زوعا اورغ/ خاص
الرفيقات العزيزات والرفاق الاعزاء
أبناء شعبنا الأبي وجماهيرنا المناضلة
تحل علينا في ١٢ نيسان الذكرى ٤٦ لتأسيس حركتنا الديمقراطية الآشورية – زوعا، وهي المناسبة القومية والوطنية التي نحتفي بها بفخر واعتزاز كبيرين، مؤمنين بفكرها، وملتزمين النضال في صفوفها.
ذكرى ميلاد حركتنا، عزيزة على قلوبنا جميعا اينما تواجدنا، في الوطن او المهجر، وسواء كنا ملتزمين تنظيمياً واعضاء في صفوفها او مؤازرين مؤمنين بنهجها وفكرها الوطني والقومي المعمدان بدماء شهدائها الخالدون.
نحتفي اليوم بفخر بمسيرة الـ ٤٦ عاماً من التواصل والاستمرارية النضالية المقرونة بالتضحيات الجسيمة متجاوزين المعوقات التي اعترضت وما تزال تعترض طريقنا النضالي، مستذكرين شهداؤنا الخالدون، ورفاقنا الأبطال الذين افنوا حياتهم في النضال دون أن تضعف همتهم او تثبط عزيمتهم.
يسعدنا في هذه المناسبة العطرة ان نقدم لجميع الرفيقات والرفاق ولمؤازري وجماهير حركتنا وعموم أبناء شعبنا احر التهاني واجمل التبريكات، محملة بالمعاني النضالية المتجسدة في التضحية والإيثار والشهادة والإقدام والعمل المتواصل نحو الحرية والديمقراطية في العراق، وحماية الوجود القومي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري على ارض وطننا التاريخي، وإقرار حقوقه القومية والوطنية المشروعة المتجسدة في الشراكة السياسية الحقيقية واحترام إرادته الحرة والعيش بسلام وكرامة.
رفاقنا الاعزاء ورفيقاتنا العزيزات
ويسعدنا في هذه المناسبة العزيزة، ان نحيي ونقدر عالاً جماهير شعبنا الكريمة، التي احتشدت في الوطن للأحتفال بعيدها القومي رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة ٦٧٧٥، وارتفعت نسبة مشاركتها من مختلف مناطق الوطن ودول الجوار والمهجر، وأثبتت وجودها، وقدمت رسالتها بوضوح، بوقوفها خلف المسيرة النضالية في الوطن، مفتخرة بانتمائها القومي، ومعتزة بجذورها الضاربة في عمق هذه الأرض المقدسة.
ان ذكرى تأسيس حركتنا الديمقراطية الآشورية، هي مناسبة لإعادة التأكيد على الاعتزاز بالانتماء القومي والوطني لشعبنا، واستذكار الشهداء الأبرار الذين تنير ارواحهم الخالدة طريق المسيرة النضالية، كوكبة من مؤسسيها ( يوسف توما ويوبرت بنيامين ويوخنا إيشو ) الذين ارتقوا المشانق بهامات عالية ورؤوس مرفوعة في سجون النظام البائد، والشهداء الذين سقطوا في سوح الكفاح المسلح وهم يقارعون اعتى ديكتاتورية دموية عنصرية، وشهداء العمل الجماهيري في كل ارض الوطن من دهوك حتى البصرة مرورا باربيل ونينوى وكركوك وبغداد، الذين جسدوا الالتزام التنظيمي والفكري، هذه الكوكبة الخالدة التي أضحت نبراساً قومياً للأجيال القادمة.
لقد كان تأسيس حركتنا الرد الطبيعي للطليعة الواعية والثورية في شعبنا على واقع سياسي قمعي ونظام دكتاتوري دموي لا يقر ولا يعترف بحقوقه المشروعة، واستجابة لضرورات تاريخية هدفت لوضع شعبنا ضمن خارطة الفعل السياسي الوطني العراقي، كشريك نضالي وصاحب حق تاريخي في الوطن.
وقد ناضلت حركتنا منذ تأسيسها في ١٢ نيسان العام ١٩٧٩، لترسيخ وحدة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والعمل على ومعالجة مخلفات الماضي المؤلم المثخن بالجراح، نتيجة المذابح والقتل والتهجير التي اقترفت بحقه من قبل الأنظمة الاستبدادية والعنصرية، وتجاوز الأنقسامات الطائفية والتسمياتية والمناطقية والعشائرية، للانتقال إلى مرحلة التكاتف والتعاضد القومي في التصدي للتحديات التي تواجهه وتهدد وجوده، واليوم ما تزال تلك التحديات موجودة وتهدد وجود شعبنا وبقاءه، وما تزال ثقافات التشدد الديني والتعصب القومي وخطاب الكراهية ضد الاخر المختلف والاستقطابات الطائفية تدعونا الى المزيد من التكاتف والتعاضد لمواجهة هذا الواقع المستمر منذ اكثر عقدين من الإطاحة بالنظام الدكتاتوري الفاشي السابق في العام ٢٠٠٣.
ايتها الرفيقات ايها الرفاق
إن حركتنا الديمقراطية الآشورية – زوعا، تناضل اليوم في ظل ظروف موضوعية وذاتية صعبة ومعقدة، وذلك يستدعي منا جميعاً في القيادة والقواعد الالتزام بنهج وفكر حركتنا ونظامها الداخلي والاستعداد الدائم للتضحية من اجل تحقيق أهدافها، وفي المقدمة منها، استحداث محافظة سهل نينوى، ليعيش شعبنا إلى جانب شركائه في هذه المنطقة بخير وسلام، ويدير شؤونه وفق مصلحته الوطنية والقومية، وبهذه المناسبة نناشد جميع القوى السياسية، لابعاد سهل نينوى عن صراعاتها وسياساتها الغير شرعية، والتي تؤدي الى عدم الاستقرار والإضرار بمصالح ابناء المنطقة ومستقبلهم، كما وندعو في هذه المناسبة، إلى حل المليشيات وسحبها من مناطق سهل نينوى، وإناطة مسؤولية حفظ الأمن ومسك الأرض، بالقوى الأمنية من أبناء المنطقة ضمن تشكيلات وزارة الداخلية العراقية. وكذلك العمل لتحقيق الحكم الذاتي في اقليم كوردستان على أسس إدارية معاصرة تحفظ لشعبنا وجوده وتحقق شراكته السياسية في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
كما وندعو إلى تعديل قانون الانتخابات، بحيث يحفظ إرادة المكونات القومية في انتخاب ممثليها في السلطة التشريعية، عبر حصر التصويت لمقاعد الكوتا بهذه المكونات، وأبعاد مقاعدها عن الوصاية السياسية والاستحواذ على تمثيلها النيابي عبر شخصيات تفتقر إلى التأييد الشعبي وتمثل القوى السياسية التي أوصلتها إلى قبة المجلس النيابي.
وفي الشأن الداخلي، فقد أمنت حركتنا بالنهج الديمقراطي والتجديد والتغيير عبر الممارسة الديمقراطية في المحطات التنظيمية، وهذا ما تجسد خلال مختلف المراحل النضالية الماضية وفي المستقبل أيضاً، كما وقد انجزت حركتنا مهمة كبيرة وانهت ملف نازف لمدة اكثر من عقد، واستطاعت توحيد الصف التنظيمي، وتوجت بعقد المؤتمر الحادي عشر، الذي وحد حركتنا على أسسها الفكرية وبالممارسة التنظيمية الديمقراطية، وهي الخطوة المقدرة والمثمنة عالياً من لدن جماهير شعبنا ورفاق حركتنا في القيادة والقواعد.
وعلى الصعيد القومي، سعت حركتنا بجدية، لخلق الأرضية المناسبة للعمل القومي المشترك، وصياغة رؤية قومية وطنية مع بقية أحزاب شعبنا، بهدف توحيد المواقف السياسية تجاه قضايا شعبنا وحقوقه، وتوحيد المطالب على الصعيدين الوطني والإقليم، وهو الأمر الذي تحقق اليوم، وما نزال مستمرين في في رص الصف وتوحيد الموقف بصورة اشمل ليضم كل القوى السياسية والمجتمعية لتحمل المسؤولية تجاه المخاطر والمهددات للوجود القومي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
في هذه المناسبة المجيدة، نحي مؤسساتنا الطلابية والشبابية المقدامة، ودورها الطليعي في دعم ومساندة النضال القومي وانخراطها في صفوفه، وهذا دليل على قدرتها في تحمل المسؤولية القومية والنضالية. وكذلك نقييم عالياً دور المرأة ونضالاتها وتضحياتها التي ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على الوجود القومي لشعبنا واستمرار الاجيال المتلاحقة في النضال، ونحي أيضاً دور المثقفين والكتاب وأصحاب القلم الحر، الذين كرّسوا فكرهم وقلمهم لدعم قضية شعبنا وحقوقه العادلة في الوطن. كما ونقدر دور جاليات شعبنا في دول المهجر، الداعم والمساند للنضال القومي لشعبنا في الوطن، ومساهماتها الكبيرة والمؤثرة في تمكينه لمواجهة التحديات والصعوبات التي عاشها خلال العقود الماضية، وندعوها الى المزيد من الدعم والمساندة، وتنظيم نفسها وامكانياتها الكبيرة وتوظيفها بشكل اكبر للحفاظ على وجودها ودعم شعبنا في الوطن.
وطنياً، نقف اليوم امام متغيرات كبيرة في الظروف الموضوعية، وتغير أنظمة وبروز معادلات سياسية جديدة، ما يؤثر على الداخل الوطني العراقي بصورة كبيرة، لذلك ندعو القوى السياسية الوطنية إلى تحصين الجبهة الداخلية وترك الخلافات القائمة على المصالح والمكتسبات السياسية، وتقوية الدولة وقرارها الوطني، والابتعاد عن سياسة المحاور والدخول في صراعات ليس للوطن فيها مصلحة، وصيانة القرار الوطني السيادي، وحل القوى المسلحة والمليشيات الموازية للدولة وتصادر قرارها السياسي، وتجر البلاد إلى صراعات بالوكالة.
كما ونؤشر الضعف الذي يعتري العملية السياسية، التي ابتعدت عن تطلعات الشعب العراقي وطموحاته في بناء وطن حر قادر سيد نفسه، يسوده دستور مدني يقر حقوق جميع مكونات الشعب العراقي على قدم المساواة، ونظام ديمقراطي يقر الشراكة السياسية الحقة ويصون الإرادة الحرة للشعب عبر انتخابات نزيهة في ظل قانون انتخابي عادل، لأن ما يجري الأن هي ديمقراطية الأغلبيات الطائفية والقومية، تصادر فيها إرادة بقية المكونات الوطنية الأخرى، وهذا ما انتج نظام سياسي ضعيف متصارع لم يستطع تلبية طموحات الشعب وعجز عن تطوير الوطن وتقديم الخدمات الأساسية للمواطن.
لقد أفسدت مغانم السلطة ومكاسبها والمصالح الشخصية والطائفية والمناطقية، المقومات الوطنية للعملية السياسية وحادت بها عن مسارها الحقيقي، ونتيجة ذلك عمت حالة من الفوضى السياسية تداخلت فيها اجندات دولية واقليمية تناغمت معها مصالح داخلية تدفع باتجاه اللادولة بمفهومها الوطني وبالتالي الفشل في تحقيق التنمية والتطور وتفشي الفساد والبطالة وغياب الخدمات وفرص العيش الكريم، ما أدى إلى تعميق وتوسيع الهوة بين القوى السياسية الحاكمة وبين المواطن، ما ينذر بهبة جماهيرية شعبية ترفض الظلم والفساد.
وفي اقليم كوردستان فإننا نترقب تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي تأخر تشكيلها لأكثر من ستة اشهر، وهو دليل على تغليب المصالح الحزبية على المصالح العامة، وإننا ندعو إلى الإسراع في تشكيلها، على اسس الشراكة الوطنية، وليس على اساس المصالح الحزبية الضيقة، وإشراك شعبنا في مفاصلها استناداً إلى حقه القومي، وعدم اختزال مشاركته بعناصر منتمية إلى الاحزاب المتنفذة، وتفتقد الامتداد المجتمعي، وهذا سيعكس الصورة النمطية التي دأبت عليها خلال الفترات الماضية، وهو الأمر المرفوض جماهيريا. وفي الجانب الاخر ورغم الأمن والاستقرار فإن الواقع المعاشي متدهور إلى حد كبير، وما يزال الفساد الاداري والمالي مستمر رغم محاولات الحكومة محاربتهما والقضاء عليهما. كما ونؤشر تنامي خطاب الكراهية، دينياً وقومياً، وهذا الأمر يؤكد مخاوف مجتمعية، لابد من الوقوف عندها والعمل على معالجتها، من خلال التوعية وإعداد مناهج دراسية تعرف بالقوميات والأديان والطوائف في الاقليم، وتقيم تضحياتها ومساهمتها في بناءه وتطويره، فإن ما حدث من استهداف إرهابي لمسيرة الاول من نيسان راس السنة البابلية الاشورية لم يأتي من فراغ.
إن عموم الشعب ما زال ينتظر من حكومة الاقليم، الجدية في المعالجات ومواجهة آفة الفساد والاستحواذ والاحتكار الاقتصادي وتدني المستوى المعاشي وفقدان فرص العمل. كما ونؤكد على ملف التجاوزات على قرى وأراضي شعبنا في اربيل – عنكاوا، ومناطق اخرى، وقرى محافظة دهوك، الذي مضت عليه عقود دون ان نلتمس الإرادة السياسية الحقيقية في التعاطي معه، وأيجاد الحلول المناسبة له والتي تعيد الحق لاصحابه.
نؤكد مطالباتنا بمعالجة كل الملفات العالقة سواء ما يتعلق بالارض وحق أصحابها ومنع التغيير الديموغرافي في سهل نينوى، وبالشراكة السياسية وحق شعبنا في التمثيل العادل والحقيقي، وتمكين شعبنا من ممارسة حقه القومي على ارضه التاريخية.
وفي الختام نهنئ مرة اخرى شعبنا ومؤازري حركتنا وعضواتها وأعضائها، ونقدم لهم اجمل التبريكات لمناسبة الذكرى ٤٦ للتأسيس، فاننا نعاهدهم بالمضي قدماً على النهج الذي عمده الشهداء الخالدون بدمائهم الزكية حتى تحقيق الأهداف العادلة والمشروعة.
المجد والخلود لشهداء شعبنا وحركتنا وشهداء الحرية في كل مكان
النصر لقضيتنا العادلة
بغداد ١١ نيسان ٢٠٢٥
المكتب السياسي
الحركة الديمقراطية الآشورية – زوعا