زوعا اورغ/ عنكاوا كوم – سامر الياس سعيد
في مقالة للمؤرخ البغدادي المعروف رفعة عبد الرزاق نشرها بملحق المدى الاسبوعي (ذاكرة عراقية ) ليوم الاثنين الموافق 5شباط (فبراير ) الجاري تطرق الى ما قدمه المسيحيون في بغداد في القرن الثامن عشر حيث ذكر ان مجلة المشرق البيروتية والتي كان يصدرها الاباء اليسوعيين ومنهم محررها الاب لويس شيخو اليسوعي ذكرت في مجلدها التاسع الخاص بعام 1906 وفي صفحتها 190 هذا الخبر:
مرصد كاثوليكي في بغداد.. افادنا حضرة الاب بطرس دي فراجيل انه قرأ في كتاب الرياضيات للمؤرخ منتلوكا (1758 ــ 1802) ان الســـــيد دي بوشان نائب القاصد الرسولي في بابل (في الكتابات المسيحية القديمة يقصد ببابل بغداد وما حولها) كان قد طلب في القرن الثامن عشر من المجمع العلمي في باريس على يد العلامة الشهير لالند آلات فلكية لرصد النجوم في بغداد فاجاب المجمع العلمي الى ملتمسه وارسل الى المارشال (دي كستري) عدة آلات رصدية. فبنى د يبوشان مرصدا جميلا سنة 1786 وارسل الى المجمع العلمي نتيجة ارصاده الفلكية الى سنة 1789. كان المرصد مبنيا بالاجر وموقعه عند الجسر ومنه بقايا تعرف الى اليوم (رصدخانه)يلحق به بناء آخر يعرف بـ (مدرس خانه)..ويضيف المؤرخ رفعة عبد الرزاق بانه وجد الخبر المذكور من مجلد من مجلة المشرق وكان خاصة بمجموعة الاستاذ المحقق يعقوب سركيس (ت1959) التي آلت الى مكتبة الاثار العامة، وقد علق سركيس على حاشية تلك الصفحة ما يلي : رايت في سنة 1923 عند الكرمليين في بغداد جداول فلكية تشكل كتاب لبوشان وقد ذكرتها نشرة الاحد في السنة المذكورة بمناسبة يوبيل كنيسة رسالتهم في البصرة وهو اليوبيل المئوي الثالث.. وقد ذكر آ خرون ان المرصد كان في دير الاباء الكرمليين وليس على مقربة من الجسر.ويتابع المؤرخ رفعة عبد الرزاق متابعته لموضوع المرصد فيقول هل هذا المرصد هو الذي نعنيه في السطور التالية :
كنت ولم ازل كثير التأمل للوحة فنية رائعة للجانب الشرقي من بغداد (الرصافة) رسمها الفرنسي (فلاندان) تضمن تفاصيل المنطقة المحيطة برأس الجسر القديم والوحيد ببغداد، ومما لفت نظري منظر القبة الشاهقة لجامع الوزير التي بنيت ــ كما يبدو ــ على قبة قديمة وكلا القبتين قد سقط نصفهما المطل على النهر ولهذا حديث آخر، والبناء العمودي الجميل الواقع يمين الجسر وبقرب جامع الاصفية..
ما هذا البناء؟
قبل ايام ذكر بعض الكتاب ان البناء هو (فنار) على دجلة، ولا اعرف اهمية الفنار على نهر ليس بالعريض نسبيا ومشيد في اضيق منطقة من النهر، والفنار كما هو معروف لتنبيه السفن البعيدة في البحار.
واضيف هنا، تعددت اللوحات التي رسمها الرحالة الاجانب لجهة النهر من الجانب الشرقي من بغداد، والمنطقة التي تطل على الجسر الوحيد ببغداد في العهد العثماني، ففي أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بدأ اهتمام الأوربيين بالآثار العراقية وبدأت التحريات في المواقع القديمة وكان برفقة الاثآريين عدد من الرسامين المعروفين بتمكنهم من رسم المعالم الأثرية ببراعة وإتقان فجاءوا إلى العراق ورسموا مدن نينوى والوركاء وبابل ومنهم : ريك بورتر ويوجين فلاندان. ويعد الاخير (Engene Flandin) من الرسامين العسكريين الذين كلفتهم اكادمية الرقم والأدبيات (Academiedes Inscriptionset Belles Letters) بالذهاب والالتحاق بالقنصل الفرنسي (بوتا) وكانت الغاية أن يرسم مناظر الآثار وعمليات التنقيب الجارية في بلاد مابين النهرين.
- Home
- /
- الاخبار
- /
- اخبار شعبنا
- /
- ماذا قدم المسيحيون لبغداد...