زوعا اورغ/ اعلام البطريركية
قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يلقي كلمةً بعنوان: “إتّباع المسيح في التمييز والاضطهاد والشهادة: ماذا يعني ذلك للكنيسة جمعاء اليوم”، وذلك في جلسة المناقشة “مواجهة التحدّيات سويةً بمحبة متبادلة” ضمن المؤتمر الثالث للمنتدى المسيحي العالمي في بوغوتا بكولومبيا.
وفي كلمته، اعتبر قداسته أنّ مطرانَي حلب “لم يؤذيا أحدًا؛ بل كانا كتلميذَين للمسيح، مدعوَّين لرعاية خرافه، متفانيَين ومكرَّسَين بالكامل لرسالتهما، وقد تخطّى اهتمامهما وتعاطفهما رعيّتَهما المباشرة، ليشمل المجتمع ككلّ بصرف النظر عن انتمائه الديني، ممّا أكسبهما محبّة واحترام المجتمع الحلبي بأكمله”. وأضاف قداسته أنّه على الرغم من التأثير السلبي لخطف المطرانَين على المسيحيين في حلب، “فإنّه وبعد خمسة أعوام على خطفهما، لا تزال الجماعة المسيحية في حلب – ولئن تضاءل عديدها – متمسّكةً بالإيمان بالمسيح”. ثمّ دعا قداسته الحاضرين لمشاهدة فيديو قصير عن المطرانَين.
بعدها انتقل قداسته للحديث عن الكنيسة المضطهَدة بسبب إيمانها، فقال: “جئتكم من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وهي كنيسة واجهت صعوباتٍ كثيرةً وإباداتٍ على مرّ العصور؛ فمنذ حوالي الـ 100 عام، ارتُكبَت إبادة جماعية رهيبة من قبل الإمبراطورية العثمانية هدفت إلى القضاء على التواجد المسيحي في مهده وأرضه الأم […]. واليوم، ما زلنا نعاني من الاضطهاد على أيدي الجماعات الإرهابية.” وأضاف: “يدفعني هذا التاريخ من الاضطهاد والشهادة، كلّما أفكّر بعلامات الكنيسة الواحدة الجامعة المقدّسة الرسولية، بأن أضيف فورًا أنّها مضطَهَدة. فإنّ الكنيسة الحقيقية الوفية لربّها ومخلّصها هي كنيسة مضطهَدَة”.
ثمّ تحدّث قداسته عن معاناة المسيحيين في الشرق الأوسط، وخاصّةً في العراق وسورية، وعن الزيارات العديدة التي قام بها للمضطَهَدين، منذ تولّيه السدّة البطريركية عام 2014، من أجل الوقوف إلى جانبهم والتخفيف من معاناتهم. وأدان قداسته “الحالة المتدنية التي وصل إليها عالمنا” مشيرًا إلى العدوان الثلاثي الذي قامت به كلّ من الولايات المتّحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ضدّ سورية.
ثمّ لفت قداسته إلى “مسألة حسّاسة تؤثّر بنا، وهي أنّ بعض الكنائس الشقيقة تستغلّ الأوضاع الأليمة في سورية والعراق فتقوم باقتناص المؤمنين بطرق ملتوية.”
واعتبر قداسته أنّ ما يعانيه المسيحيّون والأقليّات الأخرى في الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم ليس سوى “تطهير ديني وإثني.”
وختم قداسته بالقول: “سنستمرّ بأن نكون نورًا للعالم، ننشر المعرفة حيث الجهل، والمحبّة حيث البغض؛ هذه هي رسالتنا، وهذا ما دُعينا إليه.”
خلال الجلسة، رفع المشاركون الصلاة لمناسبة الذكرى الخامسة على اختطاف مطرانَي حلب بولس يازجي، ومار غريغوريوس يوحنا إبراهيم الذي كان عضوًا فعّالاً في المنتدى.