ناصر حسن – مدير الانتاج .
فليم (رحلة الخلود) للمخرج الشاب المغترب فرانك گيلبرت هو من اسلوب ( افلام الطريق) وهذا الشكل قليل جدا بالسينما العالمية ونادرة في أفلام منطقتنا والتعريف المبسط مع الاعتذار لافلام الطريق: هو فليم ذات شخصية واحدة تبدا الاحداث معه وتنتهي عندة في نهاية الفليم وهذه الشخصية تقودنا الى عدة مواقع ومدن وريف وجبال وتلتقي ضمن احداث الفليم العديد من الشخصيات دون ان يرجع اليهم مرة اخرى في المشاهد اللاحقه عندما ينتقل من موقع لاخر خلال مسيرته الطويلة . في الحقيقة كانت هذه احدى العقبات التي كانت في طريق انتاج الفليم الاوهي ان الممثلين المشاركين بالفليم وهم من خيرة الفنانيين العراقيين بكل لغاتهم من الطراز الاول الى جانب الشبيبة الواعدة بالسينما وافقوا بالمشاركة واستطعنا ان نتجاوز عقبة قلة المشاهد للممثلين نتيجة وعيهم وثقافتهم السينمائية ومعرفتهم بهكذا اسلوب او نوع او شكل سينمائي لفليم (رحلة الخلود) ان هذه الحالة بحد ذاتها هو انجاز كبير للمخرج وهيئة الانتاج لان البعض وعلى عادتهم راهنوا دون علم ومعرفة ودراية انه لايمكن لاي ممثل عراقي معروف سيقبل بالمشاركة لقلة مشاهده بالفليم والعكس كان هو الصحيح .
ان التفاف المواطنيين من ابناء شعبنا الاشوري كاشخاص ومجموعات ومنظمات ثقافية وفنية وتعاون وتعاضد كافة الجهات الفنية والثقافية والادارية بالاقليم حققت انجاز الفليم اضافة الى دعم ومؤازرة مواطني المدن التي تحقق فيها التصوير في كويه(كويسنجق) و اربيل والسليمانية ودوكان وكركوك ودهوك وعقرة مع وادي ناله وتم تسهيل مهمة الانتاج في هذه المناطق اداريا وامنيا وكذا الحال بالعاصمة الجبيبة بغداد لاحظنا التعاون التام من قبل الفنانيين والمثقفين وشركات القطاع الخاص بانجاز المشاهد التي صورت في بغداد وما يعادل ربع الفليم اما المساهم المادي لانتاج الفليم كان في الطليعه المتبرعين على الموقع الالكتروني وبحساب الفيزة كارت والجهات الفنية والثقافية والمهنية وعدد من الفنانيين في امريكا واوروبا واستراليا وشخصيات مهنية وحرفية من داخل الوطن ودول الاغتراب وتم استلام 300 الف و25 دولار امريكي فقط وهو مجمل الاموال المتبرع وكان معدل مبالغ الافراد تتراوح من 10$ الى 3000$ للفرد الواحد في بعض الاحيان والحقيقة كانت مبادرة رائعه ومفاجئة لنا ان يتم دعم الفليم من مواطني الداخل والمغتربين علما ان الفليم تم تصويرة على 3 مراحل بسبب الاحوال الجوية وحاجة السيناريو الى اجواء ثلجية مما ادى الى التاجيل لحين هطول الامطار لغرض تصوير بعض الاحداث التاريخية الحقيقة وبمواقعها وبيئتها ومناخها بمشاركة 40 ممثلا واكثر من 1200 كومبارس ولغة الفليم (الاشورية والعربية والكوردية والتركيةوالانكليزية) وممثلين من امريكا والسويد والعراق وسويسرا وانگلترا شاركوا بتمثيل الفليم مما توسعت مساحة العلاقات والاتصالات وطرق المواصلات والنقل بين هذه الدول وداخل العراق في مدن وقصبات وقرى ولعل هذا كان احد اسباب تاجيل التصوير وتاخيره وليس كما يقول البعض ان هناك مشاكل او توقفات لاسباب مجهولة او كما قيل باحدى المقالات (تضارب ) !!!!!
اعتقد ان هذه الحالة انفة الذكر حدثت لاول مرة في العراق وعموم المنطقة حيث هناك مواطنيين يتبرعون لانتاج فليم سينمائي انها سابقة تتطلب منا الوقوف ازائها واحترامها وتقديرها ولتكون سابقة للاخرين لانجاز اعمال اخرى .
بلا شك ان العاملين بالسينما بعد ان يشاهدوا الفليم لاحقا سيقيمون كلفة الفليم من نقاد ومنتجين ومخرجين وشركات القطاع الخاص ولا اريد هنا ان اقول واتحدث عن الفليم فنيا وتقنيا وانتاجيا و بالحديث عن المستوى الفني لاني اريد تشاهدوه قريبا ومن ثم نستطيع الحديث والمناقشة والتقييم ولكن اود ان اشير وحسب خبرتي وموقعي بالفليم كمدير انتاج وبشهادة معظم العاملين الرواد والشباب بالفليم انه يحمل في طياته اسس سينمائية صحيحة وبشكل احترافي وبكواليتي عالي الجودة فنيا وتقنيا وادائا وبمشاركة خيرة الفنانيين والتقنيين من الشباب والرواد واتمنى ان يكون المخرج الشاب فرانك گيلبرت كما عهدته سابقا استطاع ان يخرج من غرفة المونتاج بفليم عالي الجودة ويكون في طليعة الافلام السينمائية محليا ودوليا ,
ناصر حسن – مدير الانتاج .
————————
اشارة: نشكر كل المشاركين بمشاهد الكومبارس وعلى وجه الخصوص مشاهد موسم الثلوج ولاهالي منطقة ( بليجاني) والقرى المجاورة لتحملهم الاجواء الطبيعية شديدة البرودة وهم شاركو بعد ندائنا لاهالى المنطقة ولاسيما جلهم ممن عايشو الاحداث,
ملاحظه :الفيلم جاهز للعرض حاليا وسيتم عرضه في الولايات المتحدة الاميريكية بعد استقرار الاوضاع من داء كرونا ومن ثم يعرض في العراق …