زوعا اورغ/ وكالات
متحدون بالصلاة” تحت هذا العنوان أقامت مطرانيتا الروم والسريان الأرثوذكس في حلب صلوات وترانيم لعودة المطرانين المخطوفين بولس يازجي (مطران أبرشية حلب للروم الأرثوذكس) و يوحنا إبراهيم (مطران حلب للسريان الأرثوذكس).
وذلك بعد مرور 5 سنوات على اختطافهما من قبل إحدى الفصائل الإرهابية المسلحة قرب منطقة “كفر داعل “بريف حلب.
هي 5 أعوام مضت على تلك الذكرى الأليمة بتاريخ 21 نيسان/أبريل عام 2013، حين قام مسلحون مجهولون باعتراض السيارة التي كانا يستقلانها لأهداف إنسانية، ثم قاموا بإنزالهما عنوة واقتادوهما إلى جهة مازالت مجهولة حتى يومنا هذا.
غاب المطرانان جسدا وبقيت ذكراهما تسكن قلوب معظم أبناء مدينة حلب. كما هي صورهما مازلت معلقة ضمن بعض شوارع المدينة مطالبة بالافراج عنهم أو الكشف عن مصيرهم الغامض.
قبل أيام قليلة ومع تلك الذكرى الحزينة غصت كنيسة “النبي الياس” للروم الأرثوذكس في حلب بالحاضرين مسلمين ومسيحين داعين الله أن يحفظ المطرانان المخطوفان من كل شر ومكروه.
ترانيم من القلب
“يا قلعة عريقة يا فجر الموسيقى من عمر الزمان مساجد علية، كنايس مضوية بحبك متل لبنان” بتلك الكلمات الجميلة المهداة إلى مدينة حلب بدأت الأمسية الترنيمة بصوت الفنان اللبناني “غبرايل عبد النور” وفاء ومحبة وتقديرا لما تحمله تلك المدينة من قيمة تاريخية وثقافية وحضارية.
ثم تابع “عبد النور” غناءه فقدم باقة من الترانيم باللغتين السريانية والعربية ليرسم داخل أفئدة الحاضرين طابعا من الحب والسلام والأمل بعودة المطرانيين المخطوفين وعلى هامش الأمسية أوضح البطريرك “مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم” (بطريرك انطاكية وسائر المشرق و الرئيس الأعلى للسريان الأرثوذكس في العالم): ” أن هذا اللقاء هو بمثابة دعاء منا للمطرانين الغائبين بأن يحيطهما الله بحفظه ورعايته ويعيدهما إلينا سالمين خصوصا أنهما قدما خدمات واضحة وجلية للإنسانية”.
وأضاف قائلاً “اجتماعنا اليوم في هذه الكنسية هو رسالة للعالم ولأعداء سورية أنهم لم ولن يستطيعوا تقسيم سورية الموحدة المليئة بقيم الإيمان والمحبة، كما ولن يتمكنوا من تنفيذ أحلامهم ومخططاتهم التي تهدف إلى تهجير المسيحيين من أرض الوطن الحبيب، لذا فها نحن اليوم أكثر يقينا وإيمانا بأن الوطن سيبقى واحدا موحدا عصيا على كل المؤامرات التي تحاك ضده”.
ترانيم جميلة قدمها الفنان اللبناني غبرايل عبد النور امتدت على مدى ساعتين من الزمن وسط حضور رسمي وديني وشعبي وفي تصريح صحفي عقب نهاية الأمسية قال الفنان اللبناني التينور “غبريال عبد النور”: “سعيد جدا بوجودي اليوم في مدينة حلب لما لهذه المدينة من محبة خاصة في قلبي، فعلى الرغم من أن حلب عانت كثيرا من الإرهاب إلا أنها خرجت من نفق الحرب أكثر قوة وعزيمةً وأثبتت أنها المدينة التي لا تنكسر”
وأضاف مستطردا: “فخر كبير لي أن أرنم في تلك المدينة المبدعة موسيقيا على مدى الأيام والتاريخ، فحلب قطعة من قلبي كما وطني الأم لبنان.
الجدير بالذكر أن “عبد النور” هو مغن لبناني غنى بأكثر من عشر لغات إضافة لكونه عازف بيانو وباحث ومؤلف موسيقي.
كما قام بإعداد وتقديم عدد من البرامج الموسيقية الإذاعية منها والتلفزيونية، فيما اكتسبت مسيرته الفنية العمق الأبرز من خلال إطلاقه لأول ألبوم عربي متخصص للفيلسوف اللبناني العالمي “جبران خليل جبران” كما غنى للميلاد منذ العام 2000 بعشر لغات.
ومع العام 2017 أقام أكبر حفل ميلادي بمشاركة 1000 منشد ومنشدة، حيث اعتبرت هذه الجوقة الأكبر لبنانيا وعربيا من حيث العدد.
أما اليوم في حلب عام 2018 رتل “عبد النور” لساعتين من الزمن مع صلوات تضرعت على أوتارها أفئدة الحاضرين ليعم السلام أرجاء العالم وأن يبقى المطرانان المخطوفان في حفظ الله ورعايته حتى يعودا لأهلهم و مدينتهم سالمين.