زوعا اورغ/ وكالات
أدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، اليمين الدستورية أميراً للكويت، أمام مجلس الأمة الكويتي، الأربعاء، خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وقال أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، خلال كلمة أمام مجلس الأمة الكويتي عقب أدائه اليمين الدستورية، إنه يتعهد بالعمل من أجل رخاء واستقرار وأمن البلاد. وأكد أمير الكويت على أن التحديات الراهنة تتطلب توحيد الصفوف.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في الكويت، أنس الصالح، عقب اجتماع لمجلس الوزراء: “عملاً بأعمال الدستور بشأن أحكام توارث الامارة فإن مجلس الوزراء ينادى الشيخ نواف الأحمد أميراً لدولة الكويت“.
من هو الأمير الجديد؟
ولد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في مدينة الكويت عام 1937 (83 عاماً)، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر، الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم الكويت من 1921 وحتى 1950، كما أنه الأخ غير الشقيق لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. وهو من أبرز الوجوه السياسية التي عاصرت مسيرة بناء دولة الكويت منذ أن نالت استقلالها في 1962، وأحد المساهمين في بناء الكويت الحديثة وإرساء دعائمها وتحقيق نهضتها.
تلقى الشيخ نواف تعليمه بالمدارس النظامية، وتدرج على مدى 6 عقود في مناصب عدة بالدولة ترك فيها بصمات واضحة، وهو من المسؤولين الذين حظوا بإجماع شعبي كونه يتمتع بصفات إنسانية غلب عليها التواضع، إلى جانب ما عهد فيه من صلاح وجدارة.
وتقلد مناصب رسمية ووزارية رفيعة المستوى، منها وزير الداخلية والدفاع، وفي يناير 2006، صدر أمر أميري بتزكية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وليا للعهد.
وفي 18 تموز 2020 صدر أمر أميري بالاستعانة بالشيخ نواف لممارسة بعض الاختصاصات الدستورية لأمير الكويت، وذلك قبيل دخول الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى المستشفى للقيام ببعض الفحوص الطبية وإجراء عملية جراحية تكللت بالنجاح، ليتم نقله بعدها إلى الولايات المتحدة لاستكمال العلاج.
وكان الديوان الأميري في الكويت قد أعلن، الثلاثاء، وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن 91 عاماً، بعد حياة حافلة خط فيها إنجازات كبيرة في الدبلوماسية والعمل الإنساني.
وحكم الشيخ صباح الكويت منذ عام 2006، وقاد سياستها الخارجية منذ أكثر من 50 عاماً.
وتدفقت التعازي بوفاة أمير الكويت من جميع أنحاء العالم العربي والعالم، وأعلنت عدة دول في الخليج العربي والمنطقة على نطاق أوسع فترات حداد.
وذكر التلفزيون الرسمي نقلاً عن الديوان الأميري أن جثمان أمير الكويت الراحل سيصل إلى الكويت اليوم قادماً من الولايات المتحدة، حيث كان يتلقى العلاج في مستشفى منذ تموز بعد خضوعه لجراحة في الكويت في ذلك الشهر.
الحياة المهنية
بدأ الشيخ نواف حياته المهنية في 21 فبراير عام 1962، عندما عيّنه الأمير الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح محافظا لمحافظة “حَوَلِّي”، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى 19 آذار عام 1978.
وخلال 16 عاماً قضاها الشيخ نواف محافظا لحولي، التي كانت عبارة عن قرية، شهدت في عهده قفزات متتالية وتحولت إلى مركز تجاري وسكني يعج بالعمران الحديث والنشاط الاقتصادي.
بعد ذلك تدرج الشيخ نواف في وزارات الداخلية والدفاع والشؤون الاجتماعية والعمل، قبل أن يتولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، تاركا بصماته الواضحة وإنجازات تحسب له.
ويعد الشيخ نواف المؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية الكويتية والأب الروحي لها، إذ حمل حقيبتها على فترتين في عهد أخيه غير الشقيق الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، الأولى امتدت من 19 آذار عام 1978 حتى 26 شباط 1988، قبل أن يعود إلى التشكيل الحكومي في 13 تموز 2003 نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.
وعمل الشيخ نواف خلال فترتي توليه وزارة الداخلية على تطوير إستراتيجية لمنظومة أمنية متكاملة، وتحديث القطاعات الأمنية، وتطوير العمل الشرطي والنهوض به، انطلاقاً من هدفه الرئيسي في حفظ الأمن والاستقرار للكويت وأهلها.
وفي 26 كانون الثاني من عام 1988 عُين وزيرا للدفاع، وهو المنصب الذي عاد لشغله مرة أخرى في 20 حزيران 1990، وأثناء توليه الوزارة عمل على تحديث المنظومة الدفاعية وتطويرها من خلال مسارين، الأول تجلى في حرصه على إيفاد العسكریین الكویتیین إلى الخارج للتدرب على قیادة الطائرات العسكرية واستعمال مختلف أنواع الأسلحة والمدرعات كافة.
أما المسار الثاني فتمثل في تحديث المعسكرات وتطويرها ورفدها بالأسلحة الحديثة للدفاع عن الكويت برا وبحرا وجوا.
وعقب التحرير من الغزو العراقي الذي تعرضت له الكويت في عام 1990، عُهد إلى الشيخ نواف تولي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ابتداء من 20 نيسان 1991 وحتى 17 تشرين الأول 1992.
وخلال فترة توليه الحقيبة عمل على استحداث مستشفى خاص لنزلاء دور الرعاية، إلى جانب الكثير من القرارات الإنسانية لرعاية المسنين والأيتام والأرامل، عدا عن الاهتمام بالمرأة والطفل.
وفي 16 تشرين الأول 1994، تولى الشيخ نواف منصب نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، ليستمر بشغل المنصب حتى عودته إلى التشكيل الحكومي في 13 تموز 2003 نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية من جديد.
وبقي الشيخ نواف في منصبه حتى شهر تشرين الأول من العام ذاته، حيث صدر مرسوم أميري بتعيينه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، ومن ثم تم تعيينه وليا للعهد في 2006.
إسهاماته
وخلال تقلده منصب وزارة الداخلية، شارك الشيخ نواف في كثير من اجتماعات وزراء الداخلية الخليجيين، وكذا في اجتماعات وزراء الداخلية العرب، وساهم في بناء التكامل الأمني في دول مجلس التعاون والدول العربية، وطالما كان من دعاة توحيد الصف لمجابهة المخاطر التي تهدد المنطقة ودولها.
وخلال توليه ولاية العهد كان الشيخ نواف مسانداً لجهود أمير الكويت في المصالحة الخليجية وحل الأزمة الیمنیة.
والشيخ نواف متزوج من شريفة سليمان الجاسم، ولهما 5 أبناء هم الشيخة شيخة وكل من الشيوخ فيصل وأحمد وعبد الله وسالم.
ويرى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أن القوة والمنصب يجب تسخيرهما لنصرة الضعيف والمظلوم، وأن الناس سواسية أمام القانون، كما يشدد دائما على أن الكويت مسؤولية الجميع، وقوتها في وحدة أبنائها وتآزرهم.