شوكت توسا
من اقوال الريس “سيخرج الويلاد على الامريكان من تحت الارض”, نكتة ٌ أبكت العراقيين من شدة سماجتها, كان يعلم قائلها بان نظامه لم يعد بالمستوى الذي يُحكى عنه هكذا, لكنه لم يمتلك سبيلا سواه يختتم فيه عقودا من مغامرات عبثيه دفع الشعب المسكين ثمنها باهضا حتى لا يتخدش غرور القائد .
بسقوط صدام, راح المحتل ومن بمعيته يتذاكون في تفكيك اجهزة المنظومة الأمنية لاغراض مُبيّته رسمت فاتحة تحرير العراق بفتح ابواب الجحيم في مشهد درامي أغرق العراق في فوضى دمرت ما تبقى من مناحي الحياة, فهانت على الشعب تلك المظالم التي كان يئن منها في زمن صدام, والذي زاد من وطأة هذا الجحيم مواقف الأنظمة الإقليمية المشينة وفي مقدمتها الدول المسلمة ايران وتركيا والسعودية.
التاريخ لايجامل, ستُسجل صفحاته ما اقترفته الاحزاب الشيعية /الكرديه /السنيه طيلة العقدين المنصرمين,سيسجلها بذات الأمانه التي سُجلت فيها مثالب صدام ومناقبه, فذاكرة الشعب تحتفظ بشعارات هذه الاحزاب الفئوية ووعودها الرنانة, تلك التي بانت حقيقتها حال توليها الحكم ولم تُبق شيئا تتغنى به, تخيل كبيرهم يتمسخر معترفا بانهم شلة حراميه فشلت في كل شيء الا في تحقيق مآرب المريدين شراً للعراق, فكيف بصغارهم؟ .
حين سُئل السيد اياد علاوي عن رايه بصدام حسين أجاب بأنه يحبه لانه كان سبع! ولما سئل عن حليفه المالكي أجاب, عليه أن يعيد فلوس الشعب ويعتذر! الرحمة على روح الشاعر القائل: دلّيني يا حسنه ياهو الاشرف منك حتى أشكيله !!
هناك من يظن بأن الامريكان فشلوا في مسعاهم اوهناك من أفشلَ مخططاتهم, هذا الكلام لا يقوله الا جاهلٌ من شاكلة الجهلاء الذين اُعطيت لهم مواقع المسؤولية دون وجه حق, القاصي والداني يعلم بأنه لولا تخلفهم وفسادهم ما اختارهم المحتل ذراعا له وما ظلّت كلمة الفصل منذ سقوط النظام ولحد هذه اللحظة محكومة بمشيئة المحتل الذي سواء نجح ام فشل في تحقيق أهدافه, فهو المتحكّم الأوحد في الحل والربط ,وهل من مانع يمنعه من إجراء تغيير سياسي جديد في العراق؟ في وقت لم يعد العراقيون في حال المهتم بشكل ونوع التغيير, المهم تخليصهم من هذه الورطة, لكن سؤالنا الذي سألناه في 2003 وتلقينا الإجابة عليه خلال عقدين, ترى هل سيتنعم الشعب من في هذا التغيير, ام نتوقع نسخه مشابهه للذي حصل في نيسان 2003؟ ما من شك في ان مصلحة المحتل تاتي بالدرجة الاساس في كل عمل يقوم به, هذه المرة وبعد ان اتت سابقتها بؤكلها سيسعى المحتل الى التغيير الذي يحقق لهم بسط نفوذهم الكامل على دول اخرى في المنطقة إضافة الى العراق ولكن بآليه مغايره تضمن تقليل خسائر المحتل في التغيير.
في نيسان 2003,كان تصرف صدام أشبه بأهزوجة الحافي ملوّحا بالكلاشات فكان سقوطه سريعا, التغيير المتوقع حصوله في 2024 حتما ستختلف حساباته طبقاً لما إستجد بعد سقوط صدام, اليوم عندنا احزاب و برلمان وحكومة عين الله عليها من عيون الحساد, كلها مجتمعة اشبه بشليله وضايع راسها لا يجمعها خطاب, كلٌ يلف ويدور في مدار احلامه التي تنتج له مواقف متذبذبة تجاه الميليشيات التي زرعتها ايران بحجة داعش ومقاومة المحتل, صنفها السيد مقتدى الى ميليشيات وقحه واخرى اليفه, وبين هذه وتلك يوجد من نكسّ فوهات سبطاناته خوفا من التحذيرات الأمريكية ومن فقدان الشيعة سلطة الحكم (جماعة ما ننطيها) ,وقسمٌ آخر مازالت صواريخه ودروناته تضرب اربيل وأماكن أخرى خاصة بعد اندلاع حرب غزه .
الامريكان يدركون جيدا بان القشه التي ستقصم ظهر البعير هي تفكير ساسة الشيعة بكيفية إبقاء الحكم بيدهم, المحتل سيستغل هذه النقطة لتحقيق غربله بأدوات منها وبيها, اي بمعنى أن علاقة الاحزاب والحكومة بالميليشيات ستشكل المحور الذي سيلعب حوله الامريكان علاوة على ملفات فساد كبيره مركونة سيشتعل في نبشها فتيل التناحر بين الميليشيات وزعماءها الموجودين في السلطة, اما هتافات طرد قوات المحتل, فهي فارغه من معناها الحقيقي, بدليل ان الامريكان مستمرون في التحشيد بعد عودتهم في 2014 بطلب سري من المالكي دون علم اطراف عمليتهم السياسية بعد ان كان قد عقد معهم اتفاقية مغادرتهم في 2011 ,هذه بحد ذاتها ستكون سببا في شق الصف الشيعي إضافة الى كشف فضائح لم يجرؤ احد على فضحها .
الوطن والشعب من وراء القصد