أ.د غازي ابراهيم رحو
انتم ملح الارض فاذا فسد الملح فماذا يملحه ؟؟لا يصلح الا لان يرمى في الخارج فيدوسه الناس (متى,13) من هذه الاية نبحث اليوم عن الاعداد المتبقية من مسيحيي العراق واسباب هجرتهم ودور الكنيسة والمجتمع المدني واصحاب الخطاب الديني واصحاب المشروع الوطني وارادة الصمود والبقاء كما سوف نتحدث في مقالاتنا المتلاحقة في هذا الموضوع عن ما الذي ينتج عند عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعلاقات بين مختلف ابناء المجتمع لاسيما رجال الدين وسوف نسلط الاضواء تاريخيا حول اعداد المكون المسيحي في العراق منذ اول احصاء سكاني في العراق باوائل عام 1920 العام الذي بدات به افكار اجراء تعداد سكاني في العراق,,,,,, حيث بعد صدور قرار مجلس الوزراء العراقي مؤخرا بتحديد موعدا رسميا لاقامة الاحصاء السكاني في العراق في شهر اكتوبر من عام 2020 وبعد ان سمعنا اراء عديدة من قبل البعض ومنهم المرجعيات الدينية المسيحية حيث ظهرت تلك الاراء على الساحة العراقية والدولية من خلال التصريحات حول اعداد المكون المسيحي في العراق واختلاف بعض تلك الاراء باعداد هذا المكون فقد رايت انه من الضروري التطرق بمقالات متتابعة بشان الاحصاء السكاني في العراق واعداد المكون المسيحي عبر سنوات مضت ولحد الان لوضع النقاط على الحروف في مسالة اعداد هذا المكون الاصيل في هذه الارض و بجميع طوائفه بعيدا عن التاويلات والاختلافات والاجتهادات لاعداد هذا المكون مستندين الى ارقام دقيقة .. وصولا الى تقديم بعض المقترحات للحفاظ على هذا المكون الاصيل صاحب الارض في بلد تصارعت فيه القوى من اجل السيطرة على مفاصل الحياة في جميع جوانبها السياسية والاقتصادية والمجتمعية وفي حلقتنا الاولى هذه سوف نتطرق من خلال سيرة تاريخية للاحصاء السكاني في العراق عبر سنوات مضت حيث ان الاحصاء السكاني يعرف بانه التعداد العام للسكان وهو مسح عام و شامل تقوم به الحكومات الوطنية بفترات زمنية منتظمة (كل خمس او عشر سنوات) يشمل عد جميع سكان البلد؟؟؟؟؟؟؟؟( اؤكد على كلمة سكان البلد في فترة التعداد ؟؟؟) و بأساليب احصائية حديثة بهدف جمع المعلومات الاحصائية عن المجتمع الذي تحكمه للتعرف على الصفات المختلفة للسكان من حيث توزيعهم جغرافيا، حسب العمر ، الحالة المدنية و الدينية و العلمية و المهنية و غيرها من الصفات التي تساعد على اعطاء صورة واضحة عن احوال السكان الاجتماعية و الاقتصادية ، و هذه الصورة هي التي تساعد الحكومة على رسم السياسات الاقتصادية و التخطيطية السليمة من اجل النهوض بالواقع الاقتصادي و الاجتماعي و الصحي و الخدمي للمجتمع وفي العراق يجري التعداد العام للسكان كل عشر سنوات. فمنذ عام 1927 قامت الحكومة العراقية بثمانية تعدادات عامة للسكان كان اخرها التعداد السكاني عام 1997 والذي لم يكن تعدادا كاملا بسبب استبعاد اقليم كردستان في ذلك العام ولغرض تسليط الضوء على هذه التعدادات السكانية التي مرت بالعراق منذ اول تعداد والذي بدأ عام 1927 حيث كانت دوائر النفوس التابعة لوزارة الداخلية هي المسؤولة عن التعدادات وعهد بها الى لجان اتخذت المساجد و المدارس و الاماكن الحكومية مقرا لها في المدن والقصبات وبعد فترة زمنية من انتهاء التعداد تبين للحكومة فشل عملية التعداد لاسباب اجتماعية وحكومية ..لكن تم تقدير نفوس العراق في حينه 2مليون و 968 ألفا 53 فردا فقط ثم جاء تعداد عام 1934 وايضا تم تنفيذ ه من قبل دوائر النفوس وتم الاعتماد على مخاتير المحلات والمناطق اللذين يقومون باستدعاء روؤساء العوائل والعشائر لتثبيت البيانات المطلوبة وكان ههدف هذا التعداد هو التجنيد والانتخابات وقد اعتبر اساسا لمنح( دفتر الجنسية) التي استبدلت عام 1942 بما يسمى ( دفتر النفوس) لاستعمالها كمستند رسمي وقد استمر التعداد لغاية عام 1935 بشكل متقطع حيث بلغ عدد سكان العراق بموجب هذا التعداد 3 ملاثين و 213 ألف و 174 نسمة ثم جاء تعداد عام 1947 الذي تم تنفيذه في شهر اكتوبر وهذا التعداد يعتبر اول تعداد استخدم فيه التسجيل بواسطة العدادين الذين زاروا موقعيا المساكن وشمل هذا التعداد جميع القصبات والمدن في العراق وبيوم واحد فقط ومع تخلف عدد كبير من المواطنين عن التسجيل بسبب الخوف من الخدمة العسكرية الا ان اعداد السكان بلغ 4 مليون و816 الف و185 نسمة وهذا اول تعداد تم تبويبه وتبويب بياناته ثم اعقبه تعداد عام 1957 وهو اكثر التعدادات دقة وشمول وبلغ نفوس العراق فيه 6 مليون و536 الف و 109 نسمة ثم اعقبة تعداد 1965 الذي كان المفروض ان يجرى في عام 1967 الا ان رغبة الدولة في حينها للتهيئة للانتخابات تم تقديمة لعام 1965 وبلغ نفوس العراق في هذا التعداد 8 مليون و261 و527 نسمة ثم جاءتعداد عام 1977 والذي نفذته لاول مرة وزارة التخطيط من خلال دائرة الجهاز المركزي للاحصاء خلافا للتعدادات السابقة التي كانت تجريها دوائر النفوس التابعة لوزراة الداخلية وشمل هذا التعداد اسئلة متنوعة ومتعددة بالاستماة الاحصائية وادخلت في هذه الاستمارة معلومات جمة وفي جميع القطاعات وبلغ نفوس العراق 12 مليون و497 الف و219 فردا وبعد ذلك جاء تعداد عام 1987 الذي شمل جميع المحافظات عدا المناطق الحدودية مع ايران الذي تعذر حصرها بسبب الحرب العراقية – الايرانية حيث بلغ عدد نفوس العراق 16 مليون و335 الف و199 فرد ثم جاء تعداد عام 1997 الذي اجراه ايضا الجهاز المركزي للاحصاء حيث تم جمع المعلومات الاحصائية لخمسة عشر محافظة فقط (عدا محافظات أقليم كردستان) وبلغ عدد السكان 19 مليون و184 الف و543 نسمة ومنذ عام 1997 لم يتم اجراء اي تعداد سكاني للعراق بشكل شامل ودقيق بسبب الخلافات السياسية وبعض فقرات الدستور الجديد علما انه حتى التعدادات التي تم ذكرها كانت تعدادات منقوصة ولكل تعداد اسبابه الا ان اعداد المكون المسيحي ومن خلال جميع تلك التعدادات تراوح نسبة المسيحيين في سنوات القرن الماضي التي كانت بحدود 13.5% والتي وصلت اليوم الى نسبة ؟؟؟؟؟
وصولا الى عام 2019 الذي بلغ به اعداد المسيحيين في العراق لا يزيد عن ؟؟؟؟؟؟والتي سوف نتطرق اليها في المقالة القادمة والتي قد تكون مفاجئة للجميع ؟؟؟والى لقاء قادم