زوعا اورغ/ وكالات
ذكر مسؤولون أميركيون وغربيون، الجمعة، إن الولايات المتحدة لا تعتزم المساهمة بأي أموال في مؤتمر اعادة إعمار العراق في الكويت الأسبوع المقبل، ما يشكل صدمة للحكومة العراقية التي تعول على دعم واشنطن لها خلال المؤتمر.
وقال مسؤول أميركي امس (8 شباط 2018)، “لا نعتزم إعلان أي شيء، خلال مؤتمر اعادة اعمار العراق في الكويت”، فيما قال مسؤول اخر، إن تيلرسون ربما يقرر إعلان مساهمة أميركية قبيل المؤتمر.
واوضح، ان “واشنطن ستشجع بدلا من ذلك استثمارات من القطاع الخاص والاعتماد على دول الجوار الخليجية خاصة السعودية لضخ أموال هناك في إطار نهج جديد متبع مع بغداد بهدف تقليل نفوذ إيران في العراق”.
وكان، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، قال في تصريح سابق له، إن العراق يحتاج قرابة مئة مليار دولار لإصلاح البنية التحتية المتداعية والمدن التي تعرضت للدمار بسبب القتال ضد داعش.
وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، لدى سؤالها عن أي إعلان ستقوم به الحكومة الأميركية بشأن مساهمات في المؤتمر”لست على علم بأي أمور سنعلنها”، مضيفة ان “هناك نحو 2300 فرد من القطاع الخاص سينضمون… ويتحدثون عن سبل يمكنهم بها المساعدة في تسهيل عملية إعادة الإعمار واسعة النطاق في العراق”.
وفي رد على سؤال لوزارة الخارجية الأميركية عن غياب المساهمات الأمريكية، أشار مسؤول آخر إلى مليارات الدولارات التي تعهدت الولايات المتحدة بدفعها في صورة قروض تمويلية وللإنفاق على إعادة الخدمات الأساسية في مدن وبلدات عراقية فور انتهاء القتال.
وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم نشر اسمه، ان “الاحتياجات الفورية اللازمة للاستقرار ضخمة والموارد الأميركية وحدها لا يمكن أن تفي بتلك الاحتياجات الحالية والملحة.. ناهيك عن دعم عمليات إعادة الإعمار على المدى الطويل”، مضيفا أن “واشنطن تدعم بقوة المؤتمر وسوف تواصل العمل مع حكومة العراق والمجتمع الدولي للمساعدة في تلبية احتياجات الشعب العراقي وهو يستعيد بلاده ويعيد بناءها.
وبسؤال مسؤول غربي، طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الأمر، عما إذا كانت واشنطن ستعلن أي مساهمات مالية في المؤتمر لتمويل مشروعات إعادة البناء طويلة الأمد أجاب قائلا “لا شيء على الإطلاق”، بحسب رويترز.
وقال جيمس جيفري، وهو سفير سابق للولايات المتحدة في العراق، إن الولايات المتحدة ضخت بالفعل “مليارات ومليارات من الدولارات في العراق” من أجل القتال ضد داعش وتزويد القوات العراقية بالعتاد والمساعدات الإنسانية.
واضاف، ان “الولايات المتحدة فقط هي التي تستطيع تنظيم الجهود الدبلوماسية والعسكرية والسياسية وإعادة الإعمار في إطار استراتيجية يتبعها المجتمع الدولي”، مؤكدا على حقيقة أن اميركا بعدم مساهمتها بألاموال ستضعف موقفها وهذا أمر مؤسف، بحسب تعبيره.
وقال مسؤول أميركي في بغداد إن الدور الأميركي في مؤتمر الكويت سيركز على فرص “استثمارات حقيقية في القطاع الخاص أو الشراكة بين القطاعين العام والخاص مع الحكومة العراقية”.
وأضاف، “ما نحاول فعله في الكويت الأسبوع المقبل هو جمع الشركات التي تريد النظر في أمر الدخول إلى العراق… وأيضا على الأرجح الحديث عن سبل تمويل مشروعات”.
وقال مسؤول اخر في وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن تعتمد على مشاركة دول أخرى، مضيفا أن “أكثر من مئة شركة أميركية ستحضر المؤتمر”.
ومن المقرر ان ينعقد مؤتمر اعادة اعمار العراق في الفترة من 12 الى 14 شباط الحالي بمشاركة عدد من الدول المانحة والمنظمات الدولية والاقليمية وبرئاسة خمس جهات هي الاتحاد الاوروبي والعراق والكويت والامم المتحدة والبنك الدولي، كما يستضيف الكويت في الـ 13 من شباط فعاليات الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش والذي يضم 74 دولة ومنظمة عالمية.