زوعا اورغ/ وكالات
سلط الجزء الأول من دراسة صحفية حملت اسم “بيوض الشيطان” الضوء على قصة الأصولية الإسلامية الكردية “والإرهاب” في كردستان بدءا من تنظيم جند الاسلام مرورا بالتوحيد والجهاد والقاعدة وانتهاء بمساهمة عناصر كردية في تنظيم داعش آخر الواجهات الجهادية المتطرفة.
وتتناول الدراسة المنشورة التي أعدها الكاتب الصحفي “أيوب رضا” بمساعدة ودعم من مدير أمن السليمانية “الأسايش”، نشاط الجماعات الاصولية الكردية بدءا من خلية حلبجة في ستينيات القرن الماضي وصولا الى تأسيس الحركة الاسلامية عام 1987، على يد مجموعة من العلماء الكرد خلال حكم الرئيس الأسبق صدام حسين، والتي تحولت إلى منصة لسلسلة انشقاقات بسبب الخلافات التي عصفت بها نهاية التسعينيات وخرجت منها مجموعات جهادية متطرفة.
وتعزو الدراسة بروز الفكر الجهادي المتطرف في اوساط الاسلاميين الكرد وتأثر الشباب الاسلامي بالتيارات الجهادية والافغان العرب ومن ابرزهم “ملا كريكار” واخرون من الذين عاصروا قتال الجيش الاحمر السوفيتي في الجهاد الافغاني سببا في تشكيل جماعة “جند الاسلام” على اثر توحد قوة سوران الثانية في الحركة الإسلامية مع جماعتي التوحيد وحماس بامارة ابي عبدالله الشافعي في “هورامان” شمال شرق السليمانية.
وذكرت الدراسة المنشورة على شكل كتاب ان “تلك الجماعة المتطرفة كفرت الاحزاب العلمانية والحكومة الكردية”.
وضمن متابعة الكتاب لسرد الأحداث ذكر المؤلف أن جماعة “جند الإسلام” توحدت مع جناح الاصلاح داخل الحركة الإسلامية بقيادة “الملا كريكار” تشكلت على إثرها “انصار الاسلام” وانضم إليها جهاديون عرب أمثال عبدالرحمن الشامي وعبدالهادي دغلس صهر الزرقاوي والذي كانت المخابرات الامريكية تتقصى اخباره في افغانستان بينما كان متواجدا في كردستان ولقي على ارضها.
ويتطرق الكتاب في فصوله الاربعة ايضا الى “موضوع تسلل المقاتلين العرب من افغانستان عبر ايران الى كردستان وعلى رأسهم ابو مصعب الزرقاوي ويحوي الكتاب صورة للزرقاوي وهو يسبح في احد جداول منطقة هورامان في محافظة السليمانية وكيف خطط من سلسلة جبال هورامان الوعرة لمحاولة اغتيال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح الذي كان يترأس حكومة الإقليم “إدارة السليمانية” حينذاك.
كما ويكشف الكتاب عن تفاصيل دقيقة حول قادة “الارهاب” في كردستان واللذين اصبحوا امراء حرب في جماعة التوحيد التي أسسها الزرقاوي بعد الحرب الامريكية للعراق ومنهم عمر بازياني وابو عبدالله الشافعي وهيمن بانيشاري والذين قتلوا او اعتقلوا خلال قتال القوات الامريكية وكيف مكن هؤلاء لابي مصعب الزرقاوي تسلم زمام الامور في بغداد والمحافظات العراقية.
وتؤكد الدراسة على أن “انصار الاسلام” كانت منظمة بديلة للقاعدة ساهمت في عمليات العنف الدموية وحتى ايامنا هذه وصولا الى مبايعتها لتنظيم داعش تلك المنظمة التي تعتبر سليلا لفكر الزرقاوي وتوأما روحيا لانصار الاسلام التي تشكلت في ارض كردستان العراق.
وذكرت الدراسة أنه كان لطهران دورا في تنشيط الحركة الإسلامية وأقامت لعناصرهم مخيما أطلق عليه اسم “مخيم دزلي” في الجانب الإيراني من الحدود مع العراق واستمر وجود المخيم حتى أواخر تسعينيات القران الماضي، وكان يجري داخله العمل على تنفيذ الأجندات الإيرانية لتغيير موازين القوى.
وتابع أن ايران كانت تنفي باستمرار تقديمها الدعم اللوجستي للأصوليين الفارين من جبهات القتال الأفغانية إلى العراق، ولكن حسب الوقائع والدلائل وحركة كر وفر المقاتلين من وإلى داخل الحدود الإيرانية أوقات المعارك، تكشف مدى تورط إيران في الصراع الدموي وإشغال القوى الكردية بمعارك جديدة.