شوكت توسا
مبروك لرئيسنا الجديد الاستاذ عبد اللطيف جمال رشيد ,وندعو الرب ان يطيل عمره كي يستمتع كما استمتع المرحوم عديله وعائلته بحصاد نضالاته بإمتيازات منصب رئاسة جمهورية العراق.
كقرّاء, قد نختلف حول مدى صحة تطابق المقوله ” يمكن قراءة الرساله من عنوانها” مع كل ما نقرأه , إذ هناك من سيعترض على صحة المقوله من باب أن بعض كُتّاب الرسائل يمتلك القدره الادبيه لللجوء الى مخاززة القارئ والتلاعب مع ما يستهويه , فيستخدم عنوانا برّاقا لجذب الانظار وإذا بالقارئ يتفاجأ ببعد مضمون الرساله كلياً عن مدلولات العنوان .
لكن وحديثنا عن الرساله التي تلقاها العراقيون تحت عنوان تعيين السيد عبد اللطيف رشيد رئيسا للجمهوريه وقد قارب عمره الثمانين, هذه الرساله تحوي الكثير مما يجعل التطابق بين العنوان والمضمون في أشد حالاته.
مع احترامنا لرئيسنا الجديد, لا يمكن اعتبار هكذا انجاز نصراً وطنيا , فهو عدا كونه مكسبا حزبيا محاصصاتيا لم تُراعى فيه الكثير من متطلبات ادارة البلد ,فهو نتاج غير سليم لسياسات لا يهمّها ما الذي باستطاعة رجل قارب الثمانين ان يقدمه للعراقيين في ظروف تتطلب روحاً شبابيه وطنيه مجرده من اية قيود فئويه حزبيه بحيث تتناسب وحاجة البلاد .
مصيبة البلاد انها تدار بقبضة احزاب عمليه سياسيه فاشله لا هم لها سوى ملئ مناصب الدوله بتقاسمها فيما بينها على اساس الحزبيات والفئويات كي تبقى المحاصصه نهجا متبعا تنتفع من ريعه هذه الاحزاب والى جهنم بالبلد وشعبه.
وهل هكذا تورد الإبل يا من صدّعتم رؤوسنا بشعاراتكم النضاليه , وطنكم وشعبكم يا ساده بحاجه الى دماء شابه قادره على نقل العراق من حالته المزريه التي كنتم انتم السبب فيها , إن كان هناك جهة ً سياسيه تستحق اللّوم في هذا الصدد, بلاشك العمليه السياسيه المحاصصاتيه برمتها هي المسؤوله , لكن النقد الأكبر سيوجهه العراقيون للحزبين الكرديين ذي النضال العريق في اختيارهم, في حين هناك شخصيات كرديه اخرى ترشحت لهذا المنصب تمتلك من الشروط التي تؤهلها لتسنّم هذا المنصب, على سبيل المثال لا الحصر الشخصيه القانونيه رزكارمحمد أمين .
تكرار مثل هذه الرساله في اكثر من دوره انتخابيه واكثر من حكومه يتم تشكيلها,هي مبعث خيبه للعراقيين, دون شك سنتمنى النجاح للرئيس الجديد و سنؤجل الحكم على النتائج الى حين انتهاء الدوره , حينها سيقارن العراقيون بين محاسن اختيار السيد لطيف رشيد لهذا المنصب وبين مساوئ اختيار القاضي رزكار امين فيما لو كان تحقق, وسنرى كم كنتم موفقين في خدمة وطنكم وشعبكم.
الوطن والشعب من وراء القصد