1. Home
  2. /
  3. الأديب والشاعر واللغوي والمعلم...

الأديب والشاعر واللغوي والمعلم أوراهم يلدا في ذمة الخلود

أبرم شبيرا، عنكاوا كوم

بعظيم الحزن والأسى سمعنا، كما سمع غيري من أصدقائه ومحبه وزملائه وتلاميذه خبر إنتقال الأديب واللغوي والشاعر والكاتب والمؤلف والمعلم رابي أوراهم يلدا أوراهم إلى الأخدار السماوية تاركاً وراءه أرثاً أدبيا وثقافيا ولغوياً زاخراً بجواهر مضيئة على طريق الفكر والثقافة واللغة، لا بل ترك الكثير من الذكريات التي كان منبعها النادي الثقافي الآشوري في بغداد والذي زامله غيره من شعرائنا وأدبائنا ومثقفينا طيلة أكثر من عقد من الزمن…  ذلك الزمن المفعم بالتحديات والإنجازات والتي دونتُ البعض اليسير منها في كتابي المعنون (النادي الثقفاي الآشوري – مسيرة تحديات وإنجازات – 1970 – 1980) والذي طبع عام 1993 في شيكاغو – الولايات المتحدة الأمريكية.. تلك المسيرة التي كان المرحوم رابي أوراهم وغيره من زملائه الأفذاذ فرسانها الذين قادوا الحركة الفكرية والثقافية الآشورية في أحلك وأصعب الظروف ومن دون خوف أو تردد من إستبدادية النظام السياسي في تلك الفترة… تلك المسيرة التي سلم المرحوم رابي أوراهم وغيره من زملائه الراية الآشورية إلى الجيل الذي أعقبهم وحملوها بكل إخلاص وتفاني نحو آماد أبعد… فعلا كان المرحوم فارساً من فرسان أمتنا في الأدب واللغة والثقافة، وهذا الذي ذكرته في كتابي أعلاه باعتباره من بين أكبر أدباء أمتنا الآشوية في تلك المرحلة… ففي الفصل الخامس  المعنون (أدباء النادي الثقافي الآشوري) ذكرت عنه مايلي:

  • ولد المرحوم عام 1943 في الحبانية في العراق وتعلم أصول ومبادئ اللغة الآشورية على يد والده المرحوم الشماس يلدا اوراهم ثم أعتمد على نفسه في تطوير قابلياته اللغوية والأدبية حتى غدا من الرموز البارزة في مجالات اللغة والشعر والتراث.
  • عمل في حقل التدريس زمنا طويلا بعد إكمال دراسته الجامعية وحصوله على بكلوريوس في آداب اللغة الإنكليزية.
  • كان إنتماءه للنادي الثقافي الآشوري في بغداد منذ تأسيسه إنطلاقة جديدة لنشاطاته الأدبية، فكان من أوائل الأعضاء المؤسسين للجنة أصدقاء الأدب الآشوري في النادي، كما عمل بكل جد في جميع نشاطاتها الشعرية والثقافية وساهم في تحرير نشراتها الأدبية والفكرية.
  • شارك في معظم المهرجانات الشعرية في النادي الثقافي الآشوري وساهم في الحلقات الدراسية والمناضرات الثقافية وحرر الكثير من البحوث والمقالات وألف العديد من القصائد الشعرية نشرت معظمها في مجلة المثقف الآشوري وفي المجلات والجرائد الأخرى، كما أعد وألف بعض المسرحيات التي عرضت في النادي.
  • كان من أوائل أعضاء هيئة تحرير مجلة المثقف الآشوري، فعمل بتفاني وإخلاص في تحرير وإدارة المجلة فساهم في إنطلاق عجلة المجلة نحو خطوات متقدمة.
  • أهلته قدراته اللغوية وإلمامه الكبير بأداب اللغة الإنكليزية والعربية والآشورية، بطوريها الحديث والكلاسيكي، في خوض غمار الترجمة، فترجم العديد من القصائد اللإنكليزية والعربية والآشورية ونشرت معظمها في العديد من الصحف والمجلات الثقافية التي كانت تصدر في العراق.
  • خارج إطار النادي، عمل في إتحاد الأدباء والكتاب “الناطقين بالسريانية” منذ تأسيسه، وساهم بشكل كبير في تحرير مجلته (خويادا – الإتحاد)، فكان نائباً لرئيس الإتحاد لفترة جاوزت السنتين، كما عمل إعدادا وتقديما في بعض البرامج الأدبية والثقافية في إذاعة بغداد – “القسم السرياني”.
  • واصل نشاطه الأدبي واللغوي في بلاد المهجر وأستمر في عطاءه الزاخر دون إنقطاع ساعياً تحقيق رسالة الأدب الآشوري في خدمة الوعي الثقافي والفكري الأشوري.

هكذا بقى رابي أوراهم رغم رحيله إلى العالم السرمدي ليلحق بكوكبة الراحلين الكبار من أدبائنا الذين زاملوه في فترة التحديات والإنجازات، منهم أيشو القس عوديشو – قس فيما بعد، الشماس منصور روئيل زكريا، زيا نمرود كانون، أختير بنيامين موشي، أبرم بيت بنيامين، سعدي المالح، دنخا إيشو رشو، حوريا آدم وأبرم عما.

ومما تجدر الإشارة إليه، أن النادي الثقافي الآشوري كان يضم بين ظهرانيه أكثر من (1000) عضو وأنجب وأحتضن المئات من المبدعين في الأدب والتراث والفن واللغة وغيرها من الحقول الثقافية والفكرية. فمن الأمس وحتى اليوم وإلى الغد يسير رتلا من أرتال أدبائنا على نفس الطريق الذي رسمت خطوطه العريضة في النادي الثقافي الآشوري، وتسعفنا الذاكرة هنا أن نذكر منهم رابي يوسف نمرود كانون، عوديشو ملكو كيوركيس، ميخائيل مروكل ممو، كوريل شمعون زيانو، نينوس أندريوس يوسف (نيراري)، جورج أويا أرخيوام، شليمون إيشو – قس حاليا، يوآرش هيدو، شليمون بولص، شموئيل جبرائيل – قس حاليا، عمانوئيل روهان، عمانوئيل شوشو، جوليت زكريا، كوركيس خوشابا، بولص شليطا، روبين بيت شموئيل، وليم دنخا، ويوخنا دانيال، وغيرهم كثر وكلهم أدباء وأسماء لامعة في سماء الأدب الآشوري المعاصر، يحملوا تلك الراية التي حملها المرحوم رابي أوراهم وغيره من زملائه الراحلين… فليرحم ربنا يسوع المسيح جميعهم ولأهاليهم الصبر والسلوان ونقول لهم وللجميع صحيح لقد رحلوا عن هذا العالم الزائل ولكن أسمائهم ستبقى خالدة بخلود هذه الأمة.

=================================================

صورة لأصدقاء الأدب الآشوري وبينهم المرحوم أوراهم يلدا رحمه الله ورحم زملائه الظاهرين في الصورة والذين كانوا جميعاً أعمدة الثقافة والفكر الآشوري في تلك الفترة وطيب الله ذكرى الباقين في هذا العالم الزائل

Posted in غير مصنف

zowaa.org

menu_en