1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الجزء الخامس عشر، البطريرك...

الجزء الخامس عشر، البطريرك الشهيد مارشمعون بنياميـــــن والبطريرك شمعون دنحا / خط سولاقا بلو

يعكوب ابونا

وبعد وفاة  البطريرك عبد يشوع الرابع سنة 1567 ،اصبح الكرسي البطريركي شاغرا طوال احدى عشرة سنة ، ويذكر الاب البير ابونا ص 144 من كتابه تاريخ الكنيسة السريانية ج 3 ، ” بان خلال هذه الفترة قام بتدبير الكرسي البطريركي اقدم المطارنـــه ، وهو (يابالاها- ايثالاها) مطران الجزيرة وكان هذا راهبا في دير الاخوين مار احا ومار يوحنا وكان قد رسمه البطريرك عبد يشوع مطران الجزيرة خلفا له ،؟ ويضيف

وفي 1578 انتخب بطريركا ، وكان طاعنا بالسن، فتوفي بعد سنتين اي سنة 1580 ، دون ان يكون له مجال للذهاب الى روما او ليرسل اليها صورة ايمانه ، حسب العادة الجارية ، وتوفى مار يبالاها في دير مار يعقوب الحبيس حيث اقام كرسية مثل سلفة بعيدا عن مناؤية “.انتهى الاقتباس

هنا مطلوب ان نفهم عندما يقول” قام بتدبير البطريركية يهبالاها – ايثالاها ، لكونه ” اقـــــــدم المطارنه “. بمعنى انه كان اقدم الحضور رسامة ؟؟ في الوقت الذي رسمه عبد يشوع مطرانا قبل سنة،؟

اذا كان قد رسم قبل سنه واحدة مطرانا كيف يكون الاقدم ؟ وان كان كذلك فهذا يدل الى ان الحضور كانوا اقل منه قدماً ؟ ومن باب التحقق علينا الرجوع لما قاله البير ابونا نفسه في ص 132-135 من كتابه اعلاه ” عندما اقام الدنيا ولم يقعدها بالحديث عن بطولة المطارنه الثلاثة الذين اتهمهم بانهم هم من تمردوا وانتخبوا وعملوا المستحيل ليكون سولاقا الراهب باطريركا ، لا بل اعتبرهم قادة الاتحاد مع روما ، فالسؤال ان كان هؤلاء الاساقفة كل هذا الم يكونوا هم اقدم المطارنه حتى من سولاقا نفسه ، فلماذا لا ذكرلهم  ولا دورلهم بعد ان اصبح سولاقا بطريركا ؟..

ساجيب لان من المنطق القول حضور اي من هؤلاء الاساقفة الثلاثة ذلك الاجتماع ، لكان له قصب السبق بان يختار بطريركا ما دام الاختيار كان تم على القدم في الاسقفية .؟  خاصة وان عدد الاساقفة المشتركين لاختيار البطريرك لم يكن عددهم يجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ان لم يكن اقل، فالدليل على عدم حضورهم ولو احدهم اتاحه الفرصة ليهبالاها ان يكون اقدم المطارنه الحاضرين ؟.

هذا يكشف التناقضات التي وقعوا به من كتبوا عن هؤلاء الاساقفة الثلاثة ، ومن ناحية اخرى تؤكد هذه التاقضات ما ذهبنا اليه في االحلقة السابقة عن اسباب عدم حضورالاساقفة الثلاثة ذلك الاجتماع ، رغم اخفاء الحقيقة من قبل غالبية كتبة التاريخ الكنسي السرياني الكلداني ، الذين ارادوا ان يحجبوا دور روما السلبي واطماعها وسعيها لتدمير الارث الحضاري والعقائدي لكنيسة المشرق .

فما سطروه هؤلاء الكتاب لا يمكن الوثوق به للاسف .لانه تشويه لحقائق تاريخ الكنيسة .

وعن الدكتورهرمز ابونا هامش ص 86 من كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ” يقول تذهب الدكتورة هيلين الى الاعتقاد بان يهبالاها او عطا الله من المحتمل بان انتخابه قد تم بحدود سنة 1577 وبسبب كبر سنة فانه لم يتمكن من الذهاب الى روما ولم يحصل قط على تثبيت رسمي بمركزه من قبل البابا يعترف به كبطريرك “. انتهى الاقتباس ..

واما البطريرك ساكو يذكر بص 165 ” تاخر الاعتراف به ” كبطريرك ” بسبب عدم اعتراف الباب العالي العثماني بالطائفة الكلدانية ، وكان يهبالاها طاعنا بالسن ولم يتمكن من السفر الى روما لنيل البراءة والدرع المقدس “. انتهى الاقتباس  ..

السؤال اولا هل كان سولاقا او خليفته باطريرك الكلدان ليكون هناك طائفة كلدانية  ؟ هذه الافتراضات تشكل تشويه لحقائق التاريخية ،

ومن جانب اخر لماذا لم يرسل يهبالاها صورة ايمانه لروما ليحصل على التثبيت والدرع الرسولي ؟ وكان بامكانه ذلك ، ام ان الامركان بان روما لم تكن قد وثقة سلطتها وامكانية يهبالاها في ادارة شؤون الكنيسة الجديدة ، ومن ناحية اخرى قد يكون لضعفه ولكبر سنه عذرا بان لايستطيع البقاء في روما لكي يأهل بالعقيدة الكاثوليكية كما تم لسولاقا بلو الراهب الذي بعد ان اجتاز دورة التاهيل  الكاثولكي ، ثبت بطريركا ومنح الدرع الرسولي ، خلال وجوده في روما من سنة 1551 وحتى 1553 وتلقيه المعتقد الكاثوليكي وازالة ما كانوا يسمونه المعتقد النسطوري الهرطوقي الذي كان يؤمن به ، ..

ويذكر نصري ص141 بانه كتبت له برائتين رسوليتين الاولى ، اثبته بطريركا بعد ان قرر صورة ايمانه الملحقة بها ، واعلن حقوقه وامتيازاته وخاصة على ملبار وبلاد الخطأ ” الصين ” بتاريخ 1 اذار 1553 ، والثانية ، منحه فيها الدرع المقدس ” الرسولي ” مؤيدا امتيازاته ومقررا الطريقة التي يجب ان تجري في انتخاب الاساقفة والمطارنه بتاريخ 4 ايار 1553 ” انتهى الاقتباس

ام ان كما تقول الدكتوة هيلين المذكورة اعلاه ،” بسبب كبر سنه لم يذهب الى روما ولم ينل اعتراف البابا به كبطريرك ، ولكن اهم ما تقوله بهذا الصدد تقول في الوقت الذي تشير احدى المخطوطات الى اسم البطريرك شمعون ” 1572 – 1576 “وفي ذات الوقت فان مخطوطات اخرى كتبت في دير ما يعقوب الحبيس في سنة 1573 وانه بعد وفاة عبد يشوع المشاراليه ليس هناك من اشارة الى وجود اي بطريرك على الاطلاق “.. انتهى الاقتباس

قد يكون في هذه المخطوطات وتداخل التواريخ ما يمكن ان ياخذ بعين الاعتبار خاصة وان كل المعطيات تشر الى ان يهبالاها لم يثبت كبطريرك من قبل روما ؟؟.

توفي يهبالاها  ودفن في دير مار يعقوب الحبيس القريب من سعرت ، سنة.1580 م..؟

يذكر البطريرك ساكو ص 165 بعد وفاة يهبالاها الخامس اجتمع الاساقفة الكاثوليك في ديرمار يوحنا بقرب سلمس واختاروا بالاجماع شمعون دنخا بطريركا ، الذي كان مطرانا في كنيسة المشرق على ابريشة جيلو وسعرت وسلماس بانه كان قد اختير متروبوليتا عن طريق التوريث . وجعل البطريرك الجديد كرسية في اورمية ، انتهى الاقتباس

نلاحظ بان القول بان اختير متروبوليتا عن طريق الوراثة ، بمعنى انه من عائلة الابوية ، مع العلم ان المطران ايليا ابونا يقول بكتابه تاريخ بطاركة البيت الابوي ص 57  وفي هذه الفترة مات شمعون دنحا ( سنة 1600 ) واصله من جيلو ودفن في اورمية حيث اقام كرسيه ، وهوالاول في بطاركة اورميه “.. انتهى الاقتباس

اما بطرس نصري يقول ص 151 في كتابه ذخيرةالاذهان ج2 ” توفي يابالاها سنة 1580 م وخلفه في الرئاسة على المشارقة الكاثولكيين شمعون دنحا مطران جلو وسعرت وسلمس الذي كان قد اهتدى الى الايمان ” قصده الكاثوليكي” على يد ايليا مطران أمد ، وجرى ذلك سنة 1580 م وكان قد لبث بعد اهتدائه ايضا مستقلا في التدبيرالروحي هو وبنو ابرشياته الواسعة عن دائرة البطركية الكلدانية ، ولكن بعد ان توفى يابالاها اظهر نفسه مستعدا لضم بني ابرشياته الى تلك البطريركية ، وكان ذلك اكبر داع لاختياره دون غيره ليحصل من ذلك وحدة التدبير وتشتد عرى الدين والاداب وقوة الكاثولكيين ولاسيما قسوس هوفركيته ، وهو الثامن بهذا الاسم في سلسلة جثالقة المشارقة ، الا انه يسوغ لنا ان نسميه الاول نظرا الى خلفائه الذين اقاموا بعد ذلك كرسيهم في قوجانس كما سنرى ” ..انتهى الاقتباس

لاحظنا بان البطريرك ساكو يذكر بوضوح اجتماع اساقفة الكاثوليك ، وكذلك نصري يذكروخلفه شمعون دنخا في الرئاسة المشارقة الكاثوليكيين ، ولكن بعدها ياتي ويضيف القول ” عن دائرة البطريركية الكلدانية ” وياتي الاب البير ابونا ص 145 يذكرانتخب شمعون دنحا سنة 1580 ، ليقول وكانت رسالة المجمع الكلداني تحمل ثناء كبير للمطران ايليا ولهمته في شراء ماؤى ومصلى للكلدان في اورئشليم . انتهى الاقتباس

امام هذا التضارب والتناقض بالاراء يظهر بان كتاب االكنيسة الكلدانية يقراون تاريخ الماضي بواقع الحاضر ، بمعنى لا نجد اي من البطاركة المنشقين عن كنيسة المشرق من سولاقا وخلفاءه من بعده ، لا احد منهم يسمى نفسه بطريرك الكلدان، كما لم تكن هناك تسمية لكنيسة كلدانية ، لان روما لم تمنح هذا الاسم لاي من البطاركة ؟ ولم تطلقه على كنيستها الجديدة كما لاحظنا انفا  ، لكن يظهر بان كتاب كلدان الذين ولجوا في هذا التاريخ اسقطوا باثررجعي تسمية الكلدان التي ظهرت بعد سولاقا بمئات السنين على المنشقين من كنيسة المشرق ، فشملوا بها سولاقا وخلفائه من بعده ، فاطلقوها تجاوزا وتدليسا ورياءا للتاريخ الكنسي ، ؟؟

وتاكيدا لتشويه هؤلاء الكتاب تاريخ الكنيسة وكما يقال من فمك ادينك ،  لنقرأ بطرس نصري ص 154من كتابه انف الذكر ” وكان السريان المشارقة سكان اورشليم قد اهتدوا الى الايمان بسعي المرسلين اللاتين ، وكانوا يدعون ايضا نساطرة ، لان اسم الكلدان الذي وضعه اوجينيوس الرابع لنساطرة قبرص لم يكن بعد قد انتشر استعماله لا في اورشليم ولا في بلاد اثور وبابل والجزيرة ، ….. ويضيف وفي حجة تاريخها سنة 1593 يقرا ان يعقوب بن سمعان الامدي اسقف اورشليم اشترى دارا واوقفها للنساطرة المقيمين في اورشليم ، ” انتهى الاقتباس

ولنقرا بهذا الصدد البطريرك ساكو في ص 5 من كتابه خلاصة تاريح الكنيسة الكلدانية ” لقد استخدمت العبارة ” الكنيسة الكلدانية ” رسميا للدلالة على مجموعة من ابناء كنيسة المشرق الذين انتموا الى الكنيسة الكاثوليكية ، اولا في قبرص عام 1340 ، بزمن البابا مبارك الثاني عشر ، لكن هذا الاتحاد لم يدم ، ثم في عام 1445 أثر مجمع فلورنسا ، في زمن البابا اوجين الرابع ، هؤلاء المشارقة القبارصة كانوا من يقايا الذين ساقهم ملوك الروم واسكنوهم في جزيرة قبرص، ومعظمهم كان من منطقة ارزون ، لاحظوا ثانيا في القرن الثامن عشر ، عندما اقام البطريرك الكاثوليكي كرسية في ديار بكر ( أمد – تركيا ) استعمل الى جانب تسمية الكنيسة الكاثوليكيبة ، وسرت التسمية الكنيسة الكلدانية رويدا رويدا وتغلبت على التسميات الاخرى ، خصوصا عندما اتحد الكرسيان الكاثولكيان : داربكر والموصل في شخص يوحنا هرمز 1828 ، من المؤكد هناك اختام بعض البطاركة النساطرة وشواهد قبور تحمل التسمية الكلدانية ، واليوم قد استقرت هذه التسمية رسميا للجانب الكاثوليكي من ابناء كنيسة المشرق ” انتهى الاقتباس .. ”

للعلم كان يوحنا هرمز اخرباطريرك من العائلة الابويه ” ..

نلاحظ التناقض بما ذهب اليه البطريرك ساكو ، عندما يقول استعملت هذه التسمية في قبرص 1340 و1445 ، وياتي ويقول بان هذه التسمية ظهرت في القرن الثامن عشر فاستعملت الى جانب تسمية الكنيسة الكاثوليكية ، فما ذهب اليه البطريرك ساكو بهذا الصدد ليس موثوقا ، وانما اسقاط لتبرير ما يريد ذكره بدون اساس تاريخي ؟ والا لكان اثبت بان اسم الكلدان اطلق على  البطريرك سولاقا بلو ، اواي من خلفاءه من بعده . لكان استطاع ان يرفع هذا التناقض في قوله واجتهاده  ؟

ويضيف البطريرك ساكو في ص 165 ان المطران ايليا عراب شمعون دنحا، سافر الى روما للحصول على تثبيته من الكرسي الرسولي ومنحه الدرع المقدس  ، في روما قدم ايليا طلب تثيبت البطريرك الجديد مع صورة ايمانه الموقعة ، وحصل على البراءة الرسولية والدرع المقدس من البابا غريغوريوس الثالث عشر ( 1572 -1585 ) ارسل البابا معه حللا كهنوتية واواني كنسية.. غادر ايليا روما 1582 وصل بيروت فوافته المنية ، وكان قد وضع حقيبته مع الوثائق والهدايا امانة عند قنصل البندقية في حلب ، فارسل البابا في مطلع 1584 مطران ليونارد هابيل مطران صيدا قاصدا رسوليا للشرق ، فجاء حاملا معه مقررات المجمع المسكوني التريدنتيني والتقويم الجديد ليقبلها رؤساء الكنائس الشرقية الكاثوليكية ويعتمدونها ، أرسل شمعون من جديد صورة ايمانه الى البابا مع مطران يوسف الذي خلف ايليا اسمر، وعاد من روما نيسان 1585 حاملا البراءة والدرع المقدس “. انتهى الاقتباس

نلاحظ بانهم يذكرون بعضا مما جرى لم يذكروا حقيقة كل ماجرى ومنه ما طلبه المطران ايليا اسمرمن بابا روما ، ولكن المطران سرهد جمو ” الكلداني ” .يذكره  بان ايليا اسمر مطران امد الذي اسامه سولاقا مطرانا في 19 تشرين الثاني سنة 1553، هو من هدى شمعون دنخا الى الكثلكه ، وذهب الى روما يتوسل من بابا ان يعمم قرارالبابا اوجنيوس الرابع في سنة1445 وتطلق عليهم التسمية الكلدانيـــــة بدلا من النسطورية ،!!..انتهى الاقتباس

ولكن البابا لم يطلقها ولم يسمح بها والا لكان قد اطلقها على سولاقا البطريرك ؟ وهذا يدل بان الاقاويل التي قيلت عن تاريخ الكلدان فهي خلاف الواقع ـ ولا اساس ولا صحة لها ؟. واما ان ياتي البيرابونا ونصري وجميل وسرهد وغيرهم الى القول بانها كانت هناك التسمية الكلدانية والبطريركية الكلدانية ، والمجمع الكلداني ، والشعب الكلداني ،هذه القرائن تؤكد بان خلافها هوتشوه وتدلس لحقائق التاريخ ..

لاحظنا بان سولاقا وخلفاءه عبد يشوع ويهبالاها قد اتخذوا دياربكر مقرا لهم ، اما شمعون دنحا الثامن نقل كرسي البطريركية الى اورمية ” بلاد فارس” وتوفي 1600 سنة ودفن في اورمية حيث اقام كرسيه ،وبعد وفاته يذكر البير ابونا ص 147 من كتابه انف الذكر بان ” طبقت الطريقة الوراثية فانتخب في السنة ذاتها شمعون التاسع بطريريكا على الفئة المتحدة بروما ، وانه ارسل الى روما بواسطة  طيمثاوس مطران ديار بكر صورة ايمانه ، الا انها لم تكن مرضية لما جاء فيها من الغموض تمس المعتقد القويم ، فكتب البابا بولس الخامس رسالة في 29 / حزيران سنة 1617 عنوانها ” الى الاخ المحترم شمعون بطريرك الاثوريين المشارقة “.  انتهى الاقتباس سناتي الى فحوى الرسالة في الحلقة القادمة وعلاقة شمعون الاثورين بمار ايليا السادس برماما السكن بديرالربان هرمز .. الى هناك في الحلقة القادمة … والرب يبارك ..

يعكوب ابونا …………………… 27 /6 /2024

zowaa.org

menu_en