زوعا اورغ/ ايزيدي 24
بحضور سعادة السفير الباباوي في العراق والأردن إحتفل سيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي راعي أبرشية الموصل وكركوك للسريان الكاثوليك بالذبيحة الإلهية مع الأب رائد جبّو بقدّاس الفرحة في تكريس مذبح دير يسوع الفادي بعد أن أحرقه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أثناء سيطرته على مدينة بغديدا.
حضر القداس سعادة السفير الباباوي والاباء الكهنة والاخوات الراهبات وشخصيات مجتمعية وعدد من الجوقات وجمع كبير من ابناء الكنيسة .
تضمّنت فعاليات الإحتفال تكريس المذبح كونه المرّة الأولى التي يتم فيها إقامة قدّاس ومن ثم قراءات متعددة وبعد ذلك إبتدأت فعاليات القدّاس في الكنيسة.
أختتمت الإحتفالية بكلمتين كملة قرأها الراهب وسام كرو ممثّلا عن الدير وعبّر عن شكره الجزيل لكل الحضور ولكل من يد مد العون في بناء هذا الدير الذي مازال يحتاج الى الكثير متمنيا ان يكون هذا الدير خير وبركة للجميع ، وكلمة أخرى للسفير البابوي في العراق والأردن حيث أوضح سعادته لــ إيزيدي 24 :
” إنّ هذه المدينة التي تحبّ الحياة لن تموت أبداً وهي حيّة بإيمانكم، وأنّ ما رأيته اليوم من هذا الإصرار بالحياة هو إصرار جدير بالثقّة لمثل هكذا مدينة وأنا اليوم أعلن لكم من هذا المنبر بأنّ السنة القادمة سيزور البابا فرنسيس سيزور العراق ويكون أيضا هنا معكم ليعطيكم الأمل والثبات بالبقاء والتجدد”.
وفي نهاية الإحتفالية تم توزيع على الحاضرين الأكلة الشعبية “شوباتي” والتي تتكون من العدس الأسود وعادة تطبخ وتوزّع في كافة الإحتفالات الدينية عند المسيحيين.
وجدير بالذكر بأنّ جمعية إخوة يسوع الفادي الرهبانية: جمعية رهبانية إكليريكية ذات حق أبرشي وروحانية مشرقية سريانية. تابعة لأبرشية الموصل السريانية الكاثوليكية؛ ومرتبطة بسيادة راعي الأبرشية. فهو مُنشئها، حسب قانون الكنائس الشرقية الكاثوليكية. وتخضع له بكل ما يرسمه الحق العام وقانون حياة جمعية إخوة يسوع الفادي
بدأ الإخوة الأوائل الأربعة: وسام مارزينا خضر كرو، رائد فاضل خضر جبو، نوفل حبيب يعقوب موميكا وياسر نعيم رفو عطاالله، الحياة المشتركة، بمباركة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك الجزيل الاحترام، وتحت رعايته في 28/ تشرين الأول/ 2001، في دار قديمة في حي الميدان، في الموصل، قرب مطرانية السريان الكاثوليك. وكانوا قد عاشوا دعوتهم، بصورة غير رسمية، منذ عام 1997، من خلال لقاءاتهم في الأنشطة الكنسية المختلفة في
قره قوش. وبعد الصلاة اتفقوا على تكوين جماعة روحية ترتوي من ينبوع الماضي وتنفتح على المستقبل بالتجديد لعيش الحاضر من خلال الاقتداء بالرب يسوع المسيح وتقديم شهادة للعيش الإنجيلي. وكان لاستمرار لقاءاتهم، في “بيت النعمة”، في قره قوش، للصلاة والتشاور، الأثر في بلورة الأسس الأولى للبدء في عيش الحياة المشتركة في سنة الخبرة الأولى من حياة الجمعية في الموصل.
بعد سنة الخبرة الأولى في الموصل، انتقل الإخوة إلى بغداد، لمتابعة تنشئتهم، بدراسة الفلسفة، لسنتين، في كلية بابل الحبرية للفلسفة واللاهوت. وخلالها رقد بالرب الأخ نوفل حبيب، في 28/كانون الثاني/2004، إثر حادث سير مؤسف. حيث اصطدمت السيارة التي كانت تقلّه مع إحدى مدرعات قوات الاحتلال الأميركية على طريق بغداد الموصل، لدى عودته إلى الموصل وهو برفقة الأخ رائد، الذي أُصيب، هو الأخر، إصابة بليغة لا زال يعاني منها، لحضور اجتماع مهم مع راعي الأبرشية.
بعد سنتي الفلسفة عاد الإخوة إلى الموصل للتهيئة لسنة الابتداء القانوني، الذي تمنّوا وضحوا ليتمَّ في العراق، إلا أنَّ مشيئة الله شاءت أنْ يتمَّ في دير مار اشعيا المبارك التابع للرهبنة الأنطونية المارونية في لبنان، في 1/أيار/2005.
خلال سنة ما قبل الابتداء، والتي كانت في الموصل- حي الكفاءات، عمل الإخوة على وضع مسودة قانون حياة إخوة يسوع الفادي، على ضوء خبرتهم الروحية والرسولية الرهبانية المتواضعة التي عاشوها خلال السنوات الماضية؛ وما كانوا قد أثبتوه من نقاط وملاحظات مع سيادة راعي الأبرشية ومع بعضهم البعض في اجتماعاتهم الخاصة حول هذا الموضوع. وفي هذه السنة اصدر راعي الأبرشية مرسوما أسقفيًا أعلن من خلاله تأسيس “جمعية إخوة يسوع الفادي الرهبانية” في 6/شباط/2005. وفي سنة الابتداء عمل الإخوة، بمباركة معلم الابتداء الأب فادي مسلّم الأنطوني، مع الأب جوزيف عبد الساتر الأنطوني، المتخصص القانوني، على وضع مسودة شبه نهائية لقانون حياة جمعية إخوة يسوع الفادي الرهبانية، عُرضت على راعي الأبرشية الذي بدوره سيعرضها على المجمع الشرقي.
وفي 7/7/2006، في احتفال هاديء وبهيج ابرز الإخوة الثلاثة نذورهم البسيطة المؤقتة، في كنيسة الطاهرة في بخديدا أمام سيادة راعي الأبرشية. وكانوا قد بدأو حملة تهيئة وترميم لدار ابتاعته مطرانية السريان الكاثوليك ليكون ديراً للجماعة الرهبانية الفتية. ابتدأت هذه الحملة من 9/6/006 وهو اليوم الأول للسكن فيه وانتهت في افتتاحية الدير التي تمت في 23/ ايلول/006 بعد عمل وعناء دؤوب انكب عليه الأخوة مدة اربعة اشهر تقريبا ليهيئوه ديرا للصلاة والعمل الرسولي والاستقبال.