نبيل رومايا
تعطي القوانين الامريكية الحق للاعتراض وإعادة العد والفرز لنتائج الانتخابات المحلية او على نطاق الولاية، والولايات الامريكية وليس الحكومة الفدرالية هي التي تضع القوانين الانتخابية الخاصة بتلك الولاية. وتقدم الطعونات والمخالفات الى المحاكم التابعة للولاية من اجل النظر بها. وفي الكثير من الأحيان ترفع الخلافات الى المحكمة العليا للنظر فيها. وعادة لا تتدخل المحكمة العليا في شؤون الولايات الا نادرا مثل ما حصل في عام 2000 عندما قررت المحكمة العليا التي كانت بأكثرية محافظة الى إيقاف إعادة العد والفرز في ولاية فلوريدا، وعليه أعطت الفوز لبوش الابن ضد مرشح الديمقراطيين كَور.
في انتخابات الثالث من تشرين الثاني \ نوفمبر 2020 فاز جو بايدن المرشح الديمقراطي ضد الرئيس ترامب، ولكن الرئيس ترامب لم يقبل بنتائجها، وخرج في مؤتمر صحفي متهما الديمقراطيين بالفساد والغش وسرقة الانتخابات منه. بالرغم من عدم وجود أي ادلة للتزوير والغش في هذه الانتخابات أو أي انتخابات أخرى في تاريخ أمريكا.
في الأيام القادمة سنرى العشرات من الشكاوى تقدم من قبل حملة ترامب ضد الولايات التي خسرها، وسيكون هناك إعادة عد وفرز في بعضها، وربما ترفع بعضها الى المحكمة الاتحادية العليا، ولكنها في النهاية لن تغيير النتائج النهائية.
شارك في انتخابات تشرين الثاني \ نوفمبر 2020 الامريكية حوالي 165,000,000 مليون ناخب كان منهم حوالي 100,000,000 مليون عبر البريد. وفاز مرشح الديمقراطيين بايدن على الرئيس ترامب بأكثر من خمسة ملايين صوت. وهذه الأرقام تعتبر اعلى الأرقام للمشاركة والفوز في تاريخ الانتخابات الامريكية.
ويحتاج المرشحان لتحقيق 270 صوتا من المجمع الانتخابي لتأمين الرئاسة، وتأتي توقعات الحصيلة النهائية بفوز بايدن بـ 306 صوت ضد 232 لترامب.
بتهم الرئيس ترامب الديمقراطيين بسرقة وتزوير الانتخابات، هذه بعض الملاحظات والحقائق العامة حول الانتخابات:
ترامب فاز بسبعة ملايين صوت أكثر مما حصل عليه في 2016..1
- الفارق في الأصوات بين بايدن وترامب هو أكثر من خمسة ملايين صوت، هل من المعقول ان يكون التزوير بهذا الكم والتنظيم؟
- لم يستطيع الديمقراطيين السيطرة على مجلس الشيوخ، وخسروا مقاعد في مجلس النواب، فاين التزوير، لو كان هناك تزوير لكان الديمقراطيون قد سيطروا على الحكومة بكاملها.
- لقد قبل الجمهوريين وترامب بنتائج انتخابات مجلس الشيوخ ومجلس النواب بالرغم من التصويت عليهم جاء في نفس الورقة الانتخابية ومن نفس الناخبين، ولم يجرِ أي اعتراض عليهم لان الأرقام كانت بصالحهم.
- الكثير من الولايات التي فاز بها بايدن يسيطر عليها الجمهوريين، مثلا ولاية جورجيا التي حاكمها وسكرتيرها ومسؤول الانتخابات كلهم جمهوريين. فهل كلهم متآمرين؟؟؟
- كل مراكز الإحصاء والتدقيق في كل الولايات كان يعمل بها متطوعين من الحزبين ومراقبين من الحزبين، ولم تقدم شكاوى جادة من قبل هؤلاء المراقبين.
- بعض الولايات ومنها مشيكان لا يزال الجمهوريين يسيطرون على مجلس الشيوخ والنواب فبها، بالرغم من النجاح الكبير للديمقراطيين في مشيكان.
- عندما خسر الديمقراطيين الكثير من الولايات الديمقراطية في 2016 وترامب فاز بمعظم هذه الولايات بنفس النسب التي فاز بها بايدن (مثلا مشيكان ب 10000 صوت) ولم تقوم الدنيا وتقعد.
- طلب ترامب من أنصاره ان يذهبوا الى مراكز الانتخاب ويدلوا بأصواتهم شخصيا في نفس يوم الانتخاب (الثلاثاء). ولكن معظم الديمقراطيون وبسبب جائحة كرونا ومن اجل الحفاظ على التباعد الاجتماعي صوتوا بالبريد. في ليلة الانتخابات معظم الولايات بدأت بحسب أصوات يوم الثلاثاء ولذلك كانت الأصوات لصالح ترامب مساء يوم الانتخابات الثلاثاء، ولكن عندما بدأت الولايات بحساب أصوات البريد في الأيام التي تلت الثلاثاء تغيرت النسب. هذه الحقيقة كانت معروفة للجميع ولم تكن سر على أحد.
- تم رفض عدة دعاوي من قبل المحاكم في عدة ولايات مقدمة من قبل فريق ترامب لعدم توفر الأدلة.
لقد أن الأوان للجميع ان يهدئوا وينتظروا ليأخذ القانون مجراه، لقد أن الأوان ان نَقبل الاخر ونحترم الآراء المخالفة، ونحترم القوانين الانتخابية الامريكية.
لقد أن الأوان لنعمل معا، من اجل نبذ الكراهية والعنصرية والتفرقة، ومن اجل عالم أفضل لنا وللأجيال القادمة.
9 تشرين الثاني \ نوفمبر 2020