زوعا أورغ – متابعات
في إنجاز علمي وثقافي وحضاري يعكس عمق الانتماء إلى تراث وادي الرافدين وامتداد مسيرة النهضة القومية لشعبنا، شهدت جامعتا دهوك والموصل افتتاح قسم اللغة السريانية وآدابها، في خطوة نوعية تُجسّد الاهتمام المتواصل بإحياء لغتنا الأم وتعزيز حضورها الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي.
ففي كلية التربية بجامعة دهوك، تم افتتاح قسم اللغة السوريث وآدابها بالتعاون مع جامعة سالامانكا الإسبانية، ضمن مشروع أكاديمي مشترك يتيح للطلبة نيل شهادتين جامعيتين في اللغة والأدب والتاريخ من الجامعتين. ويأتي هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرة العمل التربوي والثقافي التي أطلقتها الحركة الديمقراطية الآشورية منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، حين بادرت إلى إدخال اللغة السريانية في المناهج الدراسية وتأسيس البنية التعليمية القومية الهادفة إلى صون اللغة والحفاظ على هوية شعبنا القومية والحضارية.
وفي الاتجاه ذاته، شهدت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة الموصل افتتاح قسم اللغة السريانية وآدابها، في خطوة بالغة الأهمية لأبناء شعبنا في محافظة نينوى، ولا سيما في سهل نينوى، الذي يُعدّ من أقدم وأعرق المراكز التاريخية والحضارية للوجود الكلداني السرياني الآشوري، وموئلًا لإشعاع الثقافة والمعرفة في حضارة وادي الرافدين منذ فجر التاريخ.
إن افتتاح هذين القسمين يشكّل إضافة نوعية للمشهد الأكاديمي والثقافي في العراق، ويعكس إصرار أبناء شعبنا على ترسيخ حضورهم العلمي والثقافي في وطنهم الأم، مؤكدين أن اللغة السريانية ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي وعاء الهوية وذاكرة الأمة وجسر التواصل بين الماضي المجيد والحاضر المتجدد والمستقبل الواعد لشعبنا في أرض الآباء والأجداد.







