”.
وحول الجدل الدائر حالياً بشأن نتائج زيارة البابا فرنسيس إلى العراق في مثل هذه الأيام من العام الماضي، قال ساكو: “بابا الفاتيكان ليس مسؤولاً أو مالك مصارف أو جهة تنفيذية لإجراء تغييرات في العراق، الزيارة كانت مهمة جداً على مستوى الخطاب وتغيير الفكر، وقد تحدث عن التسامح والأخوّة بين المسلمين والمسيحيين وبين عموم البشر، ونبذ العنف”.
ورأى ساكو أن “الحكومة العراقية عملت على الجانب الإعلامي من الزيارة بشكل جيد، لكن كان عليها أن تستغلها وتوظّف مخرجاتها، من أجل القيام بسلسلة من المشاريع لخدمة العراقيين، لكن للأسف، الحكومة مشغولة بالصراعات السياسية فقط”.