1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الجزء واحد و عشرون...

الجزء واحد و عشرون .. البطريرك الشهيد مارشمعون بنيامين . وبطاركة اليوسفيين الكاثوليك ..؟

يعكوب ابونا

تحدثنا بالحلقات السابقة عن بطاركة خط سولاقا الذي انشق عن كنيسة المشرق وكانوا هم :

1-شمعون يوحنا سولاقا بلو 1553 -1555 الذي اتخذ أمد ” ديار بكر .

2-عبد يشوع الرابع مارون 1563 – 1567 ” سعرت

3-مارعطا الله ” او يهبالاها “الرابع 1567 – 1575 سعرت

4- شمعون دنحا 1580- 1600 سلاماس

يحد البطريرك ساكو خط سولاقا 1553 – 1600 تاريخ وفاة شمعون دنخا الذي يسميه شمعون التاسع دنحا ، حسب ماجاء بص 166- 167 من كتابه سير بطاركة كنيسة المشرق ، اذ لايشيرالى البطاركة الشمعونيين الذين يشير اليهم بطرس نصري في كتابه ذخيرة الاذهان ج2 ص 187 ،الذين يسميه شمعون دنحا الثاني 1600 -1639 والثالث 1639 – 1700 والرابع 1653 – 1693 ، والخامس 1693 – 1700 ، انتهى الاقتباس ..

و البطريرك شمعون الخامس عند نصري هو الذي ارتد عن كنيسة روما ورجع الى كنيسة المشرق وعادة معه المؤمنيين الذين اتبعوا كنيسة سولاقا بلو الى حضن كنيسة المشرق الاصلية ، كما قام هذا البطريرك بتطبيق قانون الوراثة العائلي ، اسوة ببطاركة كنيسة المشرق الذين كانوا قد اتخذوا القوش / دير الربان هرمزد مقرا لكرسيهم ، وقد اتخذ شمعون الخامس قوجانس مقرا لكرسية الباطريركي ،..

والملفت باجراءات وقرارات شمعون دنحا الخامس كما يسميه نصري ، باننا لم نجد من يعترض عليها ، ان كان قراره بتطبيق قانون الوراثة ، اونقل مقرالبطريركية ، او قطع العلاقة بكنيسة روما الكاثوليكية ، اوقراره بالرجوع الى حضن كنيسة المشرق ، ؟؟ فعلى ماذا يدل ؟ ببساطة يدل على القبول المؤمنيين لهذه الاجراءات ؟ ومن ناحية اخرى يفهم منه بانه كان افضل رد للذين يدعون زورا وبهتانا بان الشعب انتفض على العائلة الابوية لانها كانت تطبق نظام الوراثة ،وهذا يثبت عكس ذلك ،فالقرار كان مصحوب بقبول وموافقة المؤمنيين . .

ومن جهة اخرى رد على كل الذين ادعوا باطلا بان المؤمنيين النساطرة كانوا يسعون الى التخلص من عقيدة كنيسة المشرق وسلطتها وسعيهم للالتحاق بكنيسة روما الكاثوليكية ، ؟ وهذاخلاف الواقع لان حتى الاعداء لم يقولوا بان شمعون دنحا استعمل هو او احد خلفاءه اية قوة او سلاح او حزب او مليشيات او عسكر لاجبار المؤمنيين على قبول هذه الاجراءات ، وهذا النظام ، بل بالعكس الكل كان موافقا للعمل بموجبها ولمئات السنين لاحقه من بعده ، لا بل حتى اعداء بطاركة عائلة بيت ابونا لا احد ادعي بان هذه العائلة اوالبطاركة استعملوا قوة لالزام المؤمنيين بقبول قراراتهم وخاصة الوراثية منها ؟، اذاً كانت قناعة الشعب المؤمن باباء الكنيسة الاجلاء بان عملهم بالروح القدس مقبول ومبارك لا رد فيه ولا استنكار ..

هذه الاجراءات التي اتخذها شمعون دنحا ، شكلت ضربة لنهج روما وفشل محاولتها لتقسيم كنيسة المشرق ،وسببت انهاء خط سولاقا ، ولكن روما كانت مصره على ان تنال من كنيسة المشرق باي شكل من الاشكال ، فلم تترك مناسبة الا استغلتها على تحطيم الكنايس التي كانت تصفها بالهرطقة ، فكنيسة المشرق كانت احد تلك الاهداف التي سعت اليها روما ،

لذلك نجد بان البطريرك ساكو يبدأ كما ورد في 167 من كتابه اعلاه بالحديث عن الخط الجديد لكنيسة روما في ديار بكر ، بعد ان فشل خط سولاقا الاول ، وخط الشمعونين الثاني لتبدا روما خطها الثالث ب ” يوسف الاول عبد الاحد 1681 – 1696 ” يقول البطريرك ساكو ان اصل يوسف من كركوك من بيت هندي ، كان قد جلب معه الشباب يوسف هندي ولعازر هندي وابن اخيه اوغسطين هندي ،( توضيح لاحظوا انهم جميعا من عائلة واحدة وسوف تجدون لاحقا بانهم يتسلمون مناصب عاليه بالكنيسة بسبب انتمائهم العائلي هذا ، وهم يدعون محاربتهم للتوريث وهم يطبقونه عندما ينصبون ويعينون كما يحلو لهم ).

قول كان يوسف هذا قد سامه ايليا التاسع ” توضيح يقصد هو بطريرك الكنيسة الشرقية ومن عائلة ابونا “.. مطرانا على أمد سنة 1668 م ، اعتنق المذهب الكاثوليكي على يد الرهبان الكبوشيين المتواجدين في المنطقة ، تحمس لنشر الكثلكة في ابريشته ، مما اغاض البطريرك شمعون العاشر الذي سافر الى امد وحاول اقناع يوسف بالتراجع ، ولكن دون جدوى ، يقال انه وضعه في السجن لان الطائفة الكلدانية لم يكن لديها اعتراف رسمي من الدولة العثمانية ، بعدها سافر يوسف الى روما ووصلها سنة 1675 ، وهناك اعلن ايمانه امام البابا كليمنت العاشر ” 1670 – 1676 ” ومنحة البراءة الرسولية والدرع المقدس كرئيس اساقفة امد ، في 17 كانون الاول 1681 م قرر الكرسي الرسولي اعلانه بطريركا ، .

” توضيح لم تكن هناك طائفة كلدانية لان هذا الاسم لم يكن معروفا بالكنيسة انذاك ، ولقد تم تنصيبه بطريركا رغم وجود اكثر من بطريرك على كنيسة المشرق احدهما في القوش والاخر في قوجانس ، وهذا يخالف من يقول بان روما كانت تلتزم بالعقيدة الكنسية الصحيحة بانها لم تكن تعرف بان شمعون برماما كان حيا ، والا لما كانت تنصب سولاقا بطريركا 1553 ؟؟ والسؤال هل كانت تجهل روما وجود اكثر من بطريرك حيا على كنيسة المشرق ، فكيف تنصب يوسف اعلاه بطريركا اذا ؟ مثل هذه الطروحات ظهرت بانها كانت متناقضة بدون ان يلتفت اليها احد للاسف ؟ “…

وبعد اعلان يوسف بطريركا فقد منحه البابا اينوسنت الحادي عشر 1676 – 1689 ” البراءة الرسولية في 8 كانونا الثاني سنة 1681 م ، وفي نفس السنة رسم يوسف صليبا ال معروف التلكيفي مطرانا على امد ومعاونا بطريركا ، وفي سنة 1694 سافر الى روما للمعالجه ، وبعد شفاء عينيه كمايقول نصري ص 233 م من ذخيرة الاذهان ج2 ، استقال من منصبه سنة 1695 وسعى في نصب نائبه بطريركا مكانه ، وتوفى هناك سنة 1707 ودفن في كنيسة انتشار الايمان ،في روما ..

انتهى الاقتباس

ولكن من الضروري ان نقرأ ما ذهب اليه الاب البير ابونا يقول في ص 234 من كتابه ج3 تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ، بان الجاثليق ايليا التاسع 1660 – 1700 كان قد رسمه مطرانا على كرسي امد ، ولكنه ابدى ” يقصد يوسف ” ميلا واضحا الى الوحدة مع روما وما ان اطلع على انضمام المطران يوسف الى الايمان الروماني ، حتى اصدر اليه امرا يقضي بحضوره في المقر البطريركي الذي كان حينئذ في بلدة تللسقف القريبة من الموصل ، وعندما امتنع عن الحضورفاضطر الجائليق نفسه ” ايليا ” الى التوجه الى ماردين وديار بكر لردع مرؤسيه ومعاقبته ، فاودعه السجن ولكن بعد ان خرج من السجن وقد انهكت العذابات قواه ، تلقى تهانئ البابا اقليميس العاشر في رسالة وجهها اليه في 25 كانون الثاني سنة 1673 وقرر يوسف ان يسافر الى روما اسوة بالبطريرك الشهيد سولاقا ، ووصلها خلال الاحتفالات بيوبيل سنة 1675 ، ومكث فيها حتى ستة 1677 دون ان يحصل على المساعدات المالية التي كان يحتاج اليها ، فان روما كانت متحفظة تجاه الاشخاص الذين ، بحجة انضمامهم اليها ، كانوا يحصلون على اموال طائلة ، وحينما يعودون الى بلدانهم ، ينكثون بالوعود التي قطعوها على انفسهم ، فعاد يوسف من روما بخفي حنين ، ” انتهى الاقتباس

نلاحظ اولا بعض الاختلافات بين ما ذكره البطريرك ساكو وما يذكره الاب البيرابونا ..

1-البطريرك ساكو يذكر بان تصرف يوسف اغاض البطريرك شمعون العاشر ،

ويقول البيرابونا

2-الذي اغاض من تصرف يوسف كان البطريرك ايليا التاسع .

اذا ايهما اغاضه تصرف يوسف شمعون العاشر ،؟ ام ايليا التاسع ؟؟ نترك لكم التقدير ..

من جانبي اقول طبعا الذي اغاض من تصرف يوسف كان البطريرك ايليا التاسع لانه هو الذي كان قد عين يوسف مطرانا على امد ، وكان تابعا لكنيسته ،

ولكن ليس هذا فقط ما يجلب الاتتباه ولكن هناك اكثر ما يستحق الوقوف لما يذكره الاب اليبرابونا ونضع امامه علامات الاستفهام عندما ، يقول ،

ولدى خروجه من السجن ” يقصد يوسف ” الذي انهكت العذابات قواه ، تلقى تهانئ البابا اقليميس العاشر في رسالة وجهها اليه في 25 / كانون الثاني / 1673 م وقرر يوسف ان يسافر الى روما ..انتهى الاقتباس ، هذا يعني ان يوسف كان شخصا معروفا لدى بابا كنيسة روما ..؟.

ورغم ذلك نجد عند وصوله روما تجاهلته ، واعتبرت حاله كحال اي احد من الذين يحاولون ابتزاز روما وان يحصلوا على اموال مقابل ادعائهم انتمائهم لكنيسة روما ، لذلك رجع يوسف رغم كل معاناته بخفي حنين ، .

ماذا نفهم من هذه القصة ؟ ان نضع علامات الاستفهام ابتداءاً ..لان ..

الاب البيرابونا يضيف في نفس الصفحة ويقول ولكن بعد رجوع يوسف الى بلاده استلم مبلغا كبيرا من المال اعطاه اياه النائب الرسولي الجديد لبابل وهو فرنسوت بيكيت ، ؟؟ تعليق وطبعا هذا كان ثمن يدفع لكل متحول من كنيسة المشرق ومتغير لكنيسة روما .. ؟؟ وهكذا كانوا يخدمون كنيسة المسيح بالمال الذي حضرنا منه الرب يسوع ، عندما قال لا يقدراحد ان يخدم سيدين ، .. لاتقدرون ان تخدموا الله والمال ” متي 6 : 24 ..

ويضيف البير ابونا وهكذا تمكن يوسف ان يحصل على فرمان من الباب العالي سنة 1677 على نصيحة يوحنا باتيست دي سانت اينيان ، وكان الفرمان يعترف به بطريركا على ديار بكر وماردين ومواضع اخرى ، ويضيف ولكنه كان يدري ان السلطان لا يسعه ان يمنحه لقب البطريرك ، فقدم التماسا الى المجمع انتشار الايمان للحصول على تثبيته في هذا اللقب واعطاه الدرع المقدس ” الباليوم “..

ويضيف الاب البير لكن المجمع انتشار الايمان اجابه في شهر اب 1678 ان الكرسي الرسولي لا يسعه انشاء بطريركية جديدة معارضه للبطريرك النسطوري في الاراضي العثمانية دون ان يكون هناك انتخاب شرعي لهذه البطريركية ، وفي سنة 1680 اعيد الالتماس على طلب النائب الرسولي فونسوا بيكيت ، بالاتفاق مع المرسلين الكبوشيين في امد ، وبالرغم من عدم ورود اي ذكر لانتخاب يوسف بطريركا ، فان المجمع المقدس يقول الاب البير ربما اكتفى بالهتاف العام الذي اصدره الشعب المسيحي بعد قراءة الفرمان السلطاني فاتخذ قرارا في 17 كانون الاول سنة 1680 وايده الحبر الاعظم في 8 كانون الثاني 1681 ، وقد اهتم هذا القرار بعدم ذكر اسم بابل ولا لقب الذي كان قد اعطى لسولاقا ، لئلا يمس بشعور البطريركين النسطوريين ، الا ان البراءة الصادرة في 25 تشرين الاول سنة 1683 ، التي تذكر تلقي اقرار الايمان المقتضي قبل استخدام ” الباليوم هو الدرع المقدس “.وفي السنة ذاتها رسم يوسف شمعون الامدي مطرانا لماردين ، وهكذا ظهرت في الربع الاخير من القرن السابع عشر سلسلة اخرى من البطاركة الذين اتخذوا ديار بكر مقرا لاقامتهم وتسموا باسم ” يوسف ” .

انتهى الاقتباس

نجد عند الاب البيرتداخل بالطرح وعدم الوضوح عندما يقول حصل على فرمان يعترف به بطريركا ، ولكن ياتي ليقول كان يدري ان السلطان لا يسعه ان يمنحه لقب البطريرك ، ماذا نفهم ؟ نفهم اولا بانه حصل على اللقب من الباب العالي ؟؟ فلماذا اذا يدري ان السلطان لم يمنحه اللقب ؟؟ هل الباب العالي كان منفصل عن السلطان ؟؟ اليس البابا العالي هو مقرلسلطة السلطان ذاته ؟؟ ولكن يظهر بان كان هناك امورغيرطبيعية وغيرقانونية ، وهذا يقودنا كما يظهرالى القول بان فرمان الباب العالي كان غير قانوني ومطعون بصحته ” مزور ” ، والا لماذا كان يخشى بان السلطان لايمنحه اللقب ؟؟ لان قانونا كان يشترط ان يكون الاعتراف الاولى به كبطريرك من روما ، وعلى ضوء ذلك يمنح السلطان فرمانه باللقب وهذا كان الطريق الشرعي والقانوني . .

ولكن روما لم تمنحه اللقب ورفضت التماسه ، لانه ليس منتخبا ، ورغم ذلك نجد ان المجمع المقدس ياتي ويمنحه اللقب مبررا ذلك بان اللقب منح على اساس الهتاف العام الذي اصدره الشعب بعد قراءة الفرمان السلطاني ،؟؟ السؤال اين كان هذا الشعب الذي هتف ومن كان ،؟ وثانيا اي فرمان قراء المزور ام الذي لم يصدره السلطان بعد؟ فايهما اعتمده المجمع المقدس ليمنحه اللقب ، ؟؟

ماذا يمكن ان نفهم من هذه الاختلافات المتناقضه مع بعضها ،هل هو مجرد سرد لاخبار وحشو معلومات مختلف عليها اصلا فيما بينهم وهم من اباء الكنيسة الواحدة اصلا ،؟ لان هذا يثبت بان كل كاتب اعتمد على تحليلاته وتقديراته ، والا ان كان مصدرمعلوماتهم واحد ونبع واحد فلكانوا متفقين على ذات المعلومة بمصداقية بدون رتوش ، ولا تتناقض مع بعضها ، لذلك يكون كل الذي نقراءه من هذه السرديات ليست معتبره واحداث غيرموثوق من صحتها وغير معتبره ، فلايمكن اعتمادها لانها تنقصها المصداقية بوحدة المصدر ، لان في هذه الحالة للاسف تضليل وتشويه للحقيقة ؟؟

ومن المتفق عليه عند غالبية الباحثين حين خسرت روما نهائيا خط البطاركة الشمعونيين فان بعثتها التبشيرية وبالتعاون مع الممثلين الدبلوماسيين في المنطقة جاهدوا لايجاد البديل المناسب لاسيما بعد ان اصبح البطاركة الشمعونيين قوة اعتبرتها روما معادية لها ، فاستغلت روما بالتعاون ودعم فرنسا لهم لايجاد خط جديد يخدم مصالحها ، فكانت هذه الفترة فترة ضعف وانحطاط الدولة العثمانية على مختلف المستويات فقامت فرنسا بتوفيرالدعم للعثمانيين ، ولقاء ذلك منحت الدولة العثمانية للفرنسيين الامتيازات والمساعدات ، لا بل اكثر من ذلك سخرت قدراتها الادارية لخدمة المبشرين الكاثوليك الذين كانت فرتسا تمثلهم وتدعمهم ،

يذكر هرمز ابونا ص 116 بكتابه اعلاه ، بهذه الفترة برز خط البطاركة اليوسفيين فسخروا العثمانيون قوتهم وقدراتهم الادارية لخدمة خطط المبشرين الكاثوليك الذين كانت فرنسا تمثلهم ، ففرنسا والمبشرين الكاثوليك نسقوا نشاطهم في اسيا الصغرى الدولة العثمانية لمدة 300 سنة لتحقيق اهدافها المشتركة لدرجة ان كل دبلوماسي فونسي في اسيا العثمانية كان مبشرا والعكس صحيح .

فالعثمانيون كسلطة لم يعودوا كما كانوا في السابق كحماة لرعاياها المسيحيين ومدافعين عن حقوقهم ، وحريصين على عدم السماح لروما والاجانب عموما التدخل في شؤونهم الداخلية لمواطنيها ، كما كان الحال وقت السلاطين العظام ، لذلك لم تجد المقاومة الضارية لابناء كنيستي المشرق والسريانية الارثوذكسية للمحافظة على كيانهما لاختلال كفة المعادلة بين الطرفين لاسيما حين اشتدت الهجمة منذ اواسط القرن السابع عشر ، . انتهى الاقتباس .

وفي هامش الصفحة اعلاه يذكر هرمز ابونا ، كان وراء نكبة كنيسة المشرق والسريانية الارثوذكسية هوالمبشر ” فرنسوا بيكت ” الذي شغل بذات الوقت وظيفة القنصل المتنفذ في حلب وعمل كقاصد رسولي في أصفهان ، وعمل سفير فرنسا في ايران ، قام بتاهيل احد الرعايا الارمن وهو ” اندراوس اخيجان ” ليتزعم حركة تقسيم كنيسة السريان الارثوذكسية ، بعد ان تعذر الحصول على سرياني واحد لتنفيذ مخططه ، فتعرض اباء الكنيسة السريانية ورؤسائهم الروحيين لمأسي والتنكيل لا يوصفان من قبل السلطة العثمانية وبتدخل الفرنسي لدى السطان العثمانية وباشوات المناطق المعنية فقد خلقت طائفة السريان الارثوذكسية الكاثوليكية ، ..

وبنشاط القنصل بيكيت كذلك بعد ان مد نشاطه الى دياربكر فخلق انشقاق اخر في كنيسة المشرق عندما رعى المطران يوسف الى ان كون خط باطريركي باسمه ، ويذكر الاب بطرس سارة ” ان السيد فرانسوا بيكه ” المشرق 23.1925 . 105 وعن الدورالاستعماري الذي لعبه المبشرين الكاثوليك فقد كتب المبشر ” كمبيت ” ذاكرا بان الخدمات التي قدمها المبشرين لا يستطيع جيش ان يقدمها ،انتهى الاقتباس ،

كما يضيف الدكتور هرمز ابونا في كتابه اعلاه ص 109 – يقول .

كان نشاط روما الدؤوب للسيطرة على كنيسة المشرق ، ففشلها بمحاولتها الاولى بتقسيم كنيسة المشرق بما عرف بخط يوحنا سولاقا ، فحاولة ثانية عندما انشاءت بما سمى خط مار شمعون والتي رغم حصرها في المناطق الجبلية وعرة الا انها هي الاخرى بائت بالفشل ، فكانت محاولتها الثالثة لتقسيم كنيسة المشرق فكانت هي الاخرى محاولة بائسة تدعو للرثاء بسبب ضعفها وقلة عدد المؤمنيين الذين تمكنت من اغرائهم او السيطرة عليهم ناهيك عن المضاعفات الدولية التي كانت وراء قيامها اضافة الى المعاملة المؤسفة والمذلة التي تلقاها بعض بطاركة هذا الخط اليوسفي “. انتهى الاقتباس

عندما خسرت روما خط البطاركة الشمعونيين فان تعاون بعثاتها التبشرية مع الممثلين الدبلوماسيين الفرنسيين في االمنطة جاهدوا لايجاد البديل المناسب للوقوف بوجه البطاركة الشمعونيين في قوجانس ” لذا قام المبشرون وبتوجيه القنصل الفرنسي في حلب المبشر فرنسيس بيكيت باختيار ديار بكر التي لم يكن فيها عدد كبير من المؤمنيين الكاثوليك ولا في اطرافها ،.

ويضيف بهامش ص 109 ” عن دور المبشر القنصل الفرنسي في حلب فونسيس بيكيت في تقسيم الكنائس الوطنية وخلق خط السريان الكاثوليك برئاسة اندراوس اخيجان والخط البطريرك الكاثوليكي الكلداني في كنيسة المشرق في امد برئاسة يوسف الاول ، ويقول يبرر بطرس نصري تدخل بيكيت في شؤون اتباع كنيسة المشرق والسريانية الارثوذكسية وقيامه بتقديم الرشاوي من اجل خلق انقسامات فاشار الى المساعدة التي قدمها للمطران يوسف “.. انتهى الاقتباس

ويضيف هرمز ابونا بتنامي النفوذ الفرنسي على الباب العالي وحكومته ، لحالة الضعف والانحطاط التي كان عليها العثمانيون ، ساعد على تسهيل مسعى المبشرين للسيطرة على كنيسة المشرق في أمد بعد ان تم اغواء مطرانها واغواءه للذهاب الى روما لتمرير المخطط المعد سلفا حيث تم اقناعه بهجر كنيسته واعلان خضوعة لبابا روما لقاء وعد بتعينه بطريركا باسم يوسف الاول ؟؟ بعد ان كان مطرانا نسطوريا في دياربكر ، فعينه البابا في سنة 1681 بطريركا باسم يوسف الاول ،

وفي ص 111 يقول لقد تعاقب بعده عدة بطاركة على رئاسة هذا الخط الذي تميز بطابعه الخاص فيما يخص علاقته بروما ودور الدبلوماسيين الفرنسيين في قيامها ، وما اتسم به بطاركة هذا الخط من نزعة ترك مركز بطريركيتهم في امد والذهاب الى روما للعيش والاستقرار تاركين اتباعهم دون مدبر ، لا بل وصل الامر بهم حد تعيين ” وليس انتخاب ” بطريرك خلفا له وهو في روما من احد كهنة امد ، وهكذا نجد يوسف الاول الذي عين بطريركا من قبل البابا بدون انتخاب ، يقوم هو بتعين خلفا له وهو صليبا معروف الذي لقب بيوسف الثاني ” بدون انتخاب وحتى دون استشارة روما ، جاعلا من ذلك قاعدة ليسير عليها خلفاءه حيث غضت روما الطرف عن هذه الممارسة ، في الوقت الذي ان روما كان بموقفها المعادي لكنيسة المشرق وتحاربها لاسباب عديدة وفي مقدمتها بانها كانت ترقض ” النظام الوراثي ” حيث نادت على الدوام بوجوب انتخاب بطريرك للكنيسة من قبل مجمع كنسي لهذه الغاية ، في الوقت الذي يحدثنا تاريخ بابوات روما بان هناك عدد كبير منهم كانوا بدون انتخاب بل بسبب انتمائهم او بقوتهم اوسطوتهم اوسيطرتهم ، وسوف ناتي الى ذلك لاحقا بعون الله ،

وان البطاركة الذين تعاقبوا على هذا الخط لقبوا بالبطاركة اليوسفيين ..

وهذا ما سنتحدث عنه بالحلقة القادمة . .. انشاء الله ..

يعكوب ابونا ……………. 15 /8 /2024

 

zowaa.org

menu_en