د. حسن الزيدي
اولاً- الانسان (المرأة والرجل) يلد نتيجة صدفة بايولوجية من جماع جنسي بين ذكر وأنثى وليس المهم الخوض في جدل غير مثمر لنعرف من سبق البيضة ام الدجاجة ؟ لأنه خارج تخصصي ولأن هذا السؤال يشمل كل الكائنات الحية.
يحى الانسان بأعمار متباينة حسب ظروفه الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية، ومثلما يلد دون ارادته يموت رغماً عنه مهما كان قوياً وطال عمره كما يشيرالملك الاديب كلكامش في ملحمته.
كما ان الانسان من الكائنات الحية الاكثر كمالاً في التكوين الجسدي ونضوجاً واستعمالاً للعقل ومتساوي ومتشابه في تكوينه الفسيولوجي بنسبة 99,9% مع أي انسان آخر مع اختلافات في الالوان والأحجام وألالسن ( اللغات) والمعتقدات.
وحسب تقديرات علماء البايولوجيا والكيمياء والآثار والتاريخ والجغرافية فقد اقترب عمر الانسان من خمسة مليارات عام. وظهر حسب افتراضاتهم في قارة افريقيا التي كانت ولا زالت اكثر القارات حرارة ودفئًا واعتدالاً في مناخاتها وانوائها الجوية التي تناسب عيش الانسان الذي تنقل وانتشر(هاجر) في ارجائها بحثاً عن الماء والخضرة والأمن، لان الإنسان ابن الارض وابن البيئة.
2- تلون جسد الانسان وشعر رأسه وزرقة عيناه بلون بيئته التي جعلت منه شديد السواد واقل سواداً واسمراً وابيضاً وشديد البياض وطويلاً جداً وقصيراً جداً وسميناً ونحيفاً وجميلاً وقبيحاً.. الخ .لأسباب وراثية وحسب درجة اشعة الشمس فوق البنفسجية.
3- الانسان وطبقاً لظروفه ابتدع و(صنع اللغات) طبقاً لانتشاره وتمدده الجغرافي والزمني . فقد ظهرت في التاريخ البشري الطويل جدا ألاف اللغات منها (7250 لغة مستعملة حتى الان) ومنها (2250) لغة ولهجة في افريقيا و2000 في أسيا و 2380 في دول اميركا الجنوبية و 1065 في دول اميركا الشمالية و 300 في قارة اوربا مع 2500 لغة محدودة في عدد الناطقين بها ومعظمها في طريقها للتلاشي. كما ان بعض اللغات فقيرة في مفرداتها وأخرى غنية. فاللغة (الروتوكاسية) التي تتكلم بها قبائل وشعوب (بابوا غينيا الجديدة) فيها 12حرفاً فقط بينما أكثراللغات حروفاً هي (اللغة الكمبودية) التي فيها 72 حرفا. كما توجد لغات شفهية وصوتية وبالإشارات. وبعض اللغات صعبة التعلم مثل الصينية وأخرى سهلة مثل الانكليزية. كما ان اللغات الاكثر انتشاراً حاليا هي الانكليزية يتكلم بها 1.5مليار والصينية 1مليار والسنسكريتية 650 مليوناً والاسبانية 550 مليوناً والعربية 450 مليونا والبنغالية 300 مليونا والروسية 270 مليونا والفرنسية 260 مليونا والبرتغالية 250 مليوناً والاندونيسية 200 مليوناً والأوردو 180مليوناً والألمانية 150 مليوناً.
4- الانسان اجبرته ظروفه لان يتعلم ويخترع ويصنع ويطور(ادوات ومعدات والآت ) متعددة لأنشطته المتعددة ومنها ادوات الصيد والسباحة وأدوات الدفاع عن النفس وأدوات الحرث (المنجل والمحراث والنير) للزراعة وحفر السواقي والترع وتدجين الحيوانات الاليفة النافعة.
5- الانسان شكل بيوتاً ومجاميع صغيرة على شكل (حارات) حول منابع المياه وتوسعت وكونت (مدناً اوسع) صارت تتطلب (خدمات متنوعة) من عاملين ومقاتلين، وبرز بينهم من هو اقواهم جسدياً وأكثرهم مالاً وأبناء أو فطنة وذكاء، فصار يهيمن قويهم على ضعيفهم وهكذا ظهرت (دول المدن اومدن الدول) وكذلك (الامم) التي صار لها خصوصياتها الجغرافية والاجتماعية واللغوية والروحية تتكلم لساناً واحداً أو متقارباً للتفاهم. منها، على سبيل المثال مدن بلاد سومر وأشور وبابل والسلالات الفرعونية في الشمال والجنوب والمدن الفارسية واليونانية.
6- الانسان خلق لنفسه وطبقاً لمستويات تفكيره (معتقدات روحية وأرباباً عديدة ) لأنه لا يزال وسيبقى يشعر بالضعف والعجز امام (الطبيعة الجبارة والعظيمة بنهاراتها ولياليها وحرها وبردها ورعدها وبرقها وجفافها وفيضاناتها وجبالها ووديانها وصحاريها وبحورها ومحيطاتها ) وحيواناتها وطيورها ونباتاتها واثمارها الطبيعية اللامحدودة الانواع والاعداد. لذلك هو يعتقد بان هناك (قوى خارقة اقوى منه بكثير) تحييه وتميته وتساعده على العيش وتفقره وتغنيه وتسيده وتستعبده فخلق لنفسه (الهة وأرباباً) ووضع لها اسماءًا مختلفة منها (الهة الرعد والبرق والنجم والقمروالشمس والنار وغيرها ) والهة من الحيوانات (الافعى والبقرة والطاووس) وفروج النساء اضافة الى (رموزاً صنمية) وغيرها مما يسمى (الميثولوجيات أوعلوم الاساطير والاديان الشعبية) التي هي تصورات روحية وقصص وأمثلة وروايات اقتنع بها الانسان واقنع نفسه بها منذ ملايين السنين والتي لا يزال بعضها شائعا حيثما ينتشر الجهل والأمية والبطالة. حتى الان يوجد اكثرمن 25 نوعاً من الديانات المعاصرة اهمها ليس حسب قدمها بل حسب اعدادها وطبيعتها وهي:
ـ ديانات (قبلية) وديانات تبشيرية مارست الغزوات والفتوحات والاستعمار. وهي حسب تقديرات غير دقيقة من اعداد البشرالذين يؤمنون بها وعددهم الان حوالي 8 مليارات. كما يلي.
28% الديانة المسيحية بأناجيلها الاربعة (متي ومرقس ولوقا ويوحنا) ومذاهبها الارثوذوكس والكاثوليك والأقباط والبروتستانت والكنيسة الانكليزية وإتباع جوفا واليسوعيين والسبتيين وغيرهم من ديانة تبشيرية.
25% الديانة الاسلامية (بكتاب القرأن) بكل مذاهبها بما فيها السنية والشيعية والدرزية والإسماعيلية والعلوية والفاطمية وغيرهم.
15% الديانة الهندوسية (البراهمية) كتابها (الفيدا) ديانة غير تبشيرية في الهند والنيبال.
10% الديانة الكونفوشوسية في الصين التي فيها نسبة كبيرة من الملحدين.
10% ديانة البودية نسبة الى (بودا غوتاما). في فيتنام وكمبوديا ولاوس ومنغوليا وكوريا وهي دول فيها كثيرمن العلمانيين والملحدين.
7% السيخ في الهند.
2% الطاويون والشنتو في اليابان.
1% الديانة اليهودية الشرقية والغربية وكتاباهما (التوراة المكتوب) و(التلمود) معتقدات شفهية.
3% الصابئة في العراق كتابهم (كنزة ربا) اغلبهم هاجروا من العراق.
2% الديانة اليزيدية في العراق كتاباهما (الجلوة ومصحف رش ) تعرضوا لعشرات الاضطهادات ولا يزالون.
1% الديانة المجوسية الزرادشتية ( الافستا او الابستاق).
%001 الديانة البهائية في ايران والهندواسرائيل والولايات المتحدة وغيرها.
1% ديانات روحانية في افريقيا واميركا.
7- الانسان ادرك بأنه لا تقوم الدول بدون (ارض محددة نسبياً) و(شعب فيه اكثرية تتكلم لغة مشتركة) و(سلطات ) لها شرعية أو فرضت نفسها بالقوة لتشرف على الامن الداخلي والخارجي( الحدود) وهي مهمة الجيوش عادة. ومهمات العمل والصحة والتعليم والخدمات وغيرها وهذا يتطلب (بشراً ونفقات عينية ومالية) لان السلطات هي في الغالب خدمية وليست مصانع ومعامل ومزارع أو شركات انتاج. لذلك تظهر الحاجة لان يقوم الفلاحون والحرفيون والصناعيون والتجار (بدفع مبالغ عينية ونقدية محددة) للسلطات الرسمية لكي تقوم بحفظ الامن الداخلي والخارجي وبقية الخدمات. أي توجد (مصالح واهداف مشتركة ومتبادلة) بين (الناس أوالشعب) وبين من يمثله من السلطات المحلية والمركزية ليقوم كل منهم بما يتطلب منه فعله وتسمى هذه العلاقات بأسماء مختلفة منها (العقد الاجتماعي ) كما سماه الفيلسوف الفرنسي (جان جاك روسو) وتسمى (التفاهم أوالاتفاق أوالتعايش أوالميثاق الوطني). أي توجد معادلة ومقاربة بين (الحقوق والواجبات) التي لا يجب ان تطغى احدهما على الاخرى بل يفضل ان يحصل توازناً بينهما يقوم على العدل والإنصاف وبعكسه سوف يحصل ما يسمى الظلم والاستبداد من السلطات المركزية ضد الرعية والشعب.
8- في خلال التاريخ الطويل جدا لعمرالانسان الذي خلق انماطاً من (لانظمة والكيانات السياسية) منها
ـ انظمة قبلية منها في اليمن وفي بعض دول افريقيا وأميركا والبحر الكاريبي.
– انظمة امبراطورية في بلاد الرافدين حتى 539 ق.م وامبراطورية ايطاليا حتى سقوط روما عام 476 م وامبراطورية بيزنطا بين 395/1453 و الإمبراطورية الرومانية الجرمانية بين 800/1806 وامبراطورية الصين حتى عام 1912 والامبراطورية اليابانية حتى الان.
– انظمة فرعونية في مصرالقديمة (الفرعونية).
– انظمة كسروية في بلاد فارس حتى عام 650م (ايران الحالية).
– انظمة خلافة وإمامة وإمارة وسلطنة ومشيخة في الدول الاسلامية. منها سلطنة عمان وسلطنة بروناي وإمارة الكويت وإمارة قطرومشايخ ال مهيان في الامارات.
– انظمة جمهورية ظهرت لأول في روما والبندقية وفلورنسا وفي عام 1776في الولايات المتحدة وفي فرنسا عام 1789 وفي دول اميركا الجنوبية وفي روسيا عام 1917 وفي تركيا عام 1923.
– انظمة ملكية دستورية مثل المملكة المتحدة البريطانية.مملكة اسبانيا .مملكة هولندا. مملكة بلجيكا. مملكة السويد.مملكة النرويج.مملكة الدانمرك.
ـ انظمة شيوعية مركزيه ذات حزب واحد منها الصين الشعبية وكوريا الشمالية ومنغوليا ولاوس وكمبوديا وكوبا.
ـ انظمة فدرالية.. سويسرا.المكسيك .البرازيل .الارجنتين.استراليا. النمسا.كندا.الحبشة (اثيوبيا).البوسنة.والهرسك.جزرالقمر.الهند.المانيا.نيجيريا. باكستان.ماليزيا.فنزويلا.الصومال.
ـ انظمة اتحادية منها الولايات المتحدة الاميركية والبرازيل وكندا والهند وماليزيا والمانيا وروسيا منذ عام 1991والامارات العربية المتحدة والنظام العراقي الحالي منذ عام 2004.
ـ انظمة برلمانية تكون فيها صلاحيات الملك والرئيس محدودة لصالح السلطة التنفيذية التي تكون بيد حزب الاغلبية أوالاحزاب المتحالفة والمتآلفة.
ـ انظمة دينية (تيوقراطية) .الفاتيكان .السعودية. ايران. دولة اسرائيل وأفغانستان.
ثانيا- ألحرية .. لماذا هي عامل مهم جدا في حياة الانسان؟
1ـ من هذا الاستعراض المختزل والمبتسرلمسيرة الانسان على مرالازمنة والعصور والدهوروالقرون والعهود والحقب، تمكن ان يبتدع ويخلق ويصنع ويطور ويرسم ويصورمختلف انواع الاعمال والأنشطة والفعاليات والمعارف والعلوم والفنون والأنظمة والأفكارالاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتي منها (فكرة الحرية وجمعها حريات) التي ليس المقصود منها الانفلات والعبث والفوضى واللامسؤولية بل هي محددة بمحددات عرفية اجتماعية وأخلاقية وقانونية لأنها تهدف لتوفير وضمان مجال اوسع وفسحة ومساحة ممكنة للإنسان لكي ( يفكربحرية حول كل المواضيع والأفكاروالمعتقدات بدون استثناء).
2ـ للحرية عدة معاني منها:
1/2- (الحريات الخاصة) التي منها حق الانسان (المرأة والرجل) في الحياة والعيش والتداوي والتعلم والعمل. وحقه عندما يبلغ سن الرشد الطبيعي أي الجنسي بين التاسعة والثانية عشرة ان يبدل (اسمه الذي اختاره له اهله) وعندما يبلغ (سن الرشد القانوني) الذي تحدده الدول لاعتبارات متعددة بين 14-25عاما فيكون من حقه ان يختاربحريته عمله ولغته التي ورثها من والديه أو احدهما ومن حقه ان يغير دينه الذي ورثه من والديه أواحدهما. كما له (حرية العيش) في المكان الذي يختاره والمهنة والحرفة والصنعة والعمل الذي يختاره ونوع التعليم والمعرفة وله حرية ممارسة أي نشاط رياضي أوفني أواجتماعي في جمعيات ونوادي واتحادات ومنظمات ومنتديات وأحزاب سياسية التي هي ليست بدعة معاصرة بل ظاهرة انسانية حضارية لأنها تعني العمل على تقارب وتناسق وتجانس الافكاروالآراء والاجتهادات والتصورات لاكبر اعداد من الناس حول موضوع ومواضيع محددة وهوما يسمى ( الرأي العام).
2/2- الانسان ادرك اهمية (الحريات العامة) التي يشترك بها اكبرعدد من الناس في مدينته أو دولته وتعني حق الانسان المشاركة في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية في كل مؤسسات الدولة بلا استثناء بغض النظرعن جنسه (انثى أو ذكر) وقوميته (عنصره) ودينه ومذهبه ومعتقده السياسي.
3/2- الانسان ادرك معنى الحرية السياسية التي يعبرعنها في بعض البلدان بأسم (الديمقراطية ) وهي المشورة والتشاور والاستئناس الملزم وهي احدى مفردات الحرية لأنها تعني المشاركة في الشؤون السياسية (المشاركة في الترشيح والانتخاب في الجمعيات والاتحادات والنقابات والأحزاب والانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية).
4/2- ادرك الانسان بأن مفهوم الحرية يتداخل مع مفاهيم العدالة والحق والمساواة بين الناس امام القوانين الادارية والمالية والسياسية وهي ركائز اساسية لأي نظام سياسي يريد ان يطول عمره عليه ان يؤمن ويطبق قواعد وقيّم ومتطلبات الحريات والعدل بين كل الناس لانها موازية للاغذية وألاطعمة وألادوية والمقومات الروحية لأي نظام في حين يقصرعمر أي مدنية وحضارة تمارس الطغيان والتجبر كما يشير ابن خلدون.
3- ادرك الرجل منذ بداية الخليقة بانه قد يكون له أبوين أب فسيولوجي وأب قانوني، فيما له أم واحدة انجبته وارضعته وترعرع في حضنها فهي الاصل. وان حرمانها من الحريات الخاصة والعامة ومن المشاركة في مختلف الاعمال الزراعية والصناعية والتعليمية والصحية والسياسية يعني انفراد واستبداد وطغيان الرجال ضدها مما يضاعف من مسؤولياتهم وأخطائهم، خاصة وان مساهمة النساء هو إغناء وثراء وطني وهن الامهات والزوجات والخالات والعمات والأخوات والجارات وزميلات العمل والدراسة. وان حرمانهن من التعليم يعني المساهمة في نشر الأمية بين ابنائهن.
4- تبوأت بعض المسلمات وغير المسلمات مناصباً قيادية في دولهن ومنهن.
– السيدة (مكاواتي سوكارنو) رئيسة جمهورية اندونيسيا في اكبردولة ذات غالبية اسلامية.
– السيدة فيوزية عثماني رئيسة جمهورية الكوسوفومنذ عام2021.
– السيدة (تساوين) في الصين الوطنية ( تايوان).
– السيدة كاتالين نوفاك رئيسة جمهورية هنغاريا / المجر.
– السيدة (تانسو تشيلر) رئيسة وزراء في تركيا.
– الشهيدة الدكتورة (مناضير بنت الشهيد علي بوتو) رئيسة وزراء في باكستان.
– السيدتان خالدة ضياء و(حسينة واجد) في بنغلادش.
– الشهيدة انديراغاندي في الهند.
ـ السيدة (انجيلا ميركل) في المانيا.
– السيدة (مارغريت تاتشر) والسيدة (ميري تيريزا ) رئيسة وزراء في بريطانيا.
– السيدة(كولدا مائير) رئيسة وزراء في اسرائيل.
– السيدتان (اديث واليزابيث بورن) رئيسة وزراء في فرنسا.
– السيدة نيكولا ستورجن رئيسة وزراء في اسكتلندا.
– السيدة ايكاتيريني ساكيلارو رئيسة وزراء في اليابان.
– السيدة ماغدالينا اندرسون رئيسة وزراء في السويد.
– السيدة ميتي فريديريكسون رئيسة وزراء في الدانيمارك.
– السيدة سانا ماران رئيسة وزراء في فنلندا.
– السيدة كاترين ياكوبسدوتير رئيسة وزراء في اسلاندا.
– السيدة كايا كالاس رئيس وزراء في استونيا.
– السيدة انغريد سيمونيتي رئيسة وزراء في ليتوانيا.
– السيدة سوزان كابوتوفا رئيسة وزراء في سلوفاكيا.
مما يعني امكانية تسنم النساء العربيات والمسلمات مسؤوليات قيادية في دولهن وهولا يتعارض مع الاديان.
5- الانسان اقتنع بانه لكي يحصل المرء ( المرأة والرجل) على هذه الحريات والحقوق الخاصة والعامة عليه ايضا ان ( يلتزم طوعاً أو كرهاً بواجبات متنوعة مناطقية ووطنية) منها الاخلاص والابداع والاتقان لاقصى حد ممكن في عمله والمساهمة حسب موقعه ودوره في القضايا الوطنية المشتركة منها (دفع الضرائب) التي هي ليست الصدقات ولا التبرعات بل الزكاة التي تحدد بقوانين، لكل الانشطة والفعاليات الانتاجية التي تنتج تراكماً في رأس المال والارباح، اضافة لتأدية خدمة العلم إسوة بالدول الكبرى منها خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا وايران ودولة اسرائيل التي فيها التجنيد اجباري من عمر 18 سنة للنساء والرجال باستثناء رجال الدين والمعاقين.
6- ادرك الانسان بان التقدم الحضاري الزراعي والصناعي والعلمي والعمراني ليس اقداراً ربانية ولا صدفة بل (إرادات بشرية) تتظافر فيها جهود غالبية ابناء المجتمع من النساء والرجال وبدون ذلك لا يحقق الحريات والعدل والمساومة لا صلاتاً ولا صوماً ولا حجة ولا أدعية، بل الذي ينفع هي الزكاة (الضرائب) العادلة توضع في (بيت مال امين ومؤتمن) يسمى وزارة مال واقتصاد وخزينة الدولة.
7- ادرك الانسان بأن (العلمانية لا تعني الالحاد ولا الكفر) بل تعني المنطق والواقع الذي تحدث عنه اخوان الصفا وابن رشد وجمال الدين الافغاني. ويعني فصل الديانات عن الدولية، لان لكل منها وظائفها الروحية والمدنية، ومن الدول التي تطبق العلمانية المملكة المتحدة.ايرلندا الجنوبية.سويسرا.الولايات المتحدة منذ عام 1776 فرنسا منذ عام 1789روسيا بين 1991/1917 تركيا منذ عام 1923 ايطاليا منذ عام 1929 كوبا منذ عام 1959 كوريا الشمالية 1945. فيتنام1975. كمبوديا1975.اضافة الى بلجيكا.هولندا المانيا.النمسا. كندا.السويد استراليا. برازيل .بوليفيا. اورغواي المكسيك. اسبانيا.البرتغال .اثيوبيا.اندونيسيا .اليابان انغولا الشيوعية.
ثالثا- بعض المصادر العربية والفرنسية:
– قانون حمورابي لعام 1754 ق.م وهو اكمل وانضج اربعة قوانين صدرت في بلاد الرافدين يظم 282 مادة شملت انشطة عديدة تحدث عن حقوق العوائل وابنائهم وعن المساكن والمزارع والتجارة والقضاء والعقود والمواثيق والعمل والأجور والجيش وعن العبيد.
– ابراهيم بن تارح ولد في مدينة اورفي حوالي 1900 وتوفي 1800 ق.م عن عمر حوالي 150عاما في مدينة الخليل في فلسطين وزوجته (سارة أم ولده الثاني اسحاق) (وزوجته الثانية هاجر أم ولده الاول اسماعيل) كان من مبتدعي فكرة الاله الواحد ومن بين اوائل المهاجرين السياسيين لأنه دخل في صراع فكري مع الملك السومري نمرود.
– الفرعون (امنحوتب الرابع الملقب اخناتون) من السلالة الثامنة عشرحكم بين1354 1337 ق.م وزوجته الاولى من أصل ستة نفرتيتي آمن بالاه واحد اسمه (اتون) وهو الشمس.
– تعاليم (وصايا) موسى العشرة في القرن الثاني عشر ق.م. تعاليم تربوية واجتماعية وأخلاقية وايمانية.
– التوراة ألبابلي بدأت كتابته من قبل بعض (فريسي اليهود) الذين سباهم نبوخذ نصر بين597-538 ق.م واستمرت كتابته لمدة اربعة قرون احتوى على كثير من مفاهيم وقيّم ومدن وحكام بلاد الرافدين وفارس.
– زرادشت عاش بين 600/ 500 ق م تعاليمه في (كتاب الافستا) يقدس الماء والشمس والنار.
– الاناجيل الاربعة كتبت بين50-90 جاءت ناقدة ومنتقدة وقطيعة مع غالبية معتقدات ومفاهيم وممارسات اليهود في فلسطين.
– القرآن اكتمل بين 610 /632 يشير في سوره ال 114 وآياته 6236 على انه تكملة وامتداد ونقد وتطوير وتوضيح وتعميق لما سبقه من كتب روحية. كما تقول الآية الثانية من سورة ال عمران والتي جاء فيها ( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل).
– بودا النيبالي – الهندي عاش بين 623/563 ق.م قال (عندما يتمكن الايمان من الروح والقلب يكون مثل الصخرة المربعة الاتجاهات تبقى صامدة لا تؤثر فيها الشمس والريح و العواصف).
– كونفوشيوس الصين عاش بين 551/480 ق م دعا للإيمان الايجابي المتفائل.
– علي بن احمد بن سعيد والملقب أبن حزم ولد عام 994 في قرطبة وتوفي عام 1064 في مدينة نبلا. في كتابه في قصته العلمية والفلسفية بعنوان (حي ابن يقضان) يشيرالى ان الانسان يولد ابن تسعة اشهر مجرداً من أية لغة أو دين أو مذهب أو فكر، والبيئة هي التي تفرض عليه شروطها.
– ابن رشد.ولد عام 1126 في قرطبة وتوفي عام 1198 في مراكش وكتب في القانون والطب والمنطق والسياسة والفلسفة والغيبيات وانشأ تياراً فكرياً سمي (الرشدية) كما هو حال الماركسية .من كتبه كتاب الاسلام والعقل الذي قدمه على الايمان. يقول لو تعارضت معالجة أي موضوع ما بين الايمان والعلم فيرجح العلم.
– محمد بن محمد النيسابوري الملقب الغزالي عاش في مدينة طوس – خراسان بين 1058/1111 م في احدى كتبه المعنون (احياء علوم الدين) اي الاخذ بجوهر وروح الدين كما يقول القرآن عن نفسه (فيه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) أي مكررات.
– عبد الرحمن بن محمد الملقب ابن خلدون ولد عام 1332 في تونس وتوفي عام 1406 في القاهرة في كتابه الهام الذي طغت مقدمته الجامعة والشاملة على اسم كتابه يشير الى ان للدول اعمار تطول وتقصر حسب مقومات كل منها.
– علي عبد الرازق عاش 1888/1966 في كتاب الاسلام واصول الحكم. اشارالى ان القرأن لا يقر وراثة السلطة لانه ليس ديناً قبلياً بل عالمياً، وانه لا يتعارض مع النظام الديمقراطي الذي يقوم على العدل والحرية والشورة والتشاور والقياس والاستئناس والاستحسان.
– الدستور العراقي لعام 2005 اشار في الفصل الثاني في المواد 37-46 للحريات الخاصة والعامة.