لطيف نعمان سياوش
إنها السنة الرابعة على التوالي في استقطاع رواتب الموظفين والمتقاعدين والعاملين في دوائر حكومة اقليم كردستان تحت ذريعة التوفير الاجباري ، ولا زال الحيف يطال هذه الشريحة الكبيرة جدا من ابناء وبنات الاقليم ، ولا يعلم أحدا كم تدوم والى متى برغم الوعود التي يطلقها المسؤولين بين حين وآخر من أن الازمة في طريقها الى الحل ، وستعاد العافية لرواتب الناس ، وقد تكون هذه الوعود دعاية أنتخابية للاحزاب المتنفذة ، وهو أمر ما عاد خافيا على شعب كردستان الواعي والصابر ..
لقد أعتدنا أن نسمع كلاما معسولا ووعودا غاية في الحلاوة كلما اقترب موعد الانتخابات وكأننا أمام مستقبل وردي مليء بالرومانسية والموسيقى العذبة .. شر البلية ما يضحك..
نعم منذ اربع سنوات وكأن نظام وبرنامج الحياة قد أصابه خلل كبير .. حيث عزوف الشباب والشابات عن الزواج ، لا بل حتى المتزوجين تراجعوا عن الانجاب !..وهو أمر يدعو الى الالم الكبير ..
الشباب الخريجين يجوبون الدوائر وينتقلون في شبكات الانترنت من موقع لآخر باحثين عن فرصة عمل ، عسى ولعل . لكن دون جدوى ..
خريجي كليات راقية يعملون سائقين لسيارة الاجرة ، أو يبيعون الخضار ، أو يعملون بأجور يومية وبمبالغ زهيدة جدا .. أية مصيبة حلت بنا ؟..
إنها مهزلة من مهازل القرن الحادي والعشرين أن نجد في العراق العظيم ، عراق التاريخ ، عراق النفط والخير ، عراق الرافدين والحضارة جيوشا من العاطلين ، وجيوشا من الاميين والاميات ، وجيوشا اخرى يحلمون بالزواج ، وجيوشا من المرضى يبحثون عن الدواء ، وهذا ما أثر على الحياة الاجتماعية ، والاقتصادية ، والصحية ، وحتى الثقافية للفرد .. كما أنه أثر وبشكل مخيف على العملية التربوية والتعليمية ، وعلى وزارة الصحة ومشافيها وخدماتها .. أما عن الحركة الثقافية والفنية فقد صارت في خبر كان ، لابل أثر على جميع ومجمل مناحي الحياة ..
يأتي ذلك على خلفية أصرار حكومة الاقليم في التوجه نحو الخصخصة في التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي ، كذا الحال الخصخصة في المجال الصحي ، والنقل و..و… الخ .
إن كانت الحجة الحرب على الدواعش .. فإن الدواعش ولّو الى غير رجعه .. وإن كانت الحجة بتدني أسعار النفط ، فإن أسعار النفط قد تعافت الى حد كبير ، أما إذا كانت الحجة بإيواء حكومة الاقليم أعداد كبيرة جدا من العوائل النازحة فإن هذه الاخيرة قد عادت الى ديارها بعد تحرر مدنها من دنس الدواعش ..
ترى ماهي حججكم الآن ؟..
هذه الامور وغيرها الكثير أدت وتؤدي الى هجرة الناس ونبذ الوطن وفي مقدمتهم أصحاب العقول والكفاءات ، وكأننا قادمون الى مصير لاينبىء ولا يبشر بالخير لطالما الامور تسير بهذا السوء ، ولا يوجد هناك حتى بصيص من الامل والفرج ..
أتساءل هنا بالله عليكم كم الف من العوائل هجرت كردستان منذ فرضت حكومة الاقليم نظام التوفير الاجباري وأستقطاع نسب كبيرة من رواتب الموظفين ؟..
لقد جعلتم من الشهر 120 – 45 يوما بالنسبة لشريحة المتقاعدين ، وجعلتموه 56 – 40 يوما بالنسبة للموظفين .. ولازال الحيف متواصل على قدم وساق ..
حتى أشهر السنة في التقويم الميلادي لم تسلم من برنامجكم ..
السؤال الكبير الى متى يا حكومة اقليم كردستان ؟
عنكاوا