زوعا اورغ/ وكالات
جلال خرمش خلف، نازح من قضاء سنجار (شمال غرب محافظة نينوى)، لم يستطيع ادلاء بصوته في محطة الاقتراع في مخيم مام راشان في محافظة دهوك بانتخابات اختيار أعضاء مجلس النواب العراقي.
خلف يقول انه لم يستطع ادلاء صوته على الرغم من محاولته التي امتدت لثلاث ساعات، حيث لم يسمح له بالاقتراع بحجة اسمه موجود في محطة أخرى موضوعة في قضاء الشيخان (شمال محافظة نينوى).
وأضاف ان مخيم مام راشان يسكنه ما يقارب أربعة الاف نسمة، استطاع فقط ما يقارب الاف من المشاركة في الانتخابات، والبقية لم يسمح لهم بالمشاركة بحجة عدم تواجد أسماءهم في المحطة.
وأشار إلى ان القائمين على محطة الاقتراع طلبوا ممن لم توجد اسماءهم إلى الذهاب لمخيمات وبلدات أخرى، مما حرم عدد كبير منهم من المشاركة في الانتخابات.
ولفت خلف ان اغلب النازحين لا يملكون سيارات خاصة بهم، ولا القدرة المالية للذهاب إلى المناطق الأخرى بهدف المشاركة في الانتخابات.
وسط تشديد امني لم يتخلله اي خروقات، فتحت المراكز الانتخابية ابوابها امام الناخبين للأدلاء بأصواتهم منذ ساعات الصباح الاولى في يوم السبت 12 أيار 2018، لكن سرعان ما طفت على السطح العديد من المعوقات التي اثرت بشكل كبير على نسبة المصوتين وخصوصا النازحين وعلى الاقبال للأدلاء بأصواتهم في مناطق سهل نينوى.
الناشط المدني من اهالي سنجار سفيان وعد مندو وصف الانتخابات في اغلب المخيمات النازحين الايزيديين عبارة عن “فوضى ومهزلة”.
اكد وجود “ضغوطات على النازحين من قبل اشخاص يتبعون جهة سياسية وصلت حد التهديد بقطع ارزاقهم”.
واتهم مندو جهات لم يسميها بتعمد “نقل بيانات النازحين من المخيمات الى مناطق اخرى لغرض اجبارهم على التصويت المشروط ليتسنى لهم التلاعب بالنتيجة”.
التصويت المشروط، قسم الاكبر من النازحين يشملهم هذا النوع من التصويت، وذلك بسبب فقدانهم للمستمسكاتهم الثبوتية والبطاقة الكترونية القديمة، ويجب عليهم جلب مستمسك رسمي يحتوي على صورهم في يوم التصويت، وبعد ذلك يقوم موظفي المفوضية بملئ استمارة خاصة بهم ويمكنهم التصويت واختيار ممثلهم لمجلس النواب.
وبهذا الشان تحدث النازح خلف الياس من سكنة مخيم الشيخان من اهالي قضاء سنجار لقد “مضى علينا اكثر من شهر ونحن نطالب الجهات المعنية في ايجاد حل لموضوع بطاقة الناخب الالكترونية، كوننا لا نستطيع الذهاب الى سنجار، واغلبنا لا يملك اجرة النقل”.
وأضاف ان “نسبة كبيرة جدا من النازحين من اهالي سنجار لا يملكون بطاقة الناخب، ولهذا السبب لم اذهب للمشاركة في الانتخابات رغم توفر فرصة التصويت المشروط من خلال الهوية الشخصية ولكني غير مقتنع بهذه الطريقة كون هناك فرص للتلاعب بأصواتنا”.
ولا يقتصر المعوقات امام النازحين على ظهور اسماءهم على مسافة بعيدة عن مخيماتهم، فتعطل بعض الاجهزة المستخدمة في العملية الانتخابية عرقل ايضا عملية اقتراعهم.
وقال مراقب كيان سياسي في ناحية بعشيقة (شمال محافظة نينوى) شاهين خضر لـ(كركوك ناو): لقد “تفاجئنا منذ الصباح بعطل احد أجهزة قراءة البصمة في المحطة (2) وهذا ما تسبب في عرقلة عملية الاقتراع لدى الناخبين وقد ابلغنا مدير المحطة ومدير المركز بهذا الخصوص، وبعد فترة قصيرة اضطرت ادارة المحطة الى تفعيل الجهاز يدوياً”.
وفي نفس المركز، اكد المراقب دليار خيرالله على حدوث عطل في الجهاز المرفق بصندوق الاقتراع بسحب ورقة الناخب أدى إلى تعطيل عملية الاقتراع ومغادرة العديد من الناخبين قبل تشغيله مجددا.
هذه المعوقات الفنية التي عرقلت عملية الاقتراع لم تقتصر على مركز بعشيقة انما امتددت لمحطات التابعة لمراكز اقتراع تابع لناحية القوش وقضاء الشيخان والقرى التابعة لها (شمال محافظة نينوى) وكذلك في مخيمات النازحين بمحافظة دهوك.
واغلب النازحين في مخيمات سهل نينوى هم من الايزيديين الذي تركوا منازلهم عندما هاجمهم تنظيم الدولة “داعش” على مناطق سهل نينوى في منتصف 2014، وعلى الرغم من استعادة تلك المناطق الا ان اغلب النازحين من قضاء سنجار لم يعودوا نتيجة عدم استقرار مناطقهم امنيا.
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات توكد ان سبب عدم وجود أسماء الناخبين في سجلات الناخبين كان بسبب تحديثهم بطاقاتهم خارج مناطقهم قبل عودتهم الى ديارهم.
خلدون سالم من مكتب مفوضية الانتخابات في محافظة نينوى قال لـ(كركوك ناو): ان “عملية الاقتراع بشكل عام كانت جيدة ولم تشهد اي خروقات من الناحية الفنية او الإدارية”.
وحول تعطل الأجهزة وصفها نسبتها بـ”قليلة” وعزاها لسببين الاول فني والثاني سوء الاستخدام.
وحول افتقار سجلات الناخبين لبعض أسماء سكان سهل نينوى بالأخص الذين قد حدثوا بطاقاتهم خارج مناطقهم، قال خلدون انه “تم فتح مراكز اقتراع النزوح الخارجي داخل محافظات اقليم كوردستان ومناطق سهل نينوى، ليمكن الناخبين في جميع المناطق بالادلاء بأصواتهم”.
وأضاف ان اغلب الذين لم يجدوا اسمائهم في سجلات الناخبين كان بسبب تحديثهم بطاقاتهم خارج مناطقهم قبل عودتهم الى ديارهم.
وفيما يتعلق بالخروقات، اكد خلدون عن تلقي المفوضية شكاوى عديدة لم يعددها، لكنها “كانت ضئيلة جدا ولا تقارن مع الدورات الانتخابية السابقة” على حد وصفه.
وعاد جلال خرمش خلف إلى خيمته بعدما كان يمنى النفس بانتخاب مرشحين يستطيعون تحقيق حلمه وهو العودة إلى داره وانهاء معاناة النزوح.