زوعا اورغ/ وكالات
ذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير لها، الأحد، إنه في إطار حملتها الوحشية ضد الأقلية الأيزيدية في شمال العراق، ارتكبت الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم “الدولة الإسلامية” جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عندما قامت بتخريب آبار الري، ودمرت البنى التحتية الزراعية الأخرى، وفقا لتعبير المنظمة.
وقال ريتشارد بيرسهاوس، كبير مستشاري البرنامج المعني بالأزمات في منظمة العفو الدولية، “إن الأضرار البعيدة المدى التي لحقت بريف العراق تماثل أعمال التدمير الذي لحـق بالمناطق الحضرية، لكن تداعيات النزاع على سكان الريف في العراق يتم نسيانها إلى حد بعيد”.
وقد زارت منظمة العفو الدولية المناطق الريفية في شمال العراق، بما في ذلك قضاء سنجار، حيث كان جزء كبير من الجالية الأيزيدية يعيشون فيه قبل عام 2014. كما أنها زارت بعض الأماكن التي تعرضت لأشد الأضرار في المناطق الريفية. وقابلت المنظمة 69 شخصًا من أجل إعداد هذا التقرير، من بينهم 44 مزارعاً حاليًا أو سابقًا من المناطق الريفية.
وتحدث هادي، وهو مزارع سابق، في منتصف الأربعينيات من عمره، من قرية صغيرة جنوب جبل سنجار، لمنظمة العفو الدولية ما شاهده عندما عاد إلى مزرعته بعد فراره من تنظيم الدولة في 2014 قائلا: “لقد كان دمارا كاملا، كان لدي بئر بعمق 220 متر، بالإضافة إلى مولد كهربائي ونظام أنابيب الري. وألقى “تنظيم داعش” الأنقاض في بئري وملأه إلى الأعلى. وتم قطع أشجاري – يمكن أن أرى آثار “المنشار”. وتمت سرقة نظام الري من المضخة إلى الأنابيب. لقد قاموا بذلك لإرسال رسالة مفادها: أنه لا يوجد لديك ما يمكنك العودة إليه، لذلك إذا نجوت، لا تفكر في العودة مرة أخرى”.
وقال مجدل، وهو مزارع، في منتصف الخمسينيات من عمره، من قرية أخرى جنوب جبل سنجار: “لم يتبق شيء. الآن تم تدمير المنزل، وأُحرقت الأشجار جميعها. كان لدينا 100 شجرة زيتون، لكنني عندما ذهبت لم أر شجرة واحدة في أي اتجاه. فقد تم قطعها وحرقها.. أرادوا أن نفقد كل شيء. أرادوا ألا نتمكن من العودة إلى أرضنا “.
كما زارت منظمة العفو الدولية إحدى المزارع المهجورة في قرية صغيرة بالقرب من بلدة سينوني، شمالي جبل سنجار. وقد قام مقاتلون من تنظيم “الدولة الإسلامية” بصب النفط في بئر ري واحدة، وإلقاء الأنقاض في بئر أخرى. وكان هناك خزان مياه كبير فارغاً، وكانت أنابيب الري البلاستيكية مكسورة، ومبعثرة في مكان قريب. والحقول المجاورة تكمن جرداء قاحلة.
وأبلغ مهندسو المياه منظمة العفو الدولية أنه ليس لديهم أدنى شك في أن الدمار كان متعمداً، وحدث هذا على نطاق واسع ولم يتم إجراء تقييم شامل، لكن المسؤولين المحليين يقدرون أنه في المنطقة القريبة من سينونى وحدها، عطل تنظيم الدولة 400 بئر من 450 من آبار الري.
وأضاف ريتشارد بيرسهاوس قائلاً: “ما لم تكن هناك مساعدة حكومية عاجلة، فإن الأضرار الطويلة الأجل التي لحقت بالبيئة الريفية في العراق سوف يتردد صداها لسنوات قادمة. فعندما حطم تنظيم داعش العراق في 2014، ازدهر على الفقر ومشاعر النقمة في المناطق الريفية، لذا ينبغي على الحكومة العراقية أن تشعر بالقلق من احتمال حدوث شيء مماثل من جديد”.
بدورها دعت منظمة العفو الدولية أيضاً، الفريق المفوض من الأمم المتحدة، الذي تم إنشاؤه في سبتمبر/ أيلول 2017 الى شمول جرائم تنظيم داعش المتصلة بالبيئة ضمن نطاق تحقيقاته.