زوعا اورغ/ وكالات
في مسعى منه للضغط عليهم وارغامهم على التصويت لصالحه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، يقوم الحزب الديمقراطي الكردستاني بمنع عودة النازحين عن محافظة الموصل وسهل نينوى وقضاء سنجار الى مناطق سكناهم الاصلية.
واكد نشطاء مدنيون وشخصيات سياسية ووجهاء من اهالي الموصل وقضاء سنجار، ان الحزب الديمقراطي يمنع النازحين عن محافظة الموصل الذين يعيشون في مخيمات بدائية على أطراف محافظتي اربيل ودهوك من العودة الى مناطق سكنهم السابقة، برغم استباب الامن والاستقرار فيها بعد طرد داعش منها، وقام بقطع الطرق الرئيسة بين محافظة دهوك وقضاء سنجار ومدينة الموصل، من جهة وبين مدينة اربيل ومحافظة الموصل وكركوك من جهة اخرى.
ويؤكد دلدار زاخويي وهو نائب مسؤول مركز تنظميات دهوك في الاتحاد الوطني الكردستاني، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني، يمنع عودة الموصليين الذين لجأوا الى محافظتي دهوك واربيل بعد احتلال داعش محافظتهم، في مسعى منه للحصول على اصواتهم لصالح مرشحيه او الضغط عليهم ومنعهم من التصويت لقوائم منافسة له في الانتخابات المقبلة.
واضاف زاخويي في تصريح، ان الحزب الديمقراطي اقام العديد من نقاط التفتيش على الطرق الرئيسة، بين الخازر وسنجار والطرق الاخرى التي تربط محافظتي دهوك واربيل بمحافظة الموصل، التي تقوم بدورها باعتراض عودة النازحين عن محافظة الموصل من العودة الى مناطقهم، وفقا لما نص عليه قانون الانتخابات الجديد الذي صادق عليه مجلس النواب مؤخرا، والذي ينص على ضرورة ان تعمل الحكومة على ضمان عودة النازحين الى مناطق سكنهم الاصلية وتسهيل مشاركتهم في الانتخابات المقبلة.
يشار الى ان اكثر من مليوني مواطن نزحوا عن محافظة الموصل، الى محافظتي اربيل ودهوك، بعد احتلال تنظيم داعش الارهابي، مناطقهم عام 2014، وما زال قرابة 800 الف منهم يقيمون في مخيمات، اقامتها منظمات دولية ومحلية خارج محافظتي اربيل ودهوك، وفقا لاحدث الاحصاءات الرسمية.
وتابع زاخويي ان منع الحزب الديمقراطي عودة النازحين الى مدينة الموصل عبر الطرق الرئيسة، دفع ببعض العائلات التي ترغب بالعودة الى ان تسلك طرقاً غير رسمية (القجق)، نظرا لاغلاق الحزب الديمقراطي اغلب الطرق الرئيسية، في مسعى منه لضمان بقائهم في مخيمات النازحين، واردف قائلاً «وهذا ما يضع المفوضية امام الامر الواقع ويقسرها على وضع صناديق اقتراع خاصة بهم داخل تلك المخيمات، ليقوم الحزب الديمقراطي بدوره في استغلال ذلك عبر الضغط عليهم لصالحه، او ان يقوم بتغيير نتائج الاقتراع».
بدوره قال الناشط المدني ناصر كريت ناصر وهو من ابناء المكون الإيزيدي في قضاء سنجار بمحافظة الموصل في تصريح للصباح الجديد، ان الحزب الديمقراطي يضغط بشتى السبل والوسائل السياسية والامنية والخدمية المتاحة على ابناء المكون الإيزيدي للحصول على اصواتهم لصالح مرشحيه في الانتخابات المقبلة، معتبرا المرشحين من ابناء الطائفة داخل قائمة الحزب الديمقراطي مندسين ولا يمثلون المكون الإيزيدي، بقدر ما يمثلون سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني، مبيناً ان الحزب الديمقراطي يحاول بذلك تفويت الفرصة على الإيزيدين من الحصول على استحقاقهم من المقاعد في الانتخابات المقبلة، كما فعل في الانتخابات السابقة، والاظهار بان ابناء هذا المكون لا فرصة لهم في الحصول على استحقاقهم سوى عن طريق الحزب الديمقراطي.
واكد ان موافقة المفوضية على اجراء الانتخابات للنازحين داخل المخيمات التي تقع تحت سيطرة الحزب الديمقراطي في محافظتي اربيل ودهوك، سيمنحه فرصة للضغط عليهم للتصويت لصالح مرشحيه.
واكد كريت ضرورة، ان تلتزم الحكومة الاتحادية والمفوضية والبرلمان بعدم المساومة السياسية، وتطبيق قانون الانتخابات الجديد الذي ينص على ضرورة عودة النازحين والتصويت في مناطق سكنهم الاصلية.
واضاف ان الحزب الديمقراطي قام بقطع الطرق الرئيسة بين قضاء سنجار ومحافظة دهوك وسحب الدوائر والمؤسسات الخدمية من قضاء سنجار، بعد دخول القوات العراقية اليه وتحريره من داعش، وهو ما قال «انه يمثل عائقا امام عودة النازحين الذين يرغب اغلبهم العودة الى مناطقهم بعد عودة الخدمات واستباب الامن والاستقرار فيها».
وبينما دعا كريت بتأمين حماية دولية ونوع من الفدرالية لابناء الطائفة الإيزيدية، اكد ان حكومة الاقليم المتمثلة بالحزب الديمقراطي لن تتمكن من التجاوب مع مطالب الإيزديين، وانما هناك تفهما اكبر من قبل الحكومة الاتحادية لمشاكلهم، مشيرا الى ان الصراعات والمشكلات بين الاقليم والحكومة الاتحادية فرقت الإيزيديين وشتتهم الى فرق وجماعات مختلفة.