صبري يعقوب إيشو
مر شعبنا السورايا (الكلداني السرياني الآثوري) بمحن ومصائب ومجازر ومظالم شتى على مر التأريخ ولكن ما بقي في الذاكرة والأقرب إلى وقتنا هذا هي مجازر الفرمان ( سيفو ) في العام 1914 ـ 1918 حيث تم قتل وذبح الآلاف من أبناء شعبنا على يد أزلام الدولة العثمانية وأتباعهم وتم إقتلاعه من أراضيه ومدنه وقراه وتهجيره إلى مختلف الدول المجاورة والبعيدة وما زلنا نعيش آثار ونتائج تلك المذابح .
تلت تلك المذابح مذبحة سميل في قرية سميل القريبة من دهوك العراقية في آب من العام 1933 فيها تم قتل الآلاف وتهجير آلاف أخرى بواسطة النظام الفاشي في العراق في ذلك الوقت وخاصة إلى الجزيرة السورية حوالي نهر الخابور السوري ومرت المذبحة كما مرت السابقات من دون حساب أو أن تصبح ظروف معيشتنا أفضل بل زاد الظلم والجور على شعبنا حيث شهدنا الأنفال في عهد النظام السابق وتهجير أبناء شعبنا من مناطق سكناهم ومن قراهم إلى المدن وحتى إلى خارج الوطن حتى حدثت المذبحة والمجزرة التي نحن بصددها بالتأريخ المشؤوم السادس عشر من أيلول عام 1969 مذبحة قرية صوريا
هذه القرية الكلدانية الآشورية التي تقع في أقصى شمال العراق، من أعمال قصبة زاخو، ناحية السليفاني والتي أبيدت مع من كان فيها من الأهالي الأبرياء أطفالاً وشيوخاً، نساءاً ورجالاً وعلى رأسهم رجل الدين المؤمن المسالم راعي الكنيسة الكلدانية الأب حنا يعقوب قاشا وهناك في القرية إختلطت دماء المسيحي والمسلم والأيزيدي، ألكلداني الآشوري والكردي، حيث في ذلك اليوم السادس عشر من أيلول من عام 1969 أقدم ألملازم آنذاك عبدالكريم خليل الجحيشي على إقتراف أبشع جريمة بحق الأنسانية. جريمة تعلمها التلميذ في مدارس البعث هذا التلميذ الذي هو بحق سليل قاتل أبناء الشعب الكلداني الآشوري بكر صدقي في سميل التي لا تبعد عن موقع هذه المجزرة سوى عدة كيلومترات. ما هي قصة هذه المجزرة التي بقيت في الذاكرة وتبقى ولم تمحى منها مهما طال الزمن وطول.
في صبيحة اليوم المشؤوم السادس عشر من أيلول حيث كانت هناك تحركات وتنقلات عسكرية في المنطقة وكان هناك رتل من السيارات العسكرية يسير في الطريق الذي يمر قرب قرية صوريا وبعد أن عبر الرتل القرية وسار مسافة عدة كيلومترات بعيداً عنها فجأةً إنفجر لغم أمام إحدى السيارات العسكرية , فما كان من الضابط الحاقد عبدالكريم الجحيشي إلا وأخذ الحادث ذريعة ليطلق العنان لحقده وعنصريته وصب جام كرهه وإجرامه على أهالي القرية الآمنين , حيث أعطى اوامره للجنود بجمع الأهالي في أسطبل للماشية , فأجتمع الكرد والآشوريون من أهل القرية وهناك وبدم بارد بدأ أول ما بدأ بقتل كاهن الرعية ألقس حنا قاشا الذي لم تشفع له كهنوته ودرجته الدينية فأطلق النار عليه وأرداه في الحال قتيلاً , وتلاه في الأستشهاد ألشيوخ والعجائز وشباب يافع لم يذوقوا طعم الحياة ونساء وأطفال وكانت حصيلة تلك المجزرة في ذلك اليوم أن أفنيت عوائل بكاملها وأنتهت من الوجود ولمجرد لتحقيق رغبة في إنسان مليء بالكراهية والحقد ليجرب سطوته على أناس عزل لم يكن لهم أية علاقة باللغم الذي إنفجر أمام إحدى السيارات العسكرية صبيحة ذلك اليوم.
هكذا تم قتل ثمانية وثلاثون شخصاً وجرح أكثر من إثنين وعشرين آخرين وقلة هم الذين خرجوا أحياءاً من المجزرة، أحياءاً بالجسد أما روحهم فماتت في ذلك اليوم ولن تعود للحياة إلا برد الأعتبار لهم ولشهداء أمتنا الذين أستشهدوا في الحرب الكونية الأولى 1914 ـ 1918 وفي سميل عام 1933 وشهداء النظام البائد وشهداء النظام الجديد والأرهاب وعلى رأسهم رجال الدين المسيحيين وشهداء كنيسة سيدة النجاة وكثيرين غيرهم ,لنتذكرهم دائماً ونصلي على أرواحهم الطاهرة
لأنهم القربان الذي يرسم لنا ألمستقبل الذي ننشده لأبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني (سورايا ) …
ضحايا ألمذبحة:
ألقس حنا يعقوب قاشا
خمو مروكي شمعون ( مختار القرية )
كاترين سركيس (زوجة المختار)
ليلى خمو ( طالبة تدرس في زاخو ومخطوبة )
كاترين منصور وطفلها عمره ثلاثة أشهر
ميسو مروكي
كورو هرمز مروكي شمعون ( شقيق الكاتب والأعلامي المعروف المرحوم يونان هرمز مروكي وكان خاطباً وقدم من بغداد للتحضير لحفل زفافه ) وعنتر هرمز وعمره خمس سنوات
ياقو إيللو
يلدا رشو وباسمة يلدا رشو
ناجي كوركيس قرياقوس
شوني زوجة شابو بازنا وسمير شاؤول وطفلة له توفيت .
يونو صليوة ( زوجة بطرس توما ) وطفلة لها من العمر خمس سنوات وطفل له أربع سنوات من نفس العائلة
أوراها خمو ورينا أوراها خمو ( خمس سنوات)
رشو وردة وزوجته أسمر ألياس
كليانا مرقس وحسني ( سائق سيارة من زاخو )
شرين سمو زوجة علو يوسف وإبنته أمينة علو ( سبع سنوات)
أمينة رجب زوجة عثمان سليمان ـ صبيحة عثمان ـ ناهدة عثمان
وطفل عمره ثلاثة أشهر
ميران محو حسن وغريبة محو حسن
قمر رشيد زوجة برو حسين نادرة برو حسين ووالدته حيلمة
فرمان منير يوسف وتالان منير يوسف
( ألمجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار )