بدعوة من منظمة “مبادرة إغاثة مسيحي الشرق ICO” النمساوية حاضر غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو مساء الاثنين 25/9/2017 في مركز Sankt Virgil بمدينة سالزبورغ Salzburg النمساوية عن وضع المسيحيين قبل داعش وبعده. عرض غبطته الوضع العام في العراق وخصوصا ما يتعلق بالمسيحيين: من تهديد وخطف وقتل حتى رجال دين، وتفجير الكنائس، وجاء في الذروة تفجير كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك خلال القداس حيث قتل العديد من المصلين وجرحوا. هذه الأحداث المؤلمة دفعت العديد من المسيحيين إلى هجرة العراق.
ان ما حصل سببه: تردي الوضع الأمني والاقتصادي بعد سقوط النظام، وانتشار العقلية الطائفية المتشددة والفساد، والأسس الخاطئة في بناء دولة حديثة بعد سقوط النظام، ولا تزال بعض التداعيات ظاهرة حتى اليوم. ثم جاء تنظيم الدولة الإسلامية الذي أول ما بدأ كان بتهجير مسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى على أساس ديني، واحتجاز بيوتهم ونهبها. دامت الحالة ثلاث سنوات. وما عاشه المهجرون خلال السنوات هذه من تشريد وقلق على مستقبلهم ومستقبل أولادهم دفع العديد من العائلات الى الهجرة، فتقلص عدد المسيحيين الذي كان قبل السقوط مليونا ونصف الى نصف المليون أو اقل (ليس ثمة إحصائيات دقيقة). بعده كانت عملية تحرير بلدات سهل نينوى، وتدمير البيوت والبنى التحتية وحرق الكنائس وعمليات النهب والسلب. والنتيجة ان سهل نينوى قسم الى قسمين: سهل نينوى الشمالي يديره الأكراد (البيشمركة) وسهل نينوى الجنوبي هو بيد الجيش العراقي والحشد الشعبي.
تنفس المسيحييون المهجرون بتحرير مناطقهم، وخصوصا ان الكنائس شرعت بهمة عالية بترميم البيوت في سهل نينوى لتشجيع الناس على العودة، وفعلا عادت عشرات العائلات الى بيوتها، لكن سرعان ما ظهرت مشكلة جديدة بين إقليم كوردستان والحكومة المركزية بسبب قرار الإقليم بإجراء الاستفتاء في 25 أيلول، أي اليوم، بغية إعلان الاستقلال وبناء دولتهم الخاصة. هذا الوضع خلق عند المسيحيين حالة من القلق والخوف من إمكانية حصول مواجهة عسكرية جديدة لا سامح الله بين المركز والإقليم مما سيفرز تداعيات خطيرة على الكل.
ثم تطرق غبطته الى دور المجتمع الدولي في دعم العراق من اجل بناء دولة مدنية تعددية حديثة، وتشجيع العراقيين على المصالحة، وتوفير الأمن والاستقرار الدائم، دعم الاقتصاد العراقي لترميم ما تهدم وخلق فرص عمل، ومحاربة عمق خطورة الفكر المتطرف الإرهابي المتفشي، عسكريا وثقافيا -تعليميا، وتقديم المساعدة الإنسانية للمهجرين وترميم بيوتهم والبنى التحتية.
بعده طرح المشاركون أسئلة عديدة أجاب عليها غبطته.
حضر اللقاء رئيس أساقفة المدينة وأساقفة أخرون وأساتذة جامعات ومهتمون بشأن المسيحيين من النمسا وألمانيا. وكانت القاعة مكتظة، كما حضر من العراق الأب سالار بوداغ مسؤول لجنة إعمار سهل نينوى الشمالي.