زوعا اورغ/ اعلام التحالف
تمر علينا اليوم السبت ١٦ ايلول ٢٠٢٣ الذكرى الـ ٥٤ لمذبحة قرية صوريا، والتي تقع جنوب غرب زاخو، على ضفة نهر دجلة الشرقية.
في مثل هذا اليوم الموافق ١٦ ايلول ١٩٦٩ قام الملازم الثاني عبد الكريم الجحيشي أحد أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي المقبور بقيادة وحدة من الجيش العراقي، لتفتيش قرى تلك المناطق ومنها قرية صوريا حيث امر جنوده بتجميع اهالي القرية ووضعهم في حظيرة، وامر الجنود بقتلهم وكان نفسه اول من اطلق النار وقتل الأب حنا يعقوب قاشا الذي جاء للقرية من زاخو في صباح يوم المجزرة لاقامة قداس ديني لمناسبة تذكار عيد الصليب.
قتل في ذلك اليوم ٣٨ شخصا بين اطفال ونساء وشيوخ من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وجرح ٢٢ واحراق القرية باكملها.
لقد مرت على شعبنا الكلداني السرياني الاشوري العشرات من المذابح والمجازر، وفي العراق وحده تعرض ل ١٢ مذبحة ومجزرة، وما يزال يتعرض لانتهاكات واعتداءات مستمرة الى اليوم.
الذاكرة الجمعية المعاصرة لشعبنا زاخرة بالكثير من المآسي من مذابح الابادة الجماعية ( سيفو ) التي نفذتها الدولة العثمانية سنة 1915، وقتل فيها اكثر من ٧٥٠ الف شخص من ابناء شعبنا، وتهجير مئات الالاف والاستيلاء على ارضه، ومذبحة سميل التي نفذتها الحكومة العراقية عام ١٩٣٣ والتي قادها المجرم بكر صدقي وقتل فيها اكثر من ٥ الاف شخص من الاطفال والنساء والشيوخ وتهجير اكثر من ٦٣ قرية والاستيلاء عليها. وتلاها عام ١٩٨٨ عمليات الانفال السيئة الصيت والتي نفذها النظام الدكتاتوري المقبور وراح ضحيتها عشرات الالاف من أبناء شعبنا والشعب الكوردي الشقيق وتسوية الاف القرى بالارض وهدم الاديرة والكنائس التي قارب عمر بعضها ١٥٠٠ سنة.
لقد تأمل شعبنا الى جانب بقية مكونات الشعب العراقي الخير بالخلاص من الدكتاتورية والنظام الاستبدادي، إلا ان الواقع كان غير ذلك، فقد تعرض شعبنا من جديد الى الاستهداف المباشر والتهجير والقتل والخطف وتفجير الكنائس، وابشعها كانت جريمتي تفجير حافلات نقل طلاب الجامعات من سهل نينوى الى مدينة الموصل وكنيسة سيدة النجاة، دون ان تستطيع الحكومات المتعاقبة ان تحميه وتحافظ على وجوده، وترسخ مفاهيم التاخي والتعايش والشراكة السياسية والوطنية، وصولاً الى مرحلة داعش الارهابي وما اقترفه من إبادة جماعية وتهجير قسري لعشرات الالاف من شعبنا في محافظة نينوى وسهلها، وتدميره المنطقة واستيلائه على ممتلكات المواطنين التي افنوا اعمارهم في تحقيقها. واليوم وبعد ان تحققت عودة بعض المهجرين الى مناطقهم الاصلية في سهل نينوى، إلا ان الجرح ما زال غائراً، والحكومة لم تقم بواجبها كما يجب، فلا المواطنين نالوا التعويض عما لحق بهم من خسائر مادية، ولا البنية التحتية في المنطقة شهدت تطويراً ولا منجزات جديدة تعيد بعض مما فقده الانسان المواطن في ارضه وماله. وفي الناحية السياسية، ما يزال شعبنا وحقوقه العادلة وارضه التاريخية، عرضة للمساومات السياسية بين القوى المتحكمة بالسلطة وأدواتها الفاقدة للشرعية المجتمعية، ورغم كل هذه المحن والتضحيات التي قدمها شعبنا، إلا أن إرادته ما تزال مصادرة، وحقه الوطني مهضوم، وخير دليل على ذلك التمييز الصارخ في قانون الانتخابات ضد الاقليات القومية، التي منحت حق انتخاب ممثليها وفق نظام الكوتا العالمي، إلا ان ذلك الحق يسرق بالقانون، إضافة الى تشريعات اخرى تقييد الحريات، وتسيء للاقليات ومنها قانون أسلمة القاصرين.
في ذكرى هذه المناسبة الأليمة، ندعو السلطات الوطنية العراقية والقوى السياسية المتنفذة، في إنصاف شعبنا والعمل على الحفاظ على وجودة، وتمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية التي كفلها الدستور، ورفع الغبن عنه، وايقاف كل الممارسات التي إدت إلى تهميشه وإقصائه عن المشهد السياسي الوطني.
وفي الختام، نعاهد شعبنا على المضي قدماً في النضال من اجل حقوقه العادلة والمشروعة في الوطن، ولن نحيد عن حق شعبنا في العيش الكريم على ارضه ووطنه التاريخي، وسنبقى مؤمنين بالشراكة السياسية والوطنية.
المجد والخلود لشهداء قرية صوريا وشهداء شعبنا ووطننا.
بغداد ١٦ ايلول ٢٠٢٣
تحالف اثرا
الحركة الديمقراطية الآشورية
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
الحزب الوطني الاشوري
اتحاد بيث نهرين الوطني
حزب أبناء النهرين