زوعا اورغ/ اعلام التيار
نتابع وبقلق كبير تداعيات الاساءات المستمرة بحق الكاردينال لويس ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم، والتي بدأت بالمرسوم الجمهوري رقم 31 لسنة 2023 والذي يلغي المرسوم الجمهوري رقم 147 لسنة 2013.
إن اصدار مرسوم حول اعتماد البطريرك لويس ساكو رئاسة الكنيسة الكلدانية له تاريخ ودلالات قديمة، فقد تم اصدار مراسيم مشابهة للمرسوم 147 في كافة العهود الملكية والجمهورية التي سبقت هذا العهد، وهذه الأعراف مستمرة منذ الخلافة العباسية مرورا بالدولة العثمانية. وكذلك ان المرسوم 147 صدر في وقت كان فيه رئيس الجمهورية الحالي في منصب كبير المستشارين للرئيس المرحوم مام جلال فلم لم يتم الاعتراض عليه حين ذاك؟
إن البطريرك مار لويس ساكو منتخب من قبل اساقفة الكنيسة الكلدانية ليكون رأسا للكنيسة الكلدانية، وسيبقى في رئاستها محافظا عليها صائنا اوقافها، وهو يحظى بثقة ابناء شعبه الا من بعض شذاذ الافاق المتصيدين بالماء العكر. إن المسيحيين يواجهون ارهاب الجماعات الإرهابية والتكفيرية، والان بالإضافة الى ذلك هم الان يواجهون ارهاب الدولة في خطوة نحن نفسرها بأنها سياسة افراغ العراق من سكانه الاصليين.
ان التخبط السياسي الذي يمر به وطننا العراق اليوم بسبب المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية والفساد الذي يضرب أطنابه بضلاله الكئيبة على كافة نواحي الحياة وبمختلف المستويات، اثر على كل ابناء شعبنا العراقي ومنهم المسيحيون وراعي كنيستهم الكلدانية الكاردينال لويس ساكو، الذي وقف دائما وبشجاعة ضد المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت داعيا الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتغليب قيم المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها، يقرر القضاء العراقي استدعاء أحد اكبر المرجعيات الدينية المسيحية في العراق بتهمة القذف والتشهير ضد رئيس احدى المليشيات الذي له مصلحة في ابعاد الكاردينال ساكو في محاولة للهيمنة والسيطرة على عقارات الكنيسة الكلدانية. ونحن نتساءل هل كان القضاء العراقي المسير يجرأ على نوجيه التهم واستدعاء احد المراجع الدينية الإسلامية لمثل هذه الأسباب الواهية؟
اننا نطالب بإلغاء المرسوم 31 لسنة 2023 صيانة للوحدة الوطنية العراقية، والكف عن الملاحقات القانونية الجائرة بحق الكاردينال ساكو. أن المسيحيين والكلدان جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي، ووجودهم في بلاد الرافدين يعود الى عمق التاريخ. فلنحافظ معا على الوان الطيف العراقي الزاهية قبل فوات الاوان.
العراق يستحق الأفضل
هيئة المتابعة للتيار الديمقراطي العراقي في الخارج
15 تموز 2023