شوكت توسا
عراق اليوم حافل بالغرائب والعجائب , غاطس في اوحال آسنه , وصل الحال به حداً تعجز فيه المفردات عن وصف بشاعته وسماجة مسببيه, هذا الذي نتحدث عنه اليوم سبق وتوقعنا مبكراً حصوله, وهو نتاج طبيعي في بلد محتل تديره شلّة لا تمتلك من لوازم القيادة سوى الادعاء بانها كانت معارضه لنظام الحاكم الديكتاتوري صدام حسين , وقد وصفها خير وصف الحاكم المدني بول بريمر في كتابه (عام أمضيته في العراق),سبقه في هذا الوصف وزير الخارجية العراقي طارق عزيز, إذ في ظل هؤلاء الفاشلين اصبح العراق مشرذما ارضا وشعبا, قتل وخطف, نهب منظّم لاموال الشعب , بطاله وازمات خدميه ووو, كيف يمكن وصف بلد لا صوت فيه يعلو على صوت بنات الملاهي والغلمان والفاشنستات والماكيرات الماكرات , بينما عيون الثكالى والايتام تترقب ماكنة التغيير علّها تطلق بيضة ً صالحه للمائدة, ترى اين هو العيب, هل في مبيض الدجاجة, أم في هويات الديكة .
مع انقضاء كل عرس انتخابي كما يصفه سماسرته, يبدأ شهر العسل بفوضى تنافس كبريات القوائم الفائزة, وحين تسألهم على ماذا تتنافسون؟ يأتيك الجواب من العرابين من نواب ورؤساء كتل سياسيه قالوها بكل صلافة بانهم فاشلون الا في براءات اختراع طرق تقاسم الكعكة, هم كالنعاج الكسيحة يرضخون لما يمليه عليهم اسيادهم من خارج الحدود, لكنهم يستأسدون على شعبهم في تمرير حكومات تحمي القتلة والسراق, هذه كانت ومازالت قاعدة اللعبة التي إعتمدتها الاحزاب وبرعاية الاحتلال في تشكيل حكومات العراق المتعاقبة, وهكذا لم يعد شيئا مخفيا على الشعب , فقد تكشّفت تباعا ًحقائق جرائم وفساد كبيره تم تسويفها عيني عينك بمعاونة القضاء المسيّس وفي كل مره يتم إختزالها في ملاحقة موظف بعد تسهيل مهمة هروبه او باطلاق سراحه بكفالة او في اعتقال صبي دفعه الجوع الى سرقة علبة مناديل بينما المجرمون الحقيقيون والحرامية الكبار يعاودوا الكرّ بكل سفاهة لممارسة دورهم القذر في بلد اصبح كل شيء فيه بلا هويه الا دماء المطالبين بوطن ودموع الثكالى فهي عراقية خالصه .
لرئيس حكومتنا السيد محمد شياع السوداني صاحب مقولته الدعائية ” الله لا يوفقني”, نقول يا سيادة الرئيس: مديح بعض المنتفعين لك لن يشفعك , ولطالما تغنّيتم كثيرا بخدمة فقراء الشعب ,ترّفع قليلا وكن عند وعدك ,لا فائدة من القول بانك مستقل وبأنك قدمت استقالتك من حزب الدعوة, تبقى عملية تنصيبك رئيسا للحكومة مشروطه ومحكومة باتفاق احزاب الاطار الشيعي مع الاحزاب الكردية والسنيه التي اتفقت على شرط التزام حكومتك بحماية حيتان الفساد من غضب الشعب وطائلة القانون ,الناس تعي وتفهم جيدا ما سبب اعطاء الضوء الاخضر لك لتبدأ بتلهية الشعب في ملف سرقة القرن في حكومة الكاظمي تاركاً ملفات الفساد الكبيرة مركونة على الرفوف ,حتى في هذا الملف فشلتم وانفضحت فبركات اسباب اطلاق سراح المتهمين بالكفالة .
يا سيادة الرئيس لن نستبق الحدث بالقول ان مركبة حكومتك هي الاخرى ستبحر كسابقاتها بمجاذيف شيعيه دعوجيه او اطاريه ايرانيه سمها ما شئت, ووجهة بوصلتها تروّيض العراقيين على تناسي معاقبة قتلة المتظاهرين و الفاسدين الكبار الذين نهبوا مئات المليارات و سلموا ثلثي العراق لداعش , حذار من هذه اللعبة المكشوفة, جنابكم ليس بغريب عن حزب الدعوة وانت خير من يعرف بأن منتسبيه لم يتركوا بابا من ابواب الفساد الا وطرقوه , وما تسريبات علي فاضل الا واحده من دلائل الحقيقة, تدشينك لرئاستك بمغازلتهم في التستر على صفقات فسادهم الكبيرة وحصرها بملف فساد حصل في حكومة الكاظمي, فهي بمثابة فضيحه لن يرحمك الشعب فيها , إن كنت مخلصا وصادقا وجاداّ في ترضية الشعب, لا تهادن احداً وتجنّب المُسكّنات والمهدئات لانها محاوله عبثيه, عليك بملاحقة المافيات التي تحميها فصائل الميليشيات فهي اس البلاء , وسيكون الشعب هو السند الاقوى لك, أفتح ملفات النزاهة المركونة على الرفوف لتجد فيها أسماء قاده فاسدون تسارعوا في ترشيحك للرئاسة, اما قضية سرقة القرن فهي زلاطه قياساً بغيرها, الشعب يريد فتح ملفات فساد حكومات وكتل سياسيه غطت على الفاسدين والميليشيات القتلة .
نحن في الحقيقه نتمنى ونطالب , وتفاصيل الواقع المزري في العراق تحكي لنا عن استحالة استرجاء اصلاح الاوضاع على يد صانعي الازمات وسارقي قوت الشعب , انما الحل ياتي بالتخلص من هذه الطغمة الفاسدة .
عليك الانتباه الى مطالب التشرينيين, هم امل الشعب الوحيد في خلاصه من هؤلاء القتلة والحرامية , دماء التشرينيون لم تجف بعد, والايام القادمة ستثبت صحة ما نقول لا محال.
الوطن والشعب من وراء القصد