1. Home
  2. /
  3. الاخبار
  4. /
  5. اخبار شعبنا
  6. /
  7. بولص الجميل العراقي يرحل...

بولص الجميل العراقي يرحل عن عمر 102، وحلم السلام في العراق معه

زوعا اورغ/ وكالات

ترأس المطران سليم الصايغ قداس الثالث والتاسع والاربعين في كنيسة سلطانة السلام للاتين الزرقاء الجديدة عن راحة نفس المرحوم بولص الجميل، والد كاهن الرعية الأب هاني، بحضور المطران البرتو اورتيغا مارتين السفير البابوي لدى الأردن والعراق، ولفيف من الكهنة والشمامسة من مختلف الرعايا، والأخوات الراهبات من مختلف الجمعيات، وحضور لجان الرعية وفعالياتها وحشد كبير من أبناء الرعية.

استهل المطران الصايغ عظته بالحمد والشكر لله على ما أنعم به على الفقيد من النعم والعطايا طيله مدة حياته الأرضية التي تجاوزت المئة وبانت في تجاعيد وجه حيث كان أبًا ومرشدًا وراعيًا لعائلة مثالية تربت على القيم المسيحية حتى بعد رحيل رفيقة دربه قبل أن تتحقق أمنيتها في أن يكون أحد أبنائها كاهنًا عام 1984. وختم المطران الصايغ عظته بتقديم التعزية الصادقة، باسم البطريركية اللاتينية، للأب هاني ولأشقائه وشقيقاته، طالبًا الرحمة للفقيد والسكنى بجوار القديسين والصالحين.

وقبل نهاية القداس شكر الاب هاني سياددة المطران والسفير البابوي واخوته الكهنة واخواته الراهبات وجمع المؤمنين على حضورهم وتقديم التعازي له. فيما ألقت إحدى حفيدات المرحوم الكلمة التالية:

رحل إلى الأخدار السماوية عميد عائلة الجميل بعد رحلة قرن من الزمن، رحل جدي من أرض الشقاء وترك الحياة الفانية ليتنعم بمجد الله.. رحل بعد أن رسمت الحياة تجاعيدها على وجهه المتعب، بعد أن كان يرسم بمحراثه تجاعيد الأرض وعلى منجله يتصبب عرق جبينه ليروي الأرض المعطاء في بلاد ما بين النهرين. جدي بولص كان مثالنا وقدوتنا ومرشدنا نحو حياة أفضل: أبنائي كونوا أمينين على كل شيء، احصلوا على رزقكم بتعبكم والكسب الحلال وابتعدوا عن الحرام. توصيات ما زالت رناتها في أذاننا، حقًا كان مثالا للشجاعة والشهامة، كان صانعًا للفراوي ويطاوع الجلود الصلبة فتصبح لينة بعد عمليات شاقة.

اقترن جدي بالمرحومة حنة يعقوب هدايا، تلك المرأة التقية وانجب منها ثلاثة عشر فردًا؛ خمس بنات وثمانية أولاد، توفي منهم صغارًا بنت وثلاث أولاد. المرحومة جدتي كانت مثالاً للأم الصالحة، أمضت حياتها بالصلاة، وتركت هذه الحياة ورحلت إلى الملكوت قبل أن تتحقق أمنيتها في أن يصبح أحد أبنائها كاهنًا. فكان الأب هاني. وقد بقي جدي أمينًا على زواجه المسيحي، ورفض الزواج ثانية بعد أن أحطناه بالرعاية الخاصة، عملاً بالوصية القائلة: أكرم اباك وأمك.

تعرض جدي إلى كسر شديد في أحد ساقيه، وأصبح مقعدًا ما يقارب الأربع سنوات الأخيرة، وهُجر أكثر من مرة بعد دخول التنظيمات المسلحة إلى مناطق سهل نينوى، وبعد معاناة طوية مع الآلام عاد معنا وهو يقاسي أوجاع الشيخوخة، ولم يتوان من ترديد الصلوات ورسم علامة إشارة الصليب، والطلب من أمنا مريم العذراء، ولم يتوانى من حثنا على العمل والكسب الشريف ضمانًا للعيش.

تفرّق أبناءه وأحفاده ما بين المضايف الهاشمية في الأردن الحبيبة، وأستراليا وأوروبا، بعد النكبة التي حلّت بنا بعد سقوط مناطقنا بيد الجماعات المتطرفة. ذرفنا دموع الأسى والحزن بعد أن أغمض جدي عينيه وكتم أنفاسه الأخيرة وهدأت جراحاته، وانطفئ نور العالم من بصره ليلتحق بالنور الإلهي الذي لا إنطفاء له. رقد على رجاء القيامة بعد شيخوخة صالحة المرحوم بولص، وعزاؤنا في رحمة الله التي غمرته، فإختارته من العبيد الأمناء والمتاجرين الصالحين بوزنات الرب.

أرقد بسلام يا جدي العزيز، ونم قرير العين بين أحضان يسوع، وفي حمى العذراء مريم، وعزاؤنا هي مشاعركم الطيبة، ومشاركتكم لنا في العزاء والترحم على روح جدي بولص. لكم منا كل التقدير والإحترام، وشكرًا لمواساتكم لنا في مصابنا، ونطلب من الرب أن يمنحكم الصحة والعافية، ويبعدكم عن كل مكروه ويغمركم بحنانه الأبوي. الرب أعطى، والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركًا.

 

zowaa.org

menu_en