شوكت توسا
من كثرة مظالم الجلاد , تعوّدنا على سفاهته ولم يعد صّم آذانه على اصوات الضحيه بالامر الغريب , خاصة عندما يصل استخفافه بنا الى اعترافه العلني بسطوته السافره على المسماة بالكوته المسيحيه كاشفا أسماء المسيحيين الفائزين بشرف ولائهم لحزبه, وهل هناك أتعس من هلهلة الضحيه في عرس جلادها وهي تطالبنا بتصديق الكذبه التي تتقاطع مع كل ما هوفكري واخلاقي إلا مع ما في العقول والصدور من جهل وكبت فهي موازيه له بحيث جعلت من تشيّع تمثيل مسيحيتنا وكردنة تمثيلنا القومي انتصارا بينماهوسطو انتخابي وفكري سيسجله التاريخ بحق الذين لم يتعظوا من مآسيه .
لم يكن لهذا السطو السافر ان يتحقق لولا ثقافة القبول بالانكسار الناتجه عن غياب ثقافة استثمار مقومات قوتنا في مواجهة المحن, أضعنا من ورائها ما أضعناه الى ان ارستنا بوصلتنافي مهابط اعتبار الخذلان مكسبا,لا اود هنا التذكير بإجابة هتلرحين سئل من هم اكره الناس الذين قابلتهم,فهي تبدو الأقبح لكنها الأفصح مع اعتذاري للقارئ الكريم .
ليبارك من يشاء المقاعد المسيحيه التي فازت بدعم الاحزاب الشيعيه والكرديه ,ولكن كيف سيبارك السيد المسيح مقعدا بإسم شعبه المعذب يفوز باصوات مظطهديه؟ الا اللهم إن كنا متفقون على توكيل حماية اناجيلنا لداعمي مرشحينا ؟ليس المهم حصول ذلك عن قصد او عن قلة وعي , المهم ان ورطات كهذه او كتلك التي يشهر فيها رجل الدين بنانه مصبوغا او باصما بالعشره تاييدا لاستفتاء كردي او لقائمه مشكوك في امرها , ادوار فوضويه كهذه هي اهزل من ان تواجه القادم الذي يتطلب التضحيه , علما ان الكنيسة هي اصلا ليس بحال القادرعلى تسوية مشاكلها فكيف لها أن تطفئ حريقا لوشب جراء تسييس اختلافات الأديان , لا اقول ذلك معاداةً لأحد اطلاقا, ولا من اجل تبريرإخفاق الذين دفعوا ثمن أخطائهم في عملية السطو ,بل امعان المؤسسه الدينيه في تدخلها بغير مهامهايتتطلب الكشف عنه مثلما هو مطلوب منا نقد المعنيين من ساستنا القوميين وفي مقدمتهم الساده في زوعا وكيان ابناء النهرين مع احترامنا لهم, فهم شاء من شاء وابى من ابى مشمولون بنقدنا لأنهم لم يتواضعوا فيما بينهم أمام مصلحة شعبهم لوضعها في مكانها المطلوب , والا ما أخفقوا في اعتماد المتوافر من المشتركات وما اكثرها من اجل حماية بيتنا وتفويت الفرصة على اطماع الكبار ودخلائهم الانتهازيين .
عن ظاهرة تشيّيع الكوتا المسيحيه لو تحدثنا , فهي لم تكن سرا عصي الكشف عنه كي نصرخ الآن : لقد وجدنا سارق العجول السمان ! الكل على علم بان اسلامويين موالين لولاية الفقيه امثال كريم النوري ومهدي المهندس وهادي العامري ومن يدور في فلك مشروعهم الايراني هم من خطط لهذا السطو, والمتابع لمحطات بروز الشيخ الكلداني ريان يعرف يقينا دورالمطران جمو في سطوع نجم الشيخ بسماء الكلدان , حيث ان الفضل يعود لنيافة قائد النهضه الكلدانيه في أصدارالمرحوم البطريرك دللي بيان تخويل الكلداني المتشيّع للتحدث باسم المسيحيين الكلدان, حاول النهضويون الذين أدوا قسم اليمين وتعهدوا بدعم قائمة بابليون,حاولوا جاهدين وصف هذه الممارسه تارة بمثابة درعَ حماية المسيحيين وتارة أخرى بالكاسحه التي ستشق الطريق امام تحقيق النهضويين الكلدان,لو كان لهذا التبريرالركيك اية صحه صحه, ارجو منهم ان يسألوا ويجيبوا , لماذا الغى غبطة البطرك ساكوذلك التخويل؟ وهل يا ترى سيستمر سريان مفعول الالغاء أم سيتم تناسيه بعدفوز الائتلاف الكلداني بمقعد وفوز الشيخ الكلداني بمقعدين !.
اما ما يتعلق بتكريد الكوتا المسيحيه ,ففي أكثر من مناسبه كتبنا واشرنا مع ذكر الشواهد بأن الرابطه الكلدانيه في طريقة تشكيلها وممارساتها المتعثره سوف لن تستطيع في افضل حالاتها ان تزيل آثار التشّيع التي خلفها مشروع المطران جمو مع الشيخ ريان,ويا ليتها إكتفت بتحقيق نتفة ً من هذا القبيل ,إنما في ربط نشاطها السياسي بمصلحة حزب قومي كردي ناقضت نفسها عندما لم تحترم تقييم قائدها لتنظيماتنا ولم تلتزم قيد شعره بالاستقلاليه المشاد بها ,اذ سرعان ما ابتلعت طعم التكريد مقلدة بشكل او بآخر المجلس الشعبي ومن على شاكلته سواء في دعمها قائمة الائتلاف الكلداني او في لاقانونية تعيين السيده لارا كبديل لمديرناحية القوش المقال كونها مسؤولة مكتب الرابطه في القوش وهي في نفس الوقت عضوة في حدك .
اما مهاترات المتبجحين في اعتبار خسارة زوعا لمقعد برلماني سقوطا سياسيا, فهم في الحقيقه يتمنون ذلك عن عدم ادراك ومتابعه لتجارب الشعوب ونضالاتها التي تحكي ولست انا من يقول, بان الإخفاق وليكن في خسارة كل المقاعد فهو لا يعني السقوط اطلاقا انما درس يمكن الاستفادة من تفاصيله , معذورذلك الذي يكون كبته وجهله في السياسه سببا في عجزه عن التمييز بين السقوط السياسي وبين مستحقات الالتزام بالاستقلاليه التي تكلف صاحبها عبئا في مثل اوضاع العراق السياسيه, لذا نصيحتي للذي يود التعرف على ابطال السقوط السياسي,عليه أن يركز بعقله قليلا و ينظربتمعن الى معروضات الدكاكين السياسيه الكارتونيه الواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار,تلك التي لو نطقت إنفضح ارتمائها في احضان غاصبي حقها .
حينما نقول بان السطوعلى الكوته نتيجه متوقعه,نقولها ليس بسبب جبروت الخصم فحسب,انما عندنا من نقاط الضعف الكثير مما يتطلب النقد ,لكن الاولويات تحتم اسبقية نقد الذين مع الاسف لم يحتاطوا لمواجهة ما يتمخض عن الفوضى في بلد اللاقانون واللا منطق, نعم كان الأجدر بزوعا و كيان ابناء النهرين, ابداء المزيد من التفاعل مع تطلعات ابناء شعبنا لتحقيق تسويه ترص الصف بأوساط الحلول وليس بالقطيعة التي عزف بسببها الالاف من ابناء شعبنا عن التصويت مما زاد من تاثيرهذا السطو ,واناعلى يقين في حال توفرت ارادة التصحيح, أقولها جازما بان تصحيح الخطأ يقع بالدرجه الاساس على عاتق زوعا واشقائها في كيان ابناء النهرين من دون الدخول بتفاصيل قدرات الآخرين و مواقفهم المترنحه .
ولمن يصر على طمس رأسه في الرمال تهربا من تهمة تسليم مقبض السوط بيد الجلاد ,عليه اعادة حساباته بعد ان تأكد باليقين بان اصوات الشيعه كانت وراء فوزالشيخ الكلداني الذي شرحنا طريقة سطوع نجمه في سماء الكلدان, اما تصريح المسؤول الكردي هورماني بان حزبه البارتي انتزع مقعدين من اصل خمسة مخصصه للكوته المسيحيه قاصدا المرشح هوشيار قرداغ مرشح قائمة الائتلاف الكلداني والمرشحه ريحان حنا من قائمة المجلس الشعبي , هذا ما سبق و أكده العميد الكردي سرمد قادر قبل الانتخابات قائلا بان لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني ثلاثة مرشحين في قوائم الكوته المسيحيه وذكرهم بالاسماء ( اوشانا, ريحان, هوشيار).هذه حقائق تفيد الذي يود معرفة شكل السقوط السياسي الحقيقي وكيف تم تشييع وتكريد تمثيلنا الديني والقومي في غياب قانون يحمي المسماة بالكوته من تلاعبات الكبار , ولنتذكر دائما بأن الشعوب لاتموت بسبب الجوع والحرب او بخسارة مقعد برلماني , انما تموت الشعوب حينما يخونها أبناؤها, لنوفر اذن على شعبنا الشماتة به ونذهب الى حيث يمكننا معالجة اسباب هذا الإخفاق بعد تشخيص الجهات التي راهنت على يد الغريب.
الشعب والوطن من وراء القصد