د. حسن الزيدي
1- في 25 كانون الأول ومنذ عام 380 يحتفل كاثوليك العالم بمن فيهم مسيحي الشرق العربي الاسيوي والافريقي، بعيد ميلاد السيد المسيح، فيما يحتفل فيه شعوب اليونان وقبرص وروسيا وبعض الدول التي ينتشر فيها المذهب الارثوذوكسي بمن فيهم الارثوذوكس العرب في السابع من كانون الثاني .
2- منذ فترات متباينة وخاصة بعد القرن الثالث عشر الميلادي، بدأ الانحطاط التعليمي والثقافي والسياسي والاستبداد والطغيان والظلم والتخلف والرجعية والطائفية ينتشر في الدول العربية، مما أثر سلباً على عموم شعوبها وخاصة الأقليات القومية التي قد تصل الى 10ـ 49% خاصة الكردية والبربرية وغيرهما، مثلما اثر سلباً على الأقليات الدينية ( اليهودية والصابئة والمسيحية واليزيدية وغيرها مما اضطر من يستطيع منهم للهجرة خارج اوطانهم فهاجر منهم الملايين .
كما (اضطر بعضهم) لان يحتمي بدول اجنبية ليحمي نفسه من ظلم واستبداد وتخلف ورجعية وعنصرية اخوته في الاوطان من المسلمين.
3- حتى الان لم تأخذ الأقليات العددية القومية والدينية حقوقها المدنية والسياسية في كل الدول ذات الغالبية الإسلامية العظمى او النسبية، مما يعيد للأذهان مبدأ وفكرة (الذميين) الذين لا يحق لهم تقلد الوظائف الكبرى مثل رئاسة الدولة او رئاسة القضاء مما يخلق تمايزاً في المجتمع ويقود لتقاطعات سلبية عديدة أدت لهجرة الافا بل وملايينا منهم.
4- ان الدول المتحضرة والمتقدمة ثقافياً وصناعياً والتي يعرفها معظمنا لم تتحضراو تتمدن بإرادة سماوية ولا نبوية بل(بإرادات مدنية) قام ويقوم بها قادة مخلصين لأوطانهم بوطن ولشعوبهم دون تمييز بين عناصرهم القومية او الجنسية او الوانهم او اديانهم، بل ان المعايير عندهم هي الكفاءات والنزاهة والإخلاص في ظل تساوي الحقوق والواجبات وإتاحة الفرص المتساوية امام الجميع دون استثناء .
5- ادعو أخواتنا وإخوتنا مسيحي الشرق ان يصمدوا في ارضهم وارض اجدادهم ويشاركون كل في مجالها ومجاله مع كل الخيرين والتقدميين والوطنيين والمخلصين للتصدي الوطني للأنظمة الرجعية والاستبدادية، من اجل إقامة مجتمعات مدنية يتساوى فيها اتباع موسى ويحي وعيسى ومحمد ولالش وبهاء وغيرهم .
عيد الميلاد مبارك عليكم وعلى كل العالم وسنة خير وأمل بوطن آمن يجمع كل ابنائه ويحفظ لهم حياة كريمة .