أ . د . عامر الجُمَيلي
في مثل هذا اليوم حدثت معركة الزاب ( #تل_كشاف ) التي انتهت بسقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية في عام 132 هـ / 750 م ، قرب نهر الزاب الكبير
ذكر أبو زكريا الأزدي ، يزيد بن محمد بن إياس الموصلي ، (المتوفى سنة 334 هـ / 946 م) في كتابه ( تأريخ الموصل):
عن معركة الزاب ان الخليفة مروان بن محمد اتبع طريق مشهور هناك بمروان ، ناقلاً عن محمد بن المعاقى عن جده ، قال : كان مروان في مائة وعشرين ألفاً ، فلما نزل على الزاب رأى معسكر أبي عون بجانب تل كشاف ، فقال : ما يقال لهذا التل ؟ قالوا : #تل_كشاف ! فتطير وقال : #كُشِفنا ورب الكعبة ! ثـم أنشـأ مروان جسرًا على النهر، ليعبر عليه إلى الضفة الأخـرى، ولما عبر التقى الجيشـان، وغرق من جيش مروان أكثر ممن قتل واستمرت المعركة بـينهمـا تسعة أيـام، اقتتـلا فيهـا قتالاً شديداً ومـات عدد كـبيـر مـن الجـيشين، إلا أن النصر كـان حـليف العبـاسيين ، فلما انسحب مروان أراد دخول الموصل ، ووقف على الجسر واستفتح بابه ، فقيل من انت : قال : أنا أمير المؤمنين ! قال هشام بن عمرو الزهيري ، عامله على الموصل : كذبت ! إن أمير المؤمنين لا يفر من الزحف ! ورفض أن يفتح له ، فلما رأى مروان ذلك سار إلى بلد ( أسكي موصل ) ثم حَرّان ، فنزل بها ، وعندما جاء العباسيون إلى الموصل ، أرسلوا في خزائن مروان ، فوجدوا بيتا له من دنانير وبيتا من دراهم وغير ذلك من الأموال والأمتعة والخزائن ما لا يدرى مبلغه كثرة ”
كاساپّا kasappa من المدن المهمة خلال العصر الآشوري الحديث ( 612 – 911 ق . م ) ويعني إسمها في اللغة الأكدية ( البابلية – الآشورية ) : #الفضة أو موضع #الفضة أو #المال ، وقد ذكرت في نصوص مسمارية جاء معظمها من عهد سرجون الثاني الآشوري وسلالته. وتوصل الباحث (كنر- ولسون Kinnier Wilson ) أولاً إلى مطابقة (كَساپا) القديمة مع (تل كشاف) الواقع على الضفة الجنوبية للزاب عند مصبّه بنهر دجلة عند الموقع المعروف بـ (المخلط) ضمن ناحية الگوير جنوب شرقي الموصل بالعراق ، ثم تبعه في ذلك پوستغيت postgate وپارپولا parpola
ذكرها ياقوت الحموي في كتابه ( معجم البلدان ) بصيغة (كشّاف) بقوله: موضع من زاب الموصل، كما ذكرها ابن العبري بصيغة (قلعة صغيرة). أما (ابن عبدالحق البغدادي ) فقد ذكرها في كتابه (مراصد الاطلاع) بصيغة “قلعة عظيمة” ومما جاء فيه: “هي قلعة عظيمة, بقرب مصب الزاب ، تسكنها النصارى “. أما ( أبو الفداء ) فقد قال عنها : ” هي قلعة عامرة ، بين الزاب والشط ، قريبة من مصبّه في الشطّ ، وحوالي كشاف مروج كثيرة ومراعي ، وهي عن إربل ( أربيل ) نحو مرحلتين ” وفي حقبة الايلخانيين يرد ذكر ܟ̇ܶܣܦ̇ܳܐ كشاف كملاذ لبعض أمراء المغول بحسب رواية سريانية لابن العبري في كتابه ( تأريخ الزمان ) ، وفي الفترة الجليلية من العصر العثماني كانت قلعة كشاف خربة ، بحسب رواية الرحالة أبي الثناء الألوسي البغدادي في كتابه نشوة الذهاب والإياب من بغداد إلى إسطنبول .
أ . د . عامر الجُمَيلي ( ابو هشام ) / كلية الآثار – جامعة الموصل – العراق