زوعا اورغ/
كاساپّا kasappa من المدن المهمة خلال العصر الآشوري الحديث ( 612 – 911 ق . م ) ويعني إسمها في اللغة الأكدية ( البابلية – الآشورية ) : الفضة أو موضع الفضة أو المال ، وقد ذكرت في نصوص مسمارية جاء معظمها من عهد سرجون الثاني الآشوري وسلالته. وتوصل الباحث (كنر- ولسون Kinnier Wilson ) أولاً إلى مطابقة (كَساپا) القديمة مع (تل كشاف) الواقع على الضفة الجنوبية للزاب عند مصبّه بنهر دجلة عند الموقع المعروف بـ (المخلط) ضمن ناحية الگوير جنوب شرقي الموصل بالعراق ، ثم تبعه في ذلك پوستغيت postgate وپارپولا parpola ، وعند (تل كشاف) جرت معركة (الزاب) أو معركة (تل كشاف) التاريخية في 11 من جمادى الآخرة عام 132 هـ الموافق 25 يناير 750 بين الجيشين الأموي والعباسي والتي انتهت بسقوط الدولة الأموية عام 132هـ الموافق / 750م .
وقد اشار اليها المؤرخ يزيد بن محمد بن إياس ، أبو زكريا الأزدي (توفي 334 هـ / 946 م) في كتابه ( تأريخ الموصل) في نصوص عديدة مطوّلة, كما ذكرها ياقوت الحموي في كتابه ( معجم البلدان ) بصيغة (كشّاف) بقوله: موضع من زاب الموصل، كما ذكرها ابن العبري بصيغة (قلعة صغيرة). أما (ابن عبدالحق البغدادي ) فقد ذكرها في كتابه (مراصد الاطلاع) بصيغة “قلعة عظيمة” ومما جاء فيه: “هي قلعة عظيمة, بقرب مصب الزاب ، تسكنها النصارى “. أما ( أبو الفداء ) فقد قال عنها : ” هي قلعة عامرة ، بين الزاب والشط ، قريبة من مصبّه في الشطّ ، وحوالي كشاف مروج كثيرة ومراعي ، وهي عن إربل ( أربيل ) نحو مرحلتين ” وفي حقبة الايلخانيين يرد ذكر ܟ̇ܶܣܦ̇ܳܐ كشاف كملاذ لبعض أمراء المغول بحسب رواية سريانية لابن العبري في كتابه ( تأريخ الزمان ) ، وفي الفترة الجليلية من العصر العثماني كانت قلعة كشاف خربة ، بحسب رواية الرحالة أبي الثناء الألوسي البغدادي في كتابه نشوة الذهاب والإياب من بغداد إلى إسطنبول .
أ . د . عامر الجُمَيلي ( ابو هشام ) / كلية الآثار – جامعة الموصل – العراق