زوعا اورغ/ وكالات
أطلق رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، الخميس، عمليات استعادة آخر معقلين لتنظيم داعش في غرب العراق، هما راوة والقائم في الأنبار، اللذان يشكلان نحو 8% من مساحة البلاد، موزعة بين 2% مناطق مأهولة، يسكنها نحو 40 ألف نسمة، و6% صحرواية.
وتشكل المناطق الواقعة بين قضاء رواة غرب الأنبار، وقضاء والقائم الحدودي، آخر موقع لتنظيم داعش داخل الحدود العراقية، بعد طرده من المناطق الأخرى.
وتقدر مصادر استخبارية عدد عناصر داعش بـ 1500 غالبيتهمم من المحليين، مع ترجيحات بوجود 200 عنصر من جنسيات مختلفة غير عراقية بحسب معلومات نشرها الخبير الأمني المختص بشؤون داعش هشام الهاشمي.
وتعود سيطرة داعش على مناطق غرب العراق الى شهر كانون الأول 2013 حيث أحكم التنظيم قبضته، على مناطق القائم والرطبة باستخدام نحو 350-400 من عناصره، معظمهم من عشائر منطقة القائم، والقليل منهم من أهالي دير الزور والبوكمال السورية الحدودية. ووفقا للمصادر الاستخبارية، فإن التنظيم أمن رواتب كاملة لعناصره في المنطقة، إذ شرعوا في السيطرة على موارد المال والسلاح ومطاردة الشخصيات السياسية ومهاجمة مكاتب الصحوات والمصالحة الوطنية ومراكز الشرطة واقتحام المساجد وتعيين أئمة وخطباء تابعين لهم، ما أفسح المجال لترسيخ حكمهم في هذه المنطقة النائية الواقعة في على الحدود السورية.
ويبلغ طول الحدود الغربية مع سوريا 605 كم. وفي نهاية 2016 نجحت القوات المشتركة في مسك 275 كم في جنوب غرب سنجار وغرب البعاج، وتسعى حاليا لمسك 330 كم من الخط الحدودي العراقي السوري، ما يستلزم التنسيق مع الجانب السوري وربما حتى القيام بعمليات مشتركة وفق مختصين بالشؤون الأمنية.
وولم يسبق لتنظيم داعش أن هزم في المنطقة المستهدفة حالياً من قبل القوات العراقية، التي يعود وجود بعض الجماعات المتطرفة فيها إلى العام 2004، فضلا عن أنها منطقة نشاط لعصابات التهريب.
وتشتهر هذه المنطقة بجزء واسع من الأراضي الزراعية المستصلحة وسط الصحراء، وفيها شقوق ارضية كثيرة تصلح كمخازن عسكرية ولوجستية، وتصلح معسكرات تدريب وهي متداخلة عشائريا مع مدن الحد السوري الشرقي، وبين سكانها والسوريين مشتركات تجارية واقتصادية كبيرة.
ويقول مراقبون ومحللون أمنيون إنه بعد هزائمه الأخيرة في الموصل وتلعفر والحويجة لم يعد تنظيم داعش يسيطر على مدن لها جغرافية استراتيجية عدا مدينة القائم، بعدما فشلت مساعيه في استعادة مدن ثانوية مثل كبيسة والرطبة. وبعد استعادة الموصل وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الرقة، فقد داعش أهم مناطق خلافته المزعومة، التي يسميها التنظيم “أرض التمكين”.
ووفقا للمراقبين، فإن فقدان داعش لقضاء القائم، ربما يدفع التنظيم إلى العودة لاستراتيجية العمليات الانتحارية والخروقات الأمنية للإبقاء على اسمه حاضرا في نشرات الأخبار.