زوعا اورغ – كتابة / بهنام شمني
في الوقت الذي تتداول فيه الاخبار عن مستقبل مجهول للمسيحيين في العراق، بل ذهب البعض من المحللين والمهتمين بالشأن المسيحي الى ابعد من ذلك بكثير، بوصف حالة انحسار حضورهم في المجتمع الى بداية النهاية لوجود المسيحية في العراق . طبعا كل ذلك نقلا عن تصريحات لمسؤولين كنسيين وسياسيين وفق قراءاتهم للمشهد المسيحي في العراق عموما وفي الموصل وسهل نينوى بالتحديد بالاستناد على الارقام المخيفة لاعداد المسيحيين الذين هاجروا وتركوا البلاد خاصة بعد سيطرة داعش على مناطقهم، وعدم اطمئنان ما تبقى منهم على مستقبلهم في هذه الارض التي يتحدث تاريخها بانهم سكانها الاصليين.
وسط هذا المشهد السوداوي، برطلة وهي احدى بلدات سهل نينوى تقدم صورة اخرى مغايرة تماما لما هو متداول وقد سبقتها في ذلك بغديدا / قره قوش ايضا. حيث احتفلت برطلي صباح الجمعة ٣ أيار الجاري كاهن جديد لكنيسة مريم العذراء في البلدة المسيحية. وسط مشاركة واسعة من اصحاب النيافة والسيادة المطارنة مار غريغوريوس صليبا شمعون ومار طيمثاوس موسى الشماني ومار نيقوديموس داود شرف من السريان الارثوذكس، ومار يوحنا بطرس موشي ومار برنابا يوسف عبّا ومار اثناسيوس متي متوكا من السريان الكاثوليك، ومار ابرس يوخنا من كنيسة المشرق الاشورية، ومار ميخائيل نجيب من الكنيسة الكلدانية وجمع كبير من الاباء الكهنة رعاة كنائس سهل نينوى والموصل من جميع الكنائس.
وبحضور لافت للفعاليات السياسية والامنية والمدنية والاجتماعية يتقدمهم اللواء نجم عبدالله الجبوري قائد عمليات نينوى، وداود بابا عضو مجلس محافظة نينوى فضلا عن جمهور كبير غصت بهم الكنيسة وفنائها الذي صفق طويلا لهذا الحدث المتميز في حين عزفت فرقة الكشاف السرياني معزوفات اضافت للمناسبة بهجة وسرور.
وكان قد احتفل صاحبا النيافة مار طيمثاوس موسى الشماني مطران ابرشية دير مار متى ومار نيقوديموس داود شرف مطران الموصل وكركوك واقليم كوردستان للسريان الارثوذكس بالقداس الالهي في كنيسة مارت شموني في برطلي الذي تم خلاله ترقية الشماس الانجيلي ساهر (افرام) الخوري قرياقوس الى رتبة الكهنوت، بعد ان تم تلاوة العطف البطريركي بمنح بركة قداسة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية والاذن برسامته كاهنا.
لتجري بعدها المراسيم الطقسية السريانية وفقا للتقليد الرسولي بوضع يد الاساقفة على المرتسم بعد قراءة الوصايا عليه ثم رسمه لاشارة الصليب كعهد لقبوله بها. بعدها القى الكاهن المرتسم افرام الخوري قرياقوس كلمة بالمناسبة، استهلها بالاية الكريمة (ولا يأخذ هذه الكرامة بنفسه بل المدعو من الله) مذكرا في كلمته بواجبات الكاهن ومسؤوليته الكبيرة قائلا بان الكاهن يعني الخادم وواصفا هذه الخدمة بالوزنة المقدسة.
واضاف ان الكاهن هو وسيط بين الله والناس بسيرته الحسنة وارشاده لرعيته في سلوك الطريق الصحيح نحو الملكوت.
مشيرا الى ان سر الكهنوت هو تاج الاسرار ومن غيره لا يمكن للكنيسة ان تستمر.
ومفتخرا بانتمائه الى برطلي التي اعطت الكثير من الخدام للكنيسة في جميع انحاء العالم . واختتم كلمته بتقديم ايات الشكر لكل من وقف معه على الصعيد الكنسي والعائلي والى من رافقه في مشواره منذ اختياره للدخول في هذه الخدمة من مرشدين ومعلمين وغيرهم. بعد القداس انتقل الاب افرام الى قاعة فينيسيا ليتقبل التهاني من الحضور.