زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
صاحب الغبطة،
بفرح كبير تلقيت النبأ الذي أعلنه البابا فرنسيس عشية عيد حلول الروح القدس، بترقيتكم الى الرتبة الكاردينالية، ويسرني بشكل خاص ان أوجه اليكم تهانيَّ الحارة وتهاني الشعب الفرنسي بهذا الامتياز.
ان فرنسا وعلى مدى تاريخها، تشعر بمسؤولية خاصة تجاه مسيحيي الشرق، لمعرفتها الأكيدة بتواجدهم في الشرق الأوسط منذ القرون الأولى للمسيحية. وأنهم يعيشون اليوم أوضاعاً مؤلمة مما دفع العديد منهم الى التضحية بذاته ثمناً لأمانته، أو سلك طريق الهجرة.
ان فرنسا تعلم ان الشرق الأوسط لا يمكن ان يبقى كذلك بدون حضور هذه الجماعات التي ساهمت في بلورة ثقافته وهويته. لذلك حشدت إمكانياتها السياسية والعسكرية لحماية ضحايا العنف الاثني والديني. وإني ومنذ انتخابي رئيساً لجمهورية فرنسا أكدتُ على ان فرنسا سوف تلتزم بتعهدها. وهذا ما اؤكده لكم اليوم.
كما أود ان اُعرب لكم عن تقدير فرنسا ودعمها لكل الجهود التي تبذلونها وبلا ملل، لإشاعة احترام حقوق الانسان ومفهوم المواطنة وكرامة كل انسان، بغض النظر عن انتمائه المذهبي، ومحاربة الكراهية والعنف والتمييز والمواجهات بين الجماعات، ونشر الحوار بين الأديان وترسيخ العيش المشترك.
وبتوشحكم الثوب الأحمر الكاردينالي أراد البابا ان يُحيي هذه القيم والتي تفتخر بها فرنسا وتفرح لأنها قيمها.
إن الجماعة الكلدانية بفرنسا مندمجة تماماً في (مجتمعنا) وتقدم مواهبها بحماسة الى المجتمع الفرنسي. إن وجودها على الأرض الفرنسية، تعبير عن الأهمية التي نوليها للعراق والشرق الأوسط، وهذا يجعلكم تترددون مراراً على بلدنا.
انه فرح كبير لي ان التقي بغبطتكم خلال إحدى سفراتكم الى فرنسا وبتاريخ مناسب.
صاحب الغبطة
إذ أجدد لكم تهاني، أرجو ان تتفضلوا بقبول فائق احترامي