حميد الموسوي
بعدد رنات النواقيس التي صدحت وستصدح معلنة انبلاج الشفق، وبعدد الشموع التي تلئلأت و ستتلألأ مستنيرة بفيوضات الالق، وبكثافة عطر البخور الضوّاع والذي سيضوع من اريج الفلق، بنغمة نواقيس العراق.. وضوء شموع العراق.. وعطر بخور العراق نؤطر معايدات ..مستقبلين ميلاد الألق روح الله له المجد… معايدات:
* تعانق ارواح الشهداء في ملكوت الرحمة، شهداء طريق الحق.. شهداء المبادىء.. شهداء نزعات الشر والانتقام.. شهداء الارهاب الاعمى الظالم.. شهداء ذاكرة العراق الحضارية.. شهداء الطائفة المسيحية.. وكل شهداء العراق البررة المظلومين.
* معايدات تحتضن صدور اهلنا في الشتات: مهجرين قسراً، ومهاجرين خوفاً، مرغمين على غربة.. يقدمون خطوة ويؤخرون خطوات.. عين على مستقبل مجهول، وعيون على عراق فارقوه، ضربت جذورهم في اعماق تربته الطيبة وانتشرت اغصانهم على خارطته الواسعة، بينما تناثرت اوراقهم في مهب رياح هوجاء قذفت بها في مشارق الارض ومغاربها.
* معايدات لكل اهلنا الذين تحدوا مخالب الظلاميين المتوحشة وانيابهم المسمومة وخناجرهم الصدئة وعبواتهم الحاقدة وتهديداتهم البربرية الهمجية ، وتمسكوا بارض الاجداد وحضارة الامجاد حضارة آشور وسومر وبابل واكد، مصممين على ديمومة الامتداد، على يد الاولاد والاحفاد السائرين على خطى الاجداد.
* معايدات لكل ابناء وبنات حواريي عيسى بن مريم البتول وهم يسهمون بامانة وجد وحرفية واخلاص في بناء العراق الجديد، مثلما افتخر اباؤهم واجدادهم وامهاتهم في تشييد بنائه وحضارته على امتداد العصور والدهور والقرون والحقب والسنين.
* معايدات تشارك المصلين في قداس عيد ميلاد روح الله، تصافحهم وهم يصافحون بعضهم متناسين الاحقاد والضغائن والفرقة والاختلاف، غافرين لمن اساء، ومسامحين من اخطأ وتجاوز او اعتدى، كيف لا وهم المعروفون بين طبقات طيف العراق الزاهي بطيبتهم وسماحتهم ووداعتهم.
* ولما كان العيد مناسبة للتصالح و لم الشمل فمن باب الاولى ان يلتف الجميع حول بعضهم ويدعموا الصوت الذي يوحدهم ويعبر عن همومهم وامالهم والامهم ويرعى حقوقهم ومصالحهم. خاصة ونحن مقبلون على انتخابات.. وانتخابات يكون فيها للصوت المتوحد قيمته ومكانته، وللتشتت والتشرذم خسارته ونكباته وتداعياته .
عيد ميلاد مجيد.. عيد خير و بركة وامن وسعادة وسلام واطمئنان على بيوت العراقين الطيبين جميعا .
نشر المقال في العدد 659 من جريدة بهرا في عامود (نواقيس).