شوكت توسا
بسبب فساد الكتل السياسيه المتقع والتبعيه الذيليه التي يتشاطر بها الكثيرون ,مرّ عقدان والعراقيون محرومون من أبسط حقوقهم الوطنيه والانسانيه الا اللهم من حق التفننّ في وصف مرارة معاناتهم وحرمانهم, لم يترك الأوباش المتسلطون سبيلا لرفاه الشعب إلا وأستحوذوا عليه بقوة ميليشياتهم ومكاتب سرقاتهم اللعينه.
من غير عادتهم, تنافس العراقيون مع ايوب في صبرهم على مكر وعود حاكميهم ,ضاعت مع أكاذيبها آمال وتطلعات قطاعات الشعب شيبا وشباب,وبعد ان نفذ الصبر ولم يبقى أمام الشباب الغيور أي خيار سوى النزول الى الشارع وأعلان انتفاضتهم التشرينيه السلميه الباسله في العام 2019 كاسرين حواجزالصمت والخوف من اركان العمليه السياسيه المقيته ,خرجوا بصدورهم العاريه ينادون بوطن حر وانسان سعيد يتحدون رصاص الميليشيات المجرمه , فسقط منهم ألف شهيد وقرابة 30 الف بين جريح ومعوق وبين مفقود ومختطف ما زال مصيرهم مجهول .
لم يشهد العراق ردة فعل وطنيه حقيقيه طيله هذه السنوات العجاف, الا في انتفاضة تشرين, التاريخ سيسجل للتشرينيين شرف اضرام شرارة الشروع بفضح فساد الحاكمين ودك اسواركياناتهم بدماء زكيه قدموها قربانا لتحقيق مطالب الشعب بوطن فيه قانون عادل يحاسب كل فاسد وقاتل.
في خضّم ضبابية الصراعات الباهته بين الكتل السياسيه ,لابد لمنتفضي تشرين تنظيم أنفسهم و اختيارقياده جماعيه تمكنها من التغلغل بين الجماهيرو كسب ود وتأييد جموع المتظاهرين والمعتصمين للتنسيق معهم في العمل على ازاحة الفاسدين وتشكيل حكومه وطنيه تلاحق كل اشكال الفئويه والتبعيه التي إتخذها الفاسدون غطاء ً لهم.
التشرينيون قبل غيرهم , يدركون جيداً جوهر ودوافع الصراع الدائر بين ساسة التيار الصدري وبين ساسة الاطار,فهو إمتداد لمناكفاتهم وخلافاتهم السابقه حول من يقود الشيعه , اي ان الجماهير المغلوبة على امرها( الشيعيه تحديداً) لا ناقة لها ولا جمل في صراع هؤلاء القاده, سوى توريطهم في اقتتالات ميليشياتهم الولائيه والصدريه فيما بينهم , هذه الحقيقه يعرفها التشرينييون وسوف يدركها الجمهور الصدري الذي عاجلا سيطالب قيادته بالجديه والثبات في تحقيق مطالب الشارع .
ما زالت دماء ضحايا تشرين تستصرخ العداله وتناشدها بالقصاص من قيادات الاحزاب وواجهاتها الميليشياويه المسلحه الذين اتفقوا فيما بينهم على ابادة الانتفاضه التشرينيه في مهدها ,وعليه من حق العراقيين بشكل عام والتشرينيين بشكل خاص االتشكيك في مصداقية الوطنيه التي تتحدث فيها قيادة التيار الصدري ولا اقول جماهيره التي هي الاخرى باتت تشكك في مصداقية ووطنية قيادته, اي ان هذه الجماهير ستكون الاقرب الى اهداف التشرينيين في مرحلة تحقيق التغيير, الكل يتمنى ان يكون التيارالصدري متمثلاً بقائده قد استفاد من تجاربه السابقه كي يرسو بجمهوره المليوني في شواطئ مصلحة الوطن وشعبه قبل اي شيئ.وهو أمر يستدعي تقديم السيد مقتدى ضمانات لعدم تكرار ظاهرة تراجعه عن شعاراته و عن تطلعات جماهير تياره , الجماهير بحاجه الى ما يطمئنها ,وفي مقدمتها التشرينييون الذين سبق وأكتووا بنيران القبعات الزررق.
الوطن والشعب من وراء القصد