قبل أكثر من قرن، أطلق الملفان نعوم فائق هذه الصرخة الخالدة، مدوية في وجدان الأمة، تحثها على النهوض والوحدة. واليوم، إذ نستذكر هذه الشخصية العظيمة، نجد أن كلماته لم تفقد بريقها، بل ازدادت قوة وإلحاحًا أمام واقعنا القومي المتشظي وتحديات وجودنا المستمرة.
لقد أراد نعوم فائق أن يرى شعباً موحداً، يعتز بهويته القومية، مدركاً لحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه، لكنه لو نظر إلى حالنا اليوم، لرأى أبناء آشور مشتتين، يعانون الانقسام، ويواجهون محاولات مستمرة لطمس هويتهم، بينما يُختزل أسمهم القومي في طوائف، وتُستبدل قضيتهم الجوهرية بصراعات جانبية لا تخدم سوى من يسعى إلى محو وجودهم.
إننا اليوم، في ذكراه، لا نملك رفاهية التخاذل أو البقاء أسرى للخلافات. واجبنا أن نحمل راية النهضة التي رفعها نعوم فائق، وأن نعمل معاً، بعزم وإيمان، من أجل مستقبل يليق بتاريخنا العريق وتضحيات أجدادنا.
إننا في الحركة الديمقراطية الآشورية، إذ نحيي هذه الذكرى، نؤكد إن وحدتنا القومية هي سبيلنا الوحيد للبقاء، وإن العمل الجاد هو لغتنا الوحيدة لتحقيق تطلعات شعبنا.
لقد آن الأوان أن نقول بصوت واحد:
نعم للوحدة، نعم للهوية، نعم للعمل القومي الصادق.
المجد والخلود لنعوم فائق، ولينهض أبناء آشور نحو فجر جديد.
يعقوب كوركيس
السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية.