زوعا اورغ/ متابعات
من المقر الصيفي للبطريركية الكلدانية في أربيل، انطلق موكب مهيب لغبطة أبينا البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو، باتجاه مدينة الموصل، التي وصلها صبيحة الجمعة 25 كانون الثاني 2019، وذلك برفقة أصحاب السيادة: المعاونون البطريركيون مار شليمون وردوني، مار باسيليوس يلدو ومار روبرت سعيد جرجيس، والأساقفة الكلدان: مار باوي سورو مطران ابرشية مار أدي في كندا، مار رمزي كرمو، رئيس أساقفة دياربكر في تركيا، مار ميخا مقدسي مطران القوش، مار بشار متي وردة، رئيس اساقفة اربيل، مار يوسف توما رئيس اساقفة كركوك، مار فرنسيس قلابات مطران ابرشية مار توما الرسول في ديترويت امريكا، مار عمانوئيل شليطا، مطران ابرشية مار بطرس الرسول في غربي امريكا سان دييكو، مار حبيب النوفلي مطران ابرشية البصرة والجنوب، وعدد من الآباء الكهنة، من مختلف الابرشيات والاخوات الراهبات.
وفي عرس روحي مهيب تم حفل التنصيب للمطران الجديد لأبرشية الموصل، مار ميخائيل نجيب ميخائيل في كنيسة مار بولس في المجموعة الثقافية وسط مدينة الموصل. وفضلا عن الأساقفة الكلدان، حضر حفل التنصيب السادة الأساقفة: مار يوحنا بطرس موشي، ومار يوسف أفرام عبا، للسريان الكاثوليك ومار صليبا للسريان الأرثوذكس، الى جانب وفدا من الحركة الديمقراطية الاشورية ضم د. دريد حكمت طوبيا عضو المكتب السياسي للحركة مدير عام زراعة نينوى والسادة داود باباوي مسؤول فرع بغديدا للحركة عضو مجلس محافظة نينوى وساهر كله مسؤول فرع نينوى للحركة وعدد من الكوادر واعضاء الحركة، كما حضره ممثلون عن مجلس محافظة نينوى والحكومة المحلية، ولحق بهم السيد المحافظ نوفل العاكوب. كما حضرها السيد رعد كجه جي، رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئة المندائية.
وبعد كلمة الترحيب للخور أسقف ثابت حبيب، توجه مار لويس ساكو بكلمته الى الحضور ومن خلالهم الى أهالي الموصل، لبدء مرحلة جديدة لما بعد اندحار داعش، تصبح فيها الموصل واحة للتعايش، وتحمل رسائل تطمين الى المسيحيين للعودة إلى ديارهم، معتمدين خطاب الاعتدال والانفتاح إلى قبول الآخر المختلف. وفي هذه المناسبة، أعلن غبطته عن قدومهم محملين بالف سلة غذائية الى أهالي الموصل، بالتنسيق مع أخوية الكاريتاس، لتسليمها إلى مسؤولي المحافظة بغية توزيعها الى العوائل المتعففة.
وفي كلمة لرئيس الأسافقة الجديد مار ميخائيل نجيب، عبر سيادته عن مشاعر السرور والشكر، لهذا الحضور، وعدّه بحدّ ذاته رسالة الى أهالي الموصل والعالم، تحمل روح الرجاء لإعادة بناء المدينة، انسانيا وروحيا الذي يكون الأساس في إعادة تعمير بنيان الحجر.
وبعد الاحتفال كانت اللهفة تحمل الموكب لزيارة معالم الموصل، بساحلها الأيسر المتعافى نسبيا، وبساحلها الايمن المثخن بالجراح، وزاروا منطقة القلعة (الميدان) وتوجد فيها الكنائس الأربعة، كما زاروا كنيسة الساعة، ثم كنيسة أم المعونة في منطقة الدواسة، حيث كان غبطته راعيا لها ابان خدمته الكهنوتية.
بعدها توجه الموكب إلى بلدة كرمليس، حيث كان الأهالي بانتظارهم، في مدخل البلدة، وانطلقوا بزياح الى كنيسة مار أدي، فكانت كلمات الترحيب من الخوراسقف ثابت وغبطة البطريرك والراعي الجديد للأبرشية.
وبعد غداء المحبة في كرمليس، انطلق الموكب مرة أخرى إلى بلدة قره قوش لزيارة كاتدرائية الطاهرة الكبرى، والاطلاع على ما دمره الحقد الداعشي فيها وفي مختلف اماكن البلدة بحضور قيادة ومقاتلي وحدات حماية سهل نينوى NPU .
وفي العصر، احتفل غبطته برفقة الأسقفين الجديدين مار ميخائيل ومار روبرت، ومشاركة الأساقفة والكهنة، بالقداس الإلهي في كنيسة مار أدي بحضور عدد من الرهبان والراهبات وتلاميذ المعهد الكهنوتي برفقة مديرهم الأب افرام كليانا وجمع غفير من المؤمنين امتلأت بهم الكنيسة. وفي عظته ركز غبطته على أهمية الأقلية الباقية التي يشير إليها الإنجيل مرارا ولفاعليتها، واليوم يبيقى دورها رياديا للبقاء والتواصل على أرض الآباء والأجداد.
وبعد القداس عاد غبطته والوفد المرافق له إلى مقر إقامته في عنكاوا.
ادناه كلمة غبطة البطريرك ساكو بتنصيب مطران الموصل 25 كانون الثاني 2019
يطيب لي اليوم أن أضع المطران الجديد، ميخائيل نجيب ميخائيل بين أيدي أبناء الموصل وعقرة مسيحيين ومسلمين، كما اضعهم أيضاً وديعة بين يديه.
من الجدير بالذكر، أن الرعية تطمئن وتتقوى بسهر راعيها عليها. نجاح الراعي مرهون بوحدة الرعية. والراعي هو للجميع، من دون ان يكون لهذا الشخص أو ذاك. الانتقاء والفئوية تخرب الجماعة، كما خربت الطائفية والمحاصصة العراق. عندما نتكلم عن الراعي، انما نتكلم أيضاً عن المؤمنين الذين يؤلفون معه جسماً واحداً ويشاركونه الخدمة في الرعايا.
اُدرك تماماً صعوبات أبرشية الموصل المنكوبة، وأيضا التحديات التي ستواجهها، لكني واثق من انك ستعمّق فرح التحرير وترسّخ رجاء العودة، وبناء الثقة بين مكونات الموصل وتعزيز العيش المشترك. ببركة الله وبتعاون المطرانين الجليلين يوحنا بطرس موشي، للسريان الكاثوليك ونيقوديموس داود شرف، للسريان الأرثوذكس، ومع الموصليين الطيبين الكُثر.
إن التطرف والعنف يهدمان ولا يبنيان، لذا من المهم أن نسعى لرصّ الصف، ولبناء علاقات جيدة مع ذوي الإرادة الطيبة، لغرض تفكيك ما افرزه تنظيم الدولة الإسلامية من فكر وعادات وتقاليد.. اذكر هنا موقف الشهيد المرحوم الدكتور محمد العسلي ابان غزو تنظيم الدولة الإسلامية للمدينة وكيف دافع عن المسيحيين فاردُيَ قتيلاً، إنه علامة مضيئة لتتمسكوا ببعضكم البعض يا أهالي الموصل.
لذا من هذا المنبر ادعو المسيحيين والمسلمين، وبخاصة السياسيين منهم ورجال الدين ان يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية ويفتحوا صفحة جديدة من الثقة والعلاقات الصادقة ويكونوا متحدين الى الابد لإنقاذ مدينتهم المنكوبة وتطويرها، وإلاّ بقي الخراب على حاله وازداد.
الموصل معروفة بالتعددية والتنوع وهذه سِمتها، كما إن للكنيسة ومسيحيي الموصل صفحات ناصعة من الاسهامات الوطنية والثقافية والمهنية. لذا اشجعهم على العودة والتواصل والسعي لبناء مساحة مشتركة توفر لهم ولمواطنيهم الطمأنينة والسلام والاستفرار. ففي الموصل تاريخهم وتراثهم واقدم كنائسهم وتقاليدهم. نسأل الله ان تكون للموصل ولادة جديدة سليمة.
وبهذا المناسبة لا يسعني الا ان اذكر الأساقفة الاجلاء الذين سبقوك في خدمة الموصل وقد عاصرتهم شخصياً: عمانوئيل ددي، كوركيس كرمو، بولس فرج رحو “رحمهم الله”، واميل نونا الذي يخدم حاليا في استراليا.
سيدنا نجيب ويا أهالي الموصل، أتينا بعدد كبير من الأساقفة لكي نعبّر لكم عن دعمنا ووقوفنا إلى جانبكم في جميع مساعيكم الطيبة من أجل الموصل.
اشكر السيد المحافظ وقائد عمليات نينوى وكل المسؤولين، لهم كل التقدير.