زوعا اورغ/ وكالات
بدأ شبان من أهالي الموصل حملة لتنظيف وترميم كنيسة قلب يسوع الأقدس” شمالي المدينة، والتي استخدمها تنظيم الدولة “داعش” كأحد معاقله منذ منتصف عام 2014، بالتزامن مع حملة أخرى لإقناع المسيحيين النازحين بالعودة إلى منازلهم بعنوان “لا طعم للمدينة بدونكم”.
ينهمك الشباب في عملية تنظيف ورفع الأنقاض من داخل الكنيسة، والتي خلع التنظيم صلبانها، ورفع أعلامه عليها، ودمر جزءا من معالمها، ويقول الشاب رافد الشمري، لـ”العربي الجديد”: “قمنا بالترويج للحملة قبل شهر، ودعونا أصدقاءنا وإخواننا وأقرباءنا من مناطق الموصل للمشاركة، واستخدمنا مواقع التواصل الاجتماعي للترويج. لم نكن نتوقع أن تكون أعداد الشباب كبيرة لهذا الحد، إذ قدم عشرات الشباب من مناطق عدة ومعهم أدواتهم الخاصة”.
وأضاف الشمري، “نوشك على الانتهاء من رفع الأنقاض، وترتيب الحدائق المحيطة بالكنيسة، وستكتمل عملية التنظيف خلال يومين، بينما تستمر عملية الترميم لفترة أطول”، مشيرا إلى أنّ “العديد من الذين شاركوا في الحملة هم من أصحاب المهن، ولهم خبرات في البناء والترميم والنجارة والحدادة، الأمر الذي أسهم في تخفيف كلفة الترميم”.
بينما ينهمك الشباب في التنظيف، يعمل أبو همام، في إعادة تركيب زجاج نوافذ الكنيسة، ويقول لـ”العربي الجديد”، “أعمل في تركيب الزجاج منذ فترة طويلة، ودعاني أحد الأصدقاء للمشاركة في ترميم الكنيسة، جمعنا مبلغا ماليا بسيطا اشترينا به الأشياء الضرورية للترميم، ومنها الزجاج، وها أنا ذا أعيد تركيبه”.
وتقع كنيسة “قلب يسوع الأقدس” في بلدة تلكيف شمال الموصل، وكان التنظيم استخدمها كمستودع لأسلحته وعتاده منذ دخوله الموصل في يونيو/حزيران 2014.
وأكد عضو المجلس المحلي لبلدة تلكيف، خالد ماهر، لـ”العربي الجديد”، أنّ “الحملة الشبابية هي رسالة إلى المكون المسيحي بأن أهالي الموصل متمسكون ببقائهم، وهي دعوة للنازحين للعودة إلى تلكيف، وغيرها من مناطق الموصل”، مضيفا “تؤكد الحملة أن تنظيم داعش لا يمثل الفكر الإسلامي، لأن الإسلام هو دين المحبة والتسامح والتآخي، وأنّ الدين لا يفرق بل يجمع جميع المكونات، ويدعو للحب والسلام”.
وتعد الكنيسة من أهم المعالم الأثرية في تلكيف والموصل، وتقع خلف تل تلكيف الأثري من الناحية الجنوبية، وأقيمت على أنقاض كنيسة قديمة صغيرة عام 1911، وتبلغ مساحتها 128 مترا مربعا، وارتفاعها 16 مترا.