** يعقوب ميخائيل
اكثر التساؤلات الحاحاً .. وماذا بعد بطولة كأس العرب ؟!!
النتائج تكشف واقعنا المرير الذي جعلنا (نحصد ما زرعه) كاتانيتش ؟!
الحلول تبدأ بالتعامل مع الواقع وليس (العيش) على امجاد الماضي ؟
اتركوا (النتائج) جانباً ! ، .. وتقبلوا (المنطق) بعيداً عن العاطفة ؟!!
اعصابنا محروقة !! .. والخروج المبكر من بطولة كأس العرب بل الخسارة مع قطر بثلاثية زادت من همومنا هموماً ! ، وضاعفت من حجم الاذى الذي يلحق بنا في كل مباراة يخوضها المنتخب مصحوباً بالاسى الذي يخيم على جمهورنا ولسان حاله يقول … هل بات منتخبنا في وضع سيئٍ بحيث اصبح غير قادرٍ على تحقيق الفوز في اي مباراة يلعبها بل ان الفوز اصبح مجرد (حلم) يراودنا ليس اكثر ؟!
من المهم جداً وفي هذه الفترة الحرجة التي يمر بها المنتخب ان نقرأ الاحداث بمجملها بهدوء ! ، وبعيداً عن (حرق الاعصاب) او العاطفة التي باتت تفوق على المنطق الذي (عاشته وتعيشه) كرتنا العراقية ! ، بحيث صُدمنا اخيراُ بهذا الواقع المرير الذي يحتاج الى حلول جذرية وليس ترقيعية كما اعتدنا عليها ! ، او يمكن معالجتها في ليلة وضحاها ؟!
** بيتروفيتش والعصا السحرية ؟!
وكي نكون اكثر وضوحاً في طرحنا نقول .. عندما ذهبنا الى بطولة كأس العرب لم يكن يحمل (بيتروفيتش) مفتاحاً سحرياً كي يقلب الامور رأساً على عقب !! ، بل ليس بمقدور سواء بيتروفيتش او غيره ان يُحدث ذلك التغيير الكبير الذي ننتظره جميعاً بحيث نحقق الفوز بعد الاخربمجرد اجراء بعض التغييرات في تشكيلة المنتخب !
لا ابداً .. وقبل الحديث عن هذا الموضوع فأن (الرجل) اي بيتروفيتش ومن خلال الفترة التي قضاها مع المنتخب قالها دون مغالاة وبصريح العبارة .. اننا في طور (التجديد ) ومسعانا يتجلى في (بناء) منتخب جديد ومثل هذا الشيء لن يتحقق بسرعة وانما يحتاج الى وقت ! ، وبأعتقادنا ان المدرب عرف قبل غيره ان مهمته صعبة بل في غاية الصعوبة وان (التركة ثقيلة) وهي التي اوصلت المنتخب الى هذا المنحدر الذي اصبح على اثره يظهر بهذا المستوى المتواضع في اكثر من مباراة وبطولة ! ، .. وان الحلول والمعالجات تحتاج ليس فقط لوقت كافٍ بل لتظافر الجهود مع كل (منظومة) اتحاد الكرة ان صح التعبير بلجانه (وكشافيه) واخيراً جمهوره كي يبدأ المنتخب بالعودة تدريجياً الى مستواه المعهود ، وعندما نشرك الجمهور طرفاً في هذه (المنظومة) انما نعني يجب ان يتحلى بالصبر حتى ان تجاوز صبره صبر ايوب !! ، ويتعامل مع الوضع القائم بواقعية اكثر من العاطفة التي غالباً لا ترضى سوى بالفوز ؟!!
** البكاء على اللبن المسكوب ؟!
منطقياً .. اذا كنا نبغي التطور واللحاق بركب العالم المتقدم فلا يمكن ان (نعيش) على امجاد الماضي ! ، اي لايمكن ان نبقى نقارن مستوانا بالمنتخب العماني عندما كنا نفوز عليه بسبعة اهداف اوعلى منتخب البحرين بخمسة اهداف قبل اربعين عاماً ؟ّ!! ،
لا ابداً .. لا يمكن ان يجري التقييم بهذه الطريقة ولايمكن ان نستمر بهذه المقارنة ايضاً .. ؟! ، لان جميع الدول المهتمة بهذه اللعبة التي تعد اللعبة الشعبية الاولى في العالم انما خططت ومنذ عشرات السنين من اجل تطوير كرة القدم في بلدانها بينما (نحن) تراجعنا بخطوات كثيرة الى الوراء بحيث استطاعت سواء عمان او حتى منتخبات لدول اخرى كانت على شاكلة المنتخب العماني او غيره ان تتفوق علينا (اليوم) في المستوى والنتائج !!.. وهذا التفوق لم يتحقق بليلة واخرى وانما احتاج الى (عمل) امتد لسنوات طويلة واقترن بالتخطيط السليم ايضاً !!..
** ويبقى التساؤل قائماً ؟!
وبالعودة الى مجريات الاحداث ازاء ما حصل من اخفاقات متكررة سواء في تصفيات المونديال او بطولة كأس العرب .. نقول .. عندما تم دعوة العديد من لاعبينا المحترفين الى تشكيلة المنتخب راود جمهورنا الرياضي ومعه الاعلام والصحافة تساؤل مفاده .. اين كنا من هذا (التغييب) القسري والغبن الذي لحق بلاعبينا المحترفين ؟!.. وهو ذات التساؤل الذي يقودنا اليوم لتكراره ايضاً ولكن عن بعض لاعبينا المحليين هذه المرة ومنهم تحديداً احمد فرحان وحسن عبد الكريم ومناف يونس و حسن رائد الذين تم (اكتشافهم) من قبل بيتروفيتش نفسه وليس من غيره ؟!
** بين المساعد وكاتانيتش ؟!
لن نذهب بعيداً الى (عهود) سابقة !! ، .. وانما سنكتفي بالسنوات الثلاث الاخيرة التي تولى خلالها (المحروس) كاتانيتش تدريب المنتخب !!.. وطوال هذه الفترة هل يعقل المرء او اي متابع بسيط ان يقتنع بالابقاء على اكثر من 70% من اللاعبين في التشكيلة وهم غير قادرين على العطاء ويصار على ابعاد جميع المحترفين (مع سبق الاصرار والترصد) !! ، حتى اصبحنا اليوم نجني ما (زرعه ) كاتانيتش على مدى ثلاث سنوات بمعية (المساعد) !!.. وبالتالي اصبحنا نبحث عن الحلول الجذرية ونريدها ان تتحقق في غضون (أيام) ؟!! بل نريد ان نحل كل هذه (العُقد) والمشكلات التي عصفت بالمنتخب .. نريد حلها بليلة وضحاها .. ومن ثم نطالب او نريد ان نفوز بكأس العرب من جهة وفي نفس الوقت نتأهل الى كأس العالم من جهة اخرى !! .. وكأن التتويج بالبطولات او الوصول الى المونديال انما هو طريق مفروش بالورود يمكن ان (يصنعه) سواء بيتروفيتش او اي مدرب اخر بهذه العجالة او بسرعة البرق !
** مدربون شباب بحاجة الى انصاف ؟!
.. خلاصة القول .. يكفي ما عانيناه .. وتكفي المجاملات ايضاً ؟! .. لاننا لم نعد قادرين على تحمل المزيد من الاقاويل (المفبركة) وغير المجدية التي لاتمت للحقيقة بصلة ! ، وفي المقابل نتساءل .. مثلما نرى في (تجديد) صفوف المنتخب ثمة امل في ” غد مشرق” لمنتخبنا بعناصره الشابة الجديدة ..أليس من الانصاف ان نمنح (مدربينا الشباب ) من الذين اثبتوا كفاءتهم فرصة الانضمام الى (الكادر التدريبي) كوننا نرى في افكارهم وطروحاتهم ما يسهم في اكتشاف المزيد من النجوم الجدد امثال مناف يونس وحسن عبد الكريم واحمد فرحان ومحمد قاسم كي يشكلوا مع المحترفين امير العماري وعلي الحمادي ومهند جعاز وزيدان اقبال وغيرهم تشكيلة طالما (حلمنا) بها !!
لا ابداً .. التجديد (الترقيعي) لن ينفع وانما يجب ان يكون شاملاً وحقيقياً وبلا (رتوش) هذه المرة .. فهل وصلت الرسالة؟!!