زوعا اورغ/ وكالات
بمناسبة تذكار الموتى المؤمنين ترأس البابا فرنسيس القداس الإلهي في المقبرة الأمريكية في بلدة نيتّونو، جنوبي العاصمة الإيطالية، على نية جميع ضحايا الحروب.
وقال البابا في عظته: “إن الرجاء غالبًا ما يولد ويتجذّر في العديد من الجراح والآلام البشريّة، ولحظة الألم والجرح تلك هي التي تجعلنا ننظر إلى السماء ونقول: “إني لعالمٌ بأن فادي حيّ، لكن يكفي يا رب” هذه هي الصلاة التي ترتفع منا جميعًا عندما ننظر إلى هذه المقبرة: “أنا واثق يا رب أنني معك ولكنني أرجوك كفى، لا حرب بعد اليوم ولا مجازر بلا فائدة” كما قال البابا بندكتس الخامس عشر. “إنَّ الرجاء أفضل من هذا الدمار: شباب… وآلاف الآمال المحطّمة… كفى يا رب!” وهذا ما يجب أن نقوله اليوم إذ نصلّي من أجل جميع الموتى، وفي هذا المكان بشكل خاص من أجل هؤلاء الشباب؛ اليوم وإذ نجد العالم في حرب مرّة أخرى نكرر معًا: “كفى يا رب، لا للحرب بعد اليوم لأننا بالحرب نفقد كلّ شيء”.
أضاف: تأتي إلى ذهني صورة تلك المرأة المسنّة التي وإذ كانت تنظر إلى حطام هيروشيما، قالت بذلك القبول الذي يميّز النساء: “إن البشر يفعلون أي شيء ليعلنوا الحرب وفي النهاية يدمِّرون أنفسهم”. هذه هي الحرب: دمار أنفسنا. هذه المرأة بالتأكيد قد خسرت أبناءً أو أحفادًا هناك، لقد كانت تحمل جرحًا في قلبها وكانت الدموع تملأ عيونها. وإن كان اليوم هو يوم رجاء، لكنّه أيضًا يوم دموع، دموع كدموع النساء اللواتي كُنَّ يذرفنها عند استلامهنَّ للبريد: “سيّدتي إنَّ زوجك هو بطل للبلاد، أو أبناؤك هم أبطال للبلاد”، إنها دموع لا يجب أن تنساها البشريّة أبدًا. هذا هو كبرياء هذه البشريّة التي لم تتعلّم الدرس ويبدو أنّها لا تريد أن تتعلّمه.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: في كلِّ مرّة عبر التاريخ فكّر البشر بالقيام بحرب ما كانوا مقتنعين بأنهم يحملون إلى عالم جديد وبأنّهم يصنعون “ربيعًا”، ولكنّ الأمور كانت تنتهي بشتاء بشع ووحشي وبمملكة الرعب والموت. نصلّي اليوم من أجل جميع الموتى، ولكن وبشكل خاص من أجل هؤلاء الشباب في مرحلة يموت فيها العديد منهم في المعارك اليوميّة من هذه الحرب التي تتمُّ على أجزاء. لنصلِّ أيضًا من أجل موتى اليوم، موتى الحرب والأطفال الأبرياء. إنَّ الموت هو ثمرة الحرب، ليعطنا الرب إذًا نعمة البكاء.