زوعا اورغ/ وكالات
سلط تقرير لوكالة “رويترز” الجمعة، الضوء على الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مدينة البصرة أمس الخميس، وما رافقتها من حرق مقار حكومية ومكاتب أحزاب، وردود الأفعال من القوى السياسية.
وأفاد التقرير الذي نشر اليوم، 7 أيلول، ان آلاف المحتجين الغاضبين خرجوا إلى شوارع مدينة البصرة يوم أمس الخميس، في احتجاجات عنيفة لليوم الرابع على التوالي، حيث أشعل المتظاهرون الغاضبون من إهمال البنية التحتية المتداعية بمدينتهم النيران في مقار أحزاب سياسية، فيما أفاد مسؤولون بقطاعي الصحة والأمن ان عشرة متظاهرين لقوا مصرعهم في اشتباكات مع قوات الأمن وأصيب عشرات منذ تفجرت موجة الاحتجاجات يوم الاثنين الماضي، وأصيب أيضا عشرات من قوات الأمن بعضهم نتيجة انفجار قنبلة يدوية.
وأضاف أن المحتجين استهدفوا عددا من مباني الإدارة المحلية وأشعلوا النيران في مبنى المحافظة وأغلقوا طرقا رئيسية بوسط المدينة، حيث لقى متظاهر مصرعه مساء الخميس، متأثرا بحروق أصيب بها خلال احتراق مبنى المحافظة.
كما أكدت مصادر أمنية وصحية محلية ان المحتجين هاجموا مقر تلفزيون “العراقية” الذي تديره الدولة وأضرموا النار في مقار حزب الدعوة الحاكم والمجلس الأعلى الإسلامي ومنظمة بدر التي يتنافس زعماؤها على تشكيل ائتلاف حاكم، كما أشعل المحتجون النار في مقر عصائب أهل الحق ومقر تيار الحكمة على بعد حوالي 100 كيلومترا إلى الشمال من البصرة كما اقتحموا منزل القائم بأعمال رئيس المجلس المحلي.
وقالت مصادر بالشرطة والجيش إن النيران نشبت في مقر المحافظة، وأشارت إلى أنه لم يكن هناك محتجون قرب المبنى حينما اشتعل بعد ظهر الخميس.
وأشار التقرير إلى انه كان من المتوقع أن تجوب قوات الأمن بمن فيهم أفراد من فرقة الرد السريع شوارع المدينة بأعداد كبيرة أمس الخميس، لكن بحلول الليل كانت هناك أعداد ضئيلة بوسط المدينة ولم تكن تتدخل بوضوح لمنع ما يفعله المحتجون.
وقد أعلن مسؤولو أمن البصرة حظر تجول اعتبارا من الساعة العاشرة والنصف مساء أملا في عودة الهدوء، حيث كان من المقرر أصلا بدء حظر التجوال الساعة الثالثة بعد الظهر لكن ذلك الحظر ألغي قبل دقائق من الموعد المقرر لسريانه، وقال مسؤول أمني إن قوات الأمن تسعى جاهدة للتعامل مع المظاهرات، وتابع ” ما زلنا ننتظر أوامر من السلطات العليا بالدولة”.
وبحسب مصادر فقد أغلق ميناء أم قصر البحري الرئيسي الذي يعد شريانا مهما للواردات من الحبوب وغيرها، وقال موظفون بالميناء إن “كل العمليات توقفت بعدما بدأ المحتجون مساء الأربعاء الماضي يسدون المدخل الذي يبعد حوالي 60 كيلومترا عن البصرة، ولم تتمكن الشاحنات ولا العاملون من دخول المجمع أو الخروج منه”.
فيما أوضحت مصادر أن صادرات النفط التي يجري التعامل معها في مرافئ بحرية لم تتأثر بالاضطرابات، حيث تدر الصادرات من البصرة أكثر من 95 في المئة من دخل الدولة.
من جهة ثانية أكد متحدث باسم وزارة الصحة في مؤتمر صحفي في بغداد، ان 6280 شخصا دخلوا المستشفيات في الآونة الأخيرة وهم يعانون من الإسهال بسبب ملوحة المياه.
وقد زاد الغضب في وقت يواجه فيه الساسة صعوبة في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في أيار، حيث يشكي سكان الجنوب من عقود من الإهمال في المنطقة التي تنتج معظم ثروة العراق النفطية، في الوقت الذي تحاول فيه شخصيات سياسية بارزة، تشارك في مفاوضات تشكيل الحكومة في بغداد، التصدي للأزمة المتفاقمة وأدانت منافسين لها على تراخيهم.
وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر دعا أمس الخميس، إلى جلسة استثنائية للبرلمان يبثها التلفزيون لبحث الأزمة في البصرة التي وصفها بأنها مدينة بلا “ماء ولا كهرباء ولا كرامة”، حيث رد رئيس الوزراء حيدر العبادي، على تلك الدعوة بالإعلان انه ” مستعد لحضور اجتماع للبرلمان مع الوزراء والمسؤولين المعنيين لمحاولة التوصل إلى حل”.