زوعا اورغ/ وكالات
قال مفتي العراق مهدي الصميدعي إنه لا يجوز للمسلمين التبرع بأموال للمسيحيين من أجل الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة.
جاء ذلك في معرض تصريحات أدلى بها الثلاثاء ردا على الجدل الذي أثارته فتوى أصدرها قبل أيام تحرم “الاحتفال برأس السنة (الميلادية) والتهنئة لها والمشاركة فيها”.
وانشر فيديو للصميدعي ينتقد فيه تبرع الوقف السني العراقي بمبلغ 120 مليون دينار للمسيحيين بمناسبة الأعياد، وقال في هذا الإطار إن “المهجرين ينامون في الشوارع ونحن نتبرع بـ120 مليون دينار للكريسماس؟”، معتبرا أن “هذا المال مال مسلمين وليس مال أحد”.
وأضاف في تعليقاته التي هاجم فيها المجمع الفقهي العراقي بشدة، أن “120 مليون دينار تدفع حتى يشترون بها خمرا وألعابا وقضايا معصية تغضب رب السماوات والأرض”.
وكان الوقف السني قد خصص المبلغ لتوزيع هدايا على مسيحيين بمناسبة رأس السنة.
وجاء في وثيقة رسمية للوقف بتاريخ 26 ديسمبر/كانون الأول ونشرتها وسائل إعلام محلية أنه “بناء على موافقة رئيس ديوان الوقف السني، تقرر تشكيل لجنة … لغرض استلام سلفة لتوزيع هدايا متنوعة ودروع ومواد أخرى إلى أبناء الطائفة المسيحية”.
وتساءل من جهة أخرى عن سبب “تسرع إخواننا في المجمع الفقهي برد فتوى هم على يقين تام بأن الاحتفال أو المشاركة في الاحتفال بأعياد رأس السنة فيها إجماع سني”.
وقال إن فتواه “ليست استهدافا لذات النصارى، وإنما للفعل الذي يقع في أعياد رأس السنة وأنتم شفتم السكاكين والناس السكارى في الشوارع وواحد يضرب بالآخر”، مضيفا “نحن لم نتدخل في الشأن الخاص للمسيحيين وإنما قلنا إن على المسلمين للضرورات الشرعية التي يعرفها المسلمون”.
وأثارت الفتوى ردود فعل رافضة في صفوف السنة في العراق وأصدر المجمع الفقهي في هذا الصدد بيانا، فيما نددت الكنيسة الكلدانية في العراق بها وحذرت من أن مثل هذه التصريحات تغذي الكراهية وتهدد التماسك الاجتماعي.
وطالب الكثيرون وبينهم مواطنون ومشرعون الصميدعي بالاعتذار ومنهم من دعا لاتخاذ إجراءات ضد المفتي السني.
وفي عام 2003 قدر عدد المسيحيين في العراق بنحو 1.5 مليون شخص لكن العدد تضاءل على مر السنين خصوصا بعد ظهور داعش في 2014 ما دفع عشرات الآلاف من أبناء هذه الطائفة إلى الفرار من ديارهم إثر تعرض الكثيرين منهم إلى القتل فيما دمرت كنائسهم على يد عناصر التنظيم التي تمت هزيمته في ديسمبر/كانون الأول 2017.